-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
كلام حميم

الأزواج يريدون إسقاط الزوجات

محمد دحو
  • 7495
  • 9
الأزواج يريدون إسقاط الزوجات

أي نعم، الأزواج يريدون ذلك جريا على فعلة الشعوب في إسقاط الأنظمة الفاسدة، ولو استطاع الأزواج ذلك لفعلوه تضامنا مع الشعوب العربية في حربها الشرسة ضد كل أشكال القمع والاستبداد، ولك أن تتصور كيف سيكون حال الدنيا إذا ما نجح الأزواج في مشروع إسقاط الزوجات الذي لايزال حتى الآن مجرد خيط في إبرة، ولو حدث ذلك لرأيت العجب العجاب في المنتديات والمحاكم وعلى الشاشات…

  • وفي البيوت وغرف النوم والمطابخ وأسطح المنازل وفي العمارات والقصور، ولهاجت الدنيا وماجت. ولكن ذلك سيحدث دون أن تتدخل الشرطة وقوى الأمن، وآلات القمع الحكومية، ولن ينزل الجيش ساعتها إلى شارع بورقيبة أو ميدان التحرير أو اللؤلؤة أو ساحة أول ماي، لأن المعركة ستحسم داخل البيوت وبعيدا عن عيون الجزيرة ومراسليها، لأن مسرح المعركة سيكون في الداخل، وبعيدا جدا عن مجال التغطية والتدخلات الأوروبية والأمريكية وحقوق الإنسان، والمزايدات السياسية أو التخوفات الإسرائيلية. لأنه سيكون هذه المرة شأنا داخليا مئة بالمئة، وأن الحسم فيه للأزواج أو الزوجات دون تدخل للمعارضة والمعارضين.
  • لقد تظاهرت طالبات سعوديات في مدرسة ابتدائية لتحفيظ القرآن بحي النخيل، شمال الرياض، حيث احتشدت أكثر من ثلاثين طالبة، وهتفن أمام باب المديرة بصوت واحد نريد إسقاط المديرة، ولو أن ذلك حدث في الجزائر أو في تونس أو مصر أو اليمن أو السودان لقلت إن معركة الرجال والنساء قد بدأت فعلا، ذلك أن هموم المرأة السعودية لايزال في حدوده الدنيا، لا يتجاوز مطلبي رخصة السياقة والانتخاب، أو أقل من ذلك بكثير، ولأن الأمر اقتصر على طالبات تظاهرن ضد ما وصفنه بالضغوط الكبيرة التي تمارس عليهن في مسألة الانضباط، فإن ذلك يشير إلى بعض الأمور الخفية في خلافات الأزواج مع زوجاتهن من تربية الأولاد ومصاريف أخرى كالنقل المدرسي، ودفع مستحقات المدارس الخاصة والدروس الخصوصية، أو الإعجاب بمعلمات الأولاد والحديث مع المربيات والسكريتيرات من وراء الزوجات. وكل ما من شأنه أن يشعل نار الغيرة في قلوب الأمهات مما يؤجج شرارة معركة الأزواج والزوجات، ويجعلها في المقام الأول بعد معركة الشعوب ضد أنظمتها الفاسدة، ومع أني مازلت شديد الحذر من مطالب الرجال وشرعية نواياهم التي باتت تبيّن عنها الكثير من السلوكيات عبر علاقات عاطفية مع نساء خارج البيت، وتزايد ثروة الكثير من الرجال.
  • وتولي البعض الآخر مناصب ومسؤوليات عليا، والتعلق الشديد بمذيعات القنوات العربية، والتعرف على مضيفات الطيران في العديد من الرحلات، والشات مع الأجنبيات، والتطلع إلى زوجات أخريات، كل ذلك يمهد لثورة الرجال القادمة.
  • ولا ضير أن يحدث ذلك في القريب العاجل، كما يقول العم أبو أحمد، ممن صفق لسقوط بن علي وحسني مبارك وتمنى لهما ثالثا ورابعا، لكنه ضحك كثيرا واستغرب ثورة الرجال والزعم بإسقاط الزوجات؛ ذلك أنه رجل يحب زوجته كثيرا، وأنه يريد الحفاظ عليها من كل قلبه، كما قال، لكن العم أبو أحمد.
  • ونظرا لخبرته الطويلة لا يخفي ما قال إنه نقطة الغباء في رؤوس بعض النساء العربيات، تماما كما في رؤوس بعض قادة النظام العربي الذين تزوجوا شعوبهم بطرق غير شرعية، وزادوا في التنكيل بهم. ولم يورّثوهم غير البؤس واليأس والظلم والجور والاستبداد والفساد، لذلك حانت ساعة الحقيقة والمواجهة والثأر لكل ذلك الصبر الذي تجاوز الحدود، فانقلب إلى ضده، مسفرا عن حالة من الهستيريا العربية والثورة على الحكام، حتى بات البعض يظنّ أن في الأمر إنّ وأخواتها، وتساءل البعض عن سر هذا الإصرار الذي تملك الشعب العربي من المحيط إلى الخليج في أن يخلع حكامه، وأن يرمي بهم في قاع البحر، وهو ما يعني أن ثورة خلع الرجال التي لجأت إليها نساء مصريات وعربيات كثيرات لم يكن من فراغ، ضد ما يوصف باستبداد الرجل الشرقي، في علاقته مع زوجته، وما عانته من حيف وظلم، وأن لجوء الكثير من الرجال إلى زواج المسيار هو بسبب استبداد الزوجات في البيوت، والخواء العاطفي والجنسي بين الأزواج، وسوء استعمال المرأة لسلطة وهمية مع الأزواج والإفراط في استعراض القوة، وغياب الاحترام والود، والتضحية من أجل الآخر حتى تستمر الحياة، ولكن تضحية الرجال، كما يقول العم أبو أحمد، جاوزت الحدود، وأن الثورة حان وقتها، وليس من صبر على النساء وأن المطالبة بإسقاطهن بات أمرا لارجعة فيه.
  • لم يكن العم أبو أحمد هو الوحيد الذي استغرب ثورة الرجال على النساء والمطالبة بإسقاط الزوجات في مثل هذه الأوقات العصيبة من حياة الأمة. ولكن كثيرا من الأصدقاء المثقفين والإعلاميين أعجبوا بهذا الإعلان الجديد، وأكبروا عودة الروح لأولئك الرجال الذين كنّا نظن أنهم استسلموا لزوجاتهن جبنا وخوفا، وقد رضوا بما قسم الله من الزوجات المستبدات، ورأى آخرون أنه لابد من تأخير هذه الثورة على الزوجات دعما للصف العربي حتى انتهاء ثورة الشعوب الملتهبة التي بتنا لا نعرف لها أولا ولا آخر…
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
9
  • بدون اسم

    اللهم اقنا شر الفتن وما تشمت فينا العديان

  • متكلم باسم امه

    قالت ماما ابقو تبعو غير في النسا

  • bouzidi

    يا اخى لمادا تريدها ثورة ....ادا حلف فيك راجل ارقد وتهنى وادا حلفت فيك امرا بات استنى ...... خلى البير بغطاه وقول يا ربى ما يثوروش النساء على الرجال و surtout ادا تبعوا لويزه حنون امراة و نص ........

  • وئام

    ما هذه التفاهة ؟؟؟؟؟

  • badr77ss

    لقد رفعت شعار إسقاط زوجتي منذ سنة وقد تمكنت من إسقاطها قبل سقوط مبارك وبن علي والآن انا أريد العيش في ظل حياة زوجية ديمقراطية بدستور جديد بعد تعديل الدستور الأول وإجراء إستفتاء عليه من طرف الزوجة الثانية التي تسعى جاهدة إلى توخي الحذر خوفا من حدوث مشاكل المرحلة السابقة .

  • mohiamino

    اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن واجعل هدا البلد امنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين

  • sarah

    مافهمت والو؟

  • nounou

    alah alah ! i am sure in this time women needs men because allah said this in quran

  • ميمي الدلوعة

    لاااااا خوفتونا....يا شيخ المرأة اليوم لا تحتاج لمن يصرف عليها,فان لم يعطها الحنان ذالك الزوج و قدرزقت منه باطفال(فاشبعت غريزة الامومة) فهى التى تسقطه ! مضى زمان خوف المرأة من التشرد فهى الاساس وهى التى يبنى من حولها اما الرجل فدعه يتنطط الى ان يستفيق بعد فوات الاوان.