-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

القوة هي أن لا نخاف

القوة هي أن لا نخاف

هذه الكلمة القصيرة المبنى الكبيرة المعنى حتى صارت عند بعض الناس “مذهبا فلسفيا” كما هو الشأن عند الفيلسوف الألماني المجنون نيتشه، الذي كان “المثل الأعلى “لمؤسس النازية أدولف هتلر” الذي شوّه اليهود صورته حتى صار كثير من الناس يعتقدون أنه مجسّد للشيطان وما هو إلا مجسّد لـ”ثقافة أوربا وبربريتها” كما عنون الفيلسوف الفرنسي إدغار موران أحد كتبه الذي عرّبه الأستاذ محمد الهلالي المغربي، ونشرته “دار توبقال للنشر”..

لأن الشر الموجود في أوربا لا مثل له في العالم أجمع، وإذا قلت أوربا فلا أستثني امتدادها في الولايات المتحدة الأمريكية التي أباد قادتها مدينتين مأهولتين بالسكان في رمشة عين هما هيروشيما ونجازاكي، وليس هناك نقطة في العالم الإفريقي والآسيوي لم تصبها جرائم الغرب، حتى صارت “كلمة الغرب كلمة رهيبة” كما قال المفكر والسياسي الفرنسي روجي قارودي في كتابه “في سبيل حوار الحضارات” (ص 17).

ولكن هذه الكلمة هي لزعيم قوم ينطبق عليه لـ”هزاله” قول العرب عن هزيل “لو توكأت عليه لانهدم” “إنه الزعيم الهندي المهاتما غاندي، الذي كنت أعده أحد كبار دعاة “اللا عنف” إلى أن قرأت ما كتبه عنه الزعيم التونسي المولد، الجزائري الأصل عبد العزيز الثعالبي في أحد كتبه عن الهند بعدما زارها ومكث فيها مدة – فرأيت “الوجه الآخر” لهذا الـ”مهاتما” الذي “يستنير” بفكره بعض الهندوس في الهند، فيرتكبون في مواطنيهم المسلمين من الجرائم ما يشيب الولدان.

إن الخوف حالة نفسية بشرية لم يسلم منها حتى نبي الله ورسوله موسى عليه السلام، الذي قال لربه – عز وجل- عندما أمره أن يذهب إلى فرعون وقومه لدعوتهم إلى الخير: “ولهم عليّ ذنب فأخاف أن يقتلوني”، كما أن أمنا عائشة رضي الله عنها – سألت الرسول الأكرم ما معناه: أيكون المؤمن جبانا وبخيلا وكاذبا؟ فأكد أن المؤمن قد يكون جبانا وبخيلا، ولكنه نفى أن يكون كاذبا، ثم تلا قوله تعالى: “إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون”.

وقد أرعب “المهاتما غاندي” الامبراطورية البريطانية التي كانت لا تغيب عنها الشمس لا بجيوش جرارة، ولكن بدعوته لـ “مقاطعة المنتجات البريطانية” التي كانت الهند بأعدادها الكثيرة تستهلكها بعد أن تمد بريطانيا بها بثمن بخس.

لقد كتب هذا الـ”مهاتما” كلمته هذه في كتاب له عنوانه: حضارتنا وحضارتهم” (ص71) ويقصد بكلمة “حضارتهم” الغرب التي لاترى “الإنسانية” إلا فيما سماه كبير في الاتحاد الأوروبي الحالي وهو “جوزيب بوريل” “حديقة العالم” وهي أوربا أما غيرها في غابات وسكانها وحوش.

تذكرت كلمة المهاتما غاندي وأنا أقرأ ما قاله مسؤول صهيوني في كبير بعد العملية البطولية في القدس التي قام بها “فتى” فلسطيني لا يتجاوز سنه الثالثة عشر وكلمة هذا الصهيوني المجرم هي: “إن هذا الجيل من الشبان الفلسطينيين لا يخاف” وما على الصهاينة إلا أن يعدّوا ما بقي لهم من أيام في فلسطين، وما يقرّب نهايتهم إلا وحدة الصف الفلسطيني.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!