-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية: دروس وعبر حرب الشهر

الشروق أونلاين
  • 1169
  • 0
الافتتاحية: دروس وعبر حرب الشهر

سالم زواوي

مهما قيل ومهما كتب عن حرب حزب الله اللبناني ضد الغزو الإسرائيلي للأراضي اللبنانية، التي نعيش ذكراها الأولى هذه الأيام، فإنه لا يمكن أن يفيها حقها أو يلم بكل جوانبها العسكرية والسياسية أو يحيط بكل نتائجها وعبرها ودروسها، خاصة في ظل محاولات الطمس والتشويه والتقزيم التي تتعرض لها عربيا ودوليا.وإذا كان لا داعي للتذكير ببطولات مقاتلي حزب الله الذين تمكنوا خلال شهر من الصمود والمقاومة الشرسة من قهر الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر ومزقوا من حوله شرنقة الأسطورة التي نسجتها حوله انهزامية الأنظمة العربية وجيوشها النظامية لعدة عقود من الزمن، فإن ما لا يجب إغفاله هو المؤامرات والعمالة التي ما فتئت تتعرض لها هذه الفئة من العرب والمسلمين في خضم المعركة، سواء من قبل بعض الدول العربية التي تصنف بالمؤثرة والتي تمنت وعملت على أن يسقط حزب الله وكل عناصره ومناضليه أسرى في يد إسرائيل تحقيقا للرغبة الأمريكية الإسرائيلية في القضاء عليه كمنظمة إرهابية أو من قبل بعض الأطراف اللبنانية ذاتها التي لم تخف وقوفها إلى جانب إسرائيل وعدائها للمقاومة ومنها الحكومة اللبنانية برئاسة فؤاد السنيورة التي لاتزال تستعمل هذه العمالة، وهذا العداء للتغطية على فشلها الذريع في إيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية التي يتخبط فيها المجتمع اللبناني، خاصة تفاقم ظاهرة الفقر والبطالة والخلافات السياسية وفقدان الشرعية منذ أكثر من 8 أشهر، بعد انسحاب ممثلي حزب الله وحركة أمل من الحكومة، كما أن الجيش اللبناني الذي لم يحرك ساكنا خلال تلك الحرب ولو للدفاع عن نفسه.

بل ظهر أن الكثير من “طراطره” كانوا يعملون جواسيس لإسرائيل، يحرك اليوم، كل سواكنه في مخيم نهر البارد ضد اللاجئين الفلسطينيين لتهيئة ظروف طردهم وتشريدهم من جديد تحت غطاء مكافحة الإرهاب الذي أصبح الطريق العابر إلى رضى أمريكا وإسرائيل بالنسبة للأنظمة العربية وجيوشها في المنطقة، وحتى “القوات الدولية” التي طلبتها حكومة السنيورة وفتحت لها الطريق وسلتمها جنوب لبنان ظهر أنها جاءت لحماية إسرائيل من المقاومة الوطنية اللبنانية، ولذلك تشكل درعا لحماية الجواسيس الإسرائيليين الذين دخلوا بالجملة بمناسبة مرور عام على الحرب لدراسة أوضاع البلد والتهيئة لعودة القوات الإسرائيلية إلى الغزو، وضمنوا ذلك في تقارير نشرت في الإعلام الإسرائيلي والانترنيت.

وعلى الرغم من حجم المؤامرة التي تحاول أن تحول أول انتصار عربي على إسرائيل في التاريخ إلى هزيمة، فإن أهم الدروس والعبر التي أفرزتها هذه الحرب ستظل حية في الوجدان العربي، وهي أن دحر إسرائيل واجتثاثها من قلب الأمة العربية أمر ممكن جدا، هذا إن توفر الحد الأدنى من الإرادة والإخلاص وتم امتلاك بعض التكنولوجيات البسيطة في صناعة بعض الأسلحة الصاروخية والتحكم في استعمالها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!