-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الخطوط الحُمر والخط الأبيض

الخطوط الحُمر والخط الأبيض

بعض المترشحين للموعد الانتخابي الهام، من الذين افتقدوا الخبرة السياسية وحتى البرامج، راحوا يسايرون فن الصحافة، في العزف على أوتار الحدث الآني، لجلب السامعين خلال حملتهم الانتخابية التي بلغت منعرجها الأخير، بالحديث عن الدين تارة، وعن التربية أخرى من خلال التطرق إلى حادثة الاعتداء على نساء التعليم، وحتى الخوض في “تكتيك” جمال بلماضي وفنيات رياض محرز، فقد كانت بالنسبة إليهم كل المواضيع المثيرة التي تصنع الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي مباحاً الخوض فيها، وفي كل مرة تطلّ بعض الوجوه لترسم لهؤلاء المترشحين حدودا تسميها بـ”الخطوط الحُمر”، التي لا يجوز الاقتراب منها، وكان آخرهم مدرب منتخب الكرة جمال بلماضي، الذي طلب بلسان حازم وصارم من المترشحين للموعد التشريعي عدم استعمال اسمه ولا اسم رياض محرز الذي لا نظنه يعلم بالحدث، في الحملة الانتخابية، بالرغم من أن هؤلاء لم يذكروا المدرِّب واللاعب بسوء، ولم يستعملهما أحدٌ من باب زعم صداقتهما أو وقوفهما إلى جانبه، وإنما من باب إعطاء أمثلة عن نماذج النجاح في العمل في الجزائر، على حدّ قناعة من ذكر اسم بلماضي عن حسن نية.

تجاوز بعض المترشحين للخطوط الحُمر التي ملأت خارطة طريقهم نحو البرلمان، قد يكون بسبب كثرة اللون الأحمر الموروث من زمن الاشتراكية والبلشفية الحمراء، إلى درجة رفض حديثهم عن لعبة كرة القدم التي يعشقها كل الجزائريين، أو بسبب افتقادهم للخط الأبيض الذي ينتظره المواطنون من فئة جديدة من المترشحين واضح بأنها ستختلف جملة وتفصيلا عن التشكيلات السابقة التي ما كانت تُبرق وتُرعد وتُمطر، بل كانت لا تقترب من الخطوط الحُمر لتدخل بعد حصولها على المعقد البرلماني في خطوطٍ سودٍ جعلت البلاد بلونها السياسي القاتم الحالي، الذي سيكون تأثيره على معنويات المواطنين وعلى ثقتهم في الذين يترشحون للمواعيد الانتخابية على مدار سنوات وربما عقود.

من الظلم أن نرمي تهم الجهل والوصولية والانتهازية على كل المترشحين والمترشحات، وحتى على الذين ذكروا رياض محرز وجمال بلماضي في بعض تدخلاتهم الشعبية أو التلفزيونية، فيوجد في مغامرة التشريعيات بعض الشباب وحتى الكهول من امتلكوا الكفاءة والنيّة والإخلاص، من أجل بلوغ مقعد التكليف قبل التشريف، فمن غير المعقول أن نتابع المشهد بنظارات قديمة سوداء، والتغيير الحقيقي يبدأ بفتح صفحة بيضاء ومنع “الطاشات” السوداء التي تطلقها سوء النية عن تلطيخ صفحتنا.

وقد تكون تجربة فريدة تُنتج لنا وضعا سياسيا مختلفا عن وضع التبني الذي مارسه النظام على مدار عقود، إلى أن وصل درجة من التعفن صارت فيها أحزابٌ من المفترض أن تنافس وتقدّم البديل تتبنى برنامج الرئيس وتدعمه هو ورجاله، ضد أنفسها، فدخلنا خطوطا حُمرًا رمت بنا في دائرة سوداء، وجب الخروج منها ولو بالمحاولة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • بن بولعيد

    التاريخ يعيد نفسه وعاد مرة الاخري المنافقون السياسيون وعادت جبهة التخريب الوطني الي العمل والنشاط وعاد السارقون وعصابة علي بابا والحرمية. لك الله يا جزائرنا المسكينة