-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الشكوى.. والشكوى لله

الشكوى.. والشكوى لله

يتلقى الوزراء بمناسبة زياراتهم للولايات شكاوى عدة، وتسجل وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي شكاوى أخرى. وقد تابعت بعضا منه، أوحت لي بالملاحظة التالية: أن المواطن الجزائري يشتكي أولا لله، وثانيا للآخرين، وبعدها يتوقف عن الشكوى تماما، وإذا ما توقف عن الشكوى فذلك إنذار بالخطر.

ولعل هذا ما يجعلنني أقول اليوم، أنه مادام المواطن يشتكي والمسؤول يسمع، حتى وإن لم يستجب، فإننا يمكن أن نعتبر أن منطق اليأس لم يسيطر تماما، المشكلة كل المشكلة عندما ييأس المواطن من هذه الشكوى ويعزف عن الكلام مع المسؤول وغير المسؤول.. هنا ينبغي أن نستشعر الخطر.

ولعلي أشعر اليوم أنه يكاد يداهمنا، فالأسلوب المتبع في التواصل مع مختلف الفئات الشعبية قد بدأ يصل إلى حدوده، ومؤشر ذلك اللامبالاة تجاه الوعود، والبرودة عند طرح المشكلات، وكأننا أصبحنا على مقربة من نهاية مرحلة تميزت بمثل هذا الأسلوب في التعامل بين الرئيس والمرؤوس، وعلى مشارف دخول مرحلة جديدة من شأنها ألا تعرف هذا الشكل من التعبير، علينا استبقاها إذا كنا نؤمن بأهمية الاستعداد للتغيير وتوجيهه الوجهة لإيجابية التي تعود على بلادنا بالخير والاستقرار.

يكفي أن يصرح شاب بطال للمراسلة الصحفية التي تستوجبه بما يلي:

أنه لا يملك 100 دج في جيبه، ويتحداها إن كانت تقبل الزواج به وهو على هذه الحال، ويعبر أمام مجموعة من زملائه أنه يريد أن يكون سبعا عند الدخول على والدته،  وأن يصبح مثل العباد، له ابن يناديه بابا، وأن يتمكن من أن يُعطي بعض “المصروف” لوالدته أو يشتري لها زجاجة عطر.. هذا كل ما يريده، ويريد أن يسمعه منه رئيس الجمهورية..

ويكفي أن تقف فئة من الشباب المطالب بالإدماج  في الوظائف التي يشتغلونها وترفع أوراقا بمطالبها بأسلوب حضاري متميز.. ويكفي أن يتحرك العمال في نطاق نقاباتهم للدعوة إلى تصحيح الأوضاع داخل المؤسسات دون اللجوء إلى الوسائل الأخرى.. لنعتبر أنهم جميعا مازالوا  قادرين على التعبير على همومهم، ويمكننا أن نتعاطى مع مشكلاتهم بإيجابية تامة، بل ويمكننا أن نحلها بكيفية أو بأخرى.. ولكن ماذا لو اشتكى هؤلاء جميعا أمرهم إلى الله، ورفضوا أي تعليق.. هنا ينبغي أن نعرف أن الخطر قد داهمنا.. وأنه على الجميع قراءة الرسالة المشفرة التي تقول: اليوم، رغم كل شيء، مازلنا نشتكي، ومازالت لنا خيارات وبدائل، وعلى من يهمهم الأمر ألا ينتظروا الغد عندما يصبح الأمر مستعجلا وتنتهي الخيارات، والشكاوى، ويكون قد فات الأوان..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • محيد/ع

    انشري ياشروق انها حقيقة
    منذ 10 سنوات وصلت الى اكثر من 165 شكاية وجهتها الى وزارة الدفاع الوطني التي اكلت حقي ثم تخلصت مني ورمتني الى الشارع وانا مريضا عليلا وعاجز بنسبة100%وأحتاج الى مساعدة الغيرمنذ سنة 2000 عندما كنت في الخدمة
    بسب خطأ طبي فظيع في تشخيص مرضي والمتبوع بخطأ إداري وعلى اساس مرض وهمي سميARHRITE CHRONIQUEتم اغفائي من الخدمة
    ونتج عنه ضياع جميع حقوقي التي خولها لي قانون المعاشات العسكريةكوني مصاب بداءPOLYARTHRITE RHUMATOIDE اللجان الطبية لا تعرف حنى أسماء الامراض فمابالك بالتشخيص

  • بدون اسم

    لكني يا أستاذ وصلت الى المرحلة التي ذكرتها ولم أعد أهتم لشيء فلا تغيير الرؤساء وتعاقبهم ولاتغيير الحكومات ولاحتى الولاة ولا القوانين والدساتير التي تتعدل بمعدل كل خمس سنوات غيرت من حيايتي شيئا ، لدي حلم بسيط هو أن أرد لوالدتي تعبها وتضحياتها .. والشكوى لغير الله مذلة.

  • ابراهيم طوبال معمر

    GOUVERNER C'est prevoir monsieur الذى ينقص فعلا المجتمع الجزائري يا اخي العزىز سليم هو الاتفاق علي مشروع مجتمع واضح المعالم الا تلاحض معي بان الحكومة الجزائرية الان حكومة تسير الشغب ثم تصريفه

  • قسنطينة

    الاستاذ الرائع رسالتكم وصلت للقارئ نرجو ان تصل للمسؤول قبل فوات الاوان

  • عبدالقادر

    الحديث على البطالةيااستاذ ذو شجون.ما قاله الشاب بان ليس له 100دج في جيبه وبنفس الوقت يريد ان يكون له بيت و اولاد ويسعد امه بهدايا وافراحها هو من اقوى الاجابات على كل من يعبثون بمقدرات البلادالماديةوالبشريةوهو محق في لكلامه.النظام يتحمل الجزء الكبير من المسؤولية.لكن ماذا فعل مثل هذا الشاب الذي الف الاتكال على الغير واقصدالنظام الذي علمهم ذلك وبانه يؤمن لهم الوظيفة والمسكن وهذه ديماغوجية و اصبحت كارثة على العباد.فمن ارادانالعمل يلغي فكرةالاتكال على النظام