-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية: وا..مجتمعاه!

الشروق أونلاين
  • 2394
  • 0
الإفتتاحية: وا..مجتمعاه!

عبد الناصر

إحالة مائة إمام على العدالة.. عائلة بكل أفرادها من النساء والرجال وتحت قيادة ربّ العائلة وشقيقه يغرقون في وحل أقدم مهنة في التاريخ. إبن مدير جمارك وأستاذ ثانوي يهرّبان مواد متفجرة.. رئيس بلدية يهتك عرض واحدة من رعاياه.. طالبة جامعية وإبنة ملياردير تنتج أفلاما خليعة..تزوير في جوازات السفر وشهادات الميلاد والزواج والوفاة وشهادات الشهداء والمجاهدين. هذه ليست عناوين لأفلام خيالية وإنما للأسف قليل جدا مما “تتنهده” الصحف اليومية وفي قرارة أسطرها “ما خفي أعظم.” أصبحنا نجد حرجا ونحن نجلد أنفسنا، بل ونرجم أيامنا بهاته الأخبار المزلزلة التي تسير في اتجاه ذهابنا مع ذهاب الأخلاق، لأن الأمم هي الأخلاق ما بقيت.

هذا الكم البركاني من أخبار الجريمة بكل أشكالها الذي تقدمه الجرائد لا يجب أن يسجن بقيود نقل الخبر من دون إثارة المختصين من علماء دين ومجتمع ونفس وقانون، فقد بدأ تعالى سرده لقصة سيدنا يوسف بتفاصيلها بقوله “نحن نقصّ عليك أحسن القصص بما أوحينا إللك هذا القرآن وإن كنت من قبله لمن الغافلين”.

وجاءت قصة يوسف، فعلا حسنة وهي تروي حكاية إمرأة متزوجة شغفها فتى صغير حبا فراودته عن نفسه وغلقت الأبواب وأثارت ضجة لدى شعبها، كما روى القرآن في مواضع كثيرة مثل سورة الحجر والأعراف والنمل قصة أهل سدوم من الشواذ الذين قال فيهم سيدنا لوط “أئنكم لتاتون الرجال شهوة من دون النساء”.

وكلها قصص للعبرة، فالمجتمع عليه أن يدرك أمراضه حتى يتمكن من معالجتها، أما أن تبقى تحت الردم فهذا ما سيفجرها إلى براكين يصعب صدّها وحينها سنقرأ الفاتحة على ما بقي من روح، وما بقي من أخلاق. جرأة المجرم في الجزائر بلغت درجة “صحانة الوجه” وانتقلت لتبني مملكة فوضوية إنهارت أمامها المدينة الفاضلة أو حتى نصف فاضلة التي حلمنا بها، فما يحدث حاليا من انهيار في الأخلاق والأعراف يوحي بأن الموس قد بلغ العظم، بل إنه قطع كل الأوردة والشرايين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!