-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القلوب على الكراسي

الشروق أونلاين
  • 2105
  • 0
القلوب على الكراسي

رشيد ولد بوسيافة: boussiafa@ech-chorouk.com

لا شيء يشغل أشباه الأحزاب في بلادنا التي تشكل شبه الطبقة السياسية إلا الكعكة الصغيرة الموجودة في مبنى زيغود يوسف، وإذا استثنينا حركة مجتمع السلم التي دخلت معركة دونكيشوتية ضد الفساد فإن باقي الأحزاب منشغلة بترتيبات الحصول على مقعد أو مقعدين في مجلس الأمة.وهو سلوك ليس جديدا على الطبقة السياسية التي لم يعد لها وجود حقيقي إلا من خلال بيانات المساندة أو المعارضة وكذلك من خلال الاجتماعات الدورية لأطرها القيادية التي تتكثف كلما اقترب موعد انتخابي حتى وإن كان قليل الأهمية ولا يتعلق بشكل مباشر بالشؤون المعيشية للمواطن.

هذه الأحزاب التي تحولت مع الوقت إلى تعاونيات استهلاكية ذات طابع سياسي، أصبحت أكبر إهانة للمسار الديمقراطي في الجزائر، لأنها حولت طبيعة نشاطها من مشاريع سياسية تحمل رؤى وتصورات وبرامج تنموية إلى أطر لكسب المناصب والوصول إلى الكراسي ولا يهم إن كانت هذه الكراسي من فولاذ أم كارتون.

قبل أيام عندما “مرمد” الرئيس بوتفليقة زعيم حمس على المباشر، وحوله إلى مادة للتندر وأخذ العبر والدروس، انساق أغلب الفاعلين في الساحة السياسية وراء خط الرئيس واستعصموا كلهم إلى جانب بوتفليقة ضد سلطاني، وتحولت المعركة ضد الفساد إلى معركة ضد شخص تحدث عن الفساد بطريقة خاطئة.

إن الدعوة الأخيرة التي أطلقها بوتفليقة بإعادة النظر في النظام الانتخابي قد تكون بداية مفيدة في استئصال داء “السلبية” وإيجاد مؤسسات دستورية حقيقية منتخبة فعلا، لأن طريقة القوائم النسبية أوجدت نوعا من المنتخبين الذين لا يجيدون غير تحرير الأسئلة الشفوية والتملق في طرحها على الوزراء في مشاهد “استعراضية” خاوية من مضامين العمل النيابي المتعارف عليه.

أما إذا بقي نفس النظام الانتخابي فإن الأوضاع ستتجه إلى مزيد من التردي، وقد نصل إلى برلمان أقل فعالية من المجلس الشعبي الوطني في عهد الأحادية الحزبية، على أن البرلمان الحالي ليس أكثر فعالية من برلمان السبعينيات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!