-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الربيئة”…مكسب معرفي وإعلامي رائد

حسن خليفة
  • 281
  • 0
“الربيئة”…مكسب معرفي وإعلامي رائد
ح.م

تبدو لفظة “الربيئة” غريبة لدى كثير من الإخوة والأخوات القراء والمتابعين للساحتين الإعلامية والثقافية الوطنية وحتى العربية؛ حين يصادفونها في قراءاتهم في موقع أو حساب في الفضاء الأزرق. ومناسبة الحديث عن هذه اللفظة (الربيئة) هي صدور العدد الثاني من المجلة (الورقية) بطباعة راقية ومضمون معرفي وفكري عال.

ويعود صدور “الربيئة” إلى عام 2017 عندما أطلق مجموعة من شباب الجزائر العميقة (الجلفة ـ حاسي بحبح بالتحديد) أطلقوا مجلة إلكترونية فكرية ثقافية سمّوها بهذا الاسم (الربيئة). وعندما نستقصي معناها في المعاجم نجد ما يلي:

“الربيئة: اسم (مفرد) جمعه: ربايا، والربيئة معناها: الطليعة التي ترقُب العدوّ من مكان عال؛ لئلا يدهَم القوم.

كما يمكن أن نعرّف “الربيئة” بأنها الكشاف الذي يرصُد العدوّ من مكان عال. ويقال ربيء.

وللفظة “الربيئة” معان ودلالات أخرى منها النماء والزكاء وما يتصل بهما من دلالات وقيّم ومبادئ”.

إذن .. بهذا الأفق المعرفي الباذح والعارف لمآلات الأمور والمدرك لوظائف الثقافة والفكر ودورهما في الصراع الحضاري الضاري الذي يتّسمُ عالمنا اليوم؛ حيث تهاجمنا التيارات والمذاهب الفكرية والفنية والأدبية من كل جهة، توهينا لعُرانا وتكريسا لضعفنا واضطرابنا وانقسامنا، وتشديدا للخناق علينا حتى لا نجد غير ما يطرحونه من بدائل حداثية غربية في كل شيء: الفن، والفكر، والثقافة والدراما، ونمط العيش وأسلوب الحياة.

في ضوء هذا الأفق المدرك المتبصر تسلّح هؤلاء الشباب بالوعي والبصيرة وأطلقوا هذا الاسم (الغريب المستنفر) عنوانا لفضاء فكري أرادوه أن يتمّ المسار الفكري الحضاري الإسلامي، وأن يكون حاملا من حوامل الفكر الوطني الجزائري، الإسلامي ومنه فكر جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

لقد بدأت المجلة خطواتها الأولى سنة 2017 ولكنها اليوم في مكتمل دورتها الأولى تقريبا، بـ14 عددا إلكترونيا متنوعا ثريا بهيا، بنحو 150 مساهمة بين مقال ودراسة وبحث مختصر وحوار وغيرها، بأقلام أعداد من الكتاب والدكاترة والأدباء من نحو عشرة بلدان عربية كالعراق، وسوريا ولبنان والمغرب وقطر ومصر والسعودية وعُمان وتونس وموريتانيا (والجزائر طبعا).

بعد عامين فقط، ودون أي إمكانيات ودون أي دعم من أي جهة كانت، استطاعت هذه النخبة الشابّة القائدة لهذا المشروع الفكري الرقمي أن تقدّم ما يثبت مرة أخرى الخير الكبير الذي تنطوي عليه نفوس الشباب الجزائري، في كل المجالات، والذي لا يحتاج إلا إلى “التقاط” ودعم وتعزيز وتحفيز وتشجيع.

عند تصفّح المجلة الرقمية وقراءة العددين الأول والثاني يتبين لنا بوضوح اشرئباب طموح الجزائري نحو الأعلى دائما، فمن أهداف “مجلة الربيئة”:

إثراء الفضاء الرقمي العربي والارتفاع بمستوى ذائقته اللغوية والفنية؛ بعيدا عن الركاكة والتسطيح؛ تعزيز المحتوى الرقمي العربي الجادّ، وتجاوز ما يعانيه من هشاشة وضعف كبيرين، والذي لا تتعدى نسبته في الشابكة 2 من المائة؛ تخصيص أعداد خاصة لأعلام الفكر والثقافة تعريفا وتنويها وإحياء لمآثرهم، وأيضا إحياء فكرة الحواضر العلمية والثقافية كبجابة وتلمسان وقسنطينة وسواها.

وغير هذا من الأهداف الثقافية النبيلة كثير، يمكن الاطلاع عليها من خلال تصفّح المجلة في النت، أو قراءة عدديها المطبوعين الموجودين في المكتبات ودور النشر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!