-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المرشدة الدينية

المرشدة الدينية

وجدت من بين أوراقي قصاصة من جريدة الشروق اليومي (30 – 7 – 2012. ص 3) جاء فيها أن رئيس منظمة اليونيسيف (توماس دافان) أبدى إعجابه بدور المرشدات الدينيات اللواتي أضيفت إليهن مهام جديدة ذات طابع اجتماعي، تتعلق بحماية الطفولة والأمومة من الأمراض المتنقلة، وكيفية الحفاظ عى صحة المرأة الحامل، من خلال الدروس التوعوية التي تتلقاها المرأة بالمساجد…

إن المرشدة الدينية ـ لمن لا يعلم ـ هي حاملة لشهادة الليسانس في العلوم الشرعية، وأشهد أن كثيرا منهن يتمتعن ـ إضافة إلى أخلاقهن ـ بمستوى علمي ممتاز، ويتفوقن على كثير من زملائهن، وهذا رد على من يفتري على الإسلام الكذب، ويدعي أنه يمنع المرأة من أداء واجبها في تحصيل العلم، وأنها في أحسن الأحوال لا تقرأ إلا خمس سنوات لا تمتحن بعدها ولا تعطى شهادة…ناسين أو متناسين أن كثيرا من ديننا تلقاه سلفنا من الرجال عن أمهاتنا، خاصة أمنا عائشة، رضي الله عنها.

وقد دلت تجربة المرشدة الدينية على أهميتها والنسبة الهامة لنجاحها، مما يدعو إلى التوسع فيها، وتحسين الموجود، وهاهو رئيس منظمة عالمية لم يكتم الشهادة، كما يفعل الإمّعيون والمعقّدون “منا”، ويعترف بأهمية الدور الاجتماعي ـ فضلا عن الديني ـ الذي تقوم به…معتبرة ذلك جهادا، وتقربا إلى الله ـ عز وجل ـ

وأحب أن أؤدي شهادة حتى لا يأثم قلبي، وهذه الشهادة تتعلق بسبب إنشاء  هذا السلك في الوظيف العمومي..

زارنا ذات يوم الدكتور عبد الرزاق قسوم ـ مدير المعهد الوطني العالي لأصول الدين آنذاك ـ إلى وزارة الشؤون الدينية في عهد الدكتور سعيد شيبان، وطرح علينا ( السيد الوزير ومن كان معه) مشكلة يبدو أنه كان مهموما بها

وهي أن حوالي الثلثين من المسجلين في المعهد الوطني العالي لأصول الدين هن من الإناث، وسيجدن بعد التخرج عراقيل بعد التخرج في التوظيف، فالإمامة ممنوعة شرعا، والتدريس كثير من إخوان الشياطين يفضلون الكاسيات العاريات، ويعرقلون المتحجبات الطاهرات، وفي الإعلام يؤثرون المتبرجات بزينة، خاصة في التلفزة. وأما الطلاب فأمامهم مجال الإمامة، والتدريس، والإعلام فإن وجدوا عراقيل بسبب لحية أو قميص فإنهم يستطيعون الضرب في الأرض يبتغون من فضل الله، الذي جعل تسعة أعشار الرزق في التجارة..

ما كاد الدكتور عبد الرزاق ڤسوم ينهي كلامه حتى أخذ الكلمة الدكتور سعيد شيبان وقال: توجد أقسام نسائية في المستشفيات وفي السجون، وهؤلاء يكنّ – كالمرضى والمسجونين – في حالة نفسية تجعلهن قريبات من الأوبة إلى الله، والإنابة إليه، وهناك مساجد الأحياء، فيمكن أن نقدم اقتراحا بتوظيف هؤلاء الخريجات، حيث يستطعن أن يعلّمن النساء أحكام الدين، خاصة في الأمور المتعلقة بفقه النساء اللاتي يستحين من طرحها على السادة الأئمة.. وسعى سي سعيد سعيه، وقدم هذا الاقتراح، ولولا ظروف تلك السنوات لرفض الاقتراح.. وصدر قانون مؤسسة المسجد، ومنه سلك المرشدة الدينية.. وبالرغم من شهادة رئيس منظمة اليونيسيف بجدوى هذه الوظيفة النبيلة الشريفة فإن التوظيف فيها خاصة وفي القطاع الديني عموما يتم بـ “التقطير”، أملا من أعداء الله أن ينطفئ في هذا البلد نور الله، والله متم نوره ولو كرهوا. ولتسمح لي أخواتي وبناتي المرشدات الدينيات أن أنصح لهنّ،  وهنّ إن شاء الله ممن يحببن الناصحين، أن تكون استجابتهن على قدر ما ألقي عليهن من مهمة نبيلة وثقيلة، وليتأكدن أنهن مرصودات من شياطين الإنس وجنود إبليس، حتى إن صدر منهن – لا قدر الله – شيء أو تقصير، اتخذ مبررا لإلغاء هذا السلك.. وبارك الله في جهودكن، وجعلها في ميزان حسناتكن، أصلحكن الله – وأصلحنا – وأصلح بكنّ..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • سعاد مولف

    باسم الله الرحمن الرحيم ....بحكم أنني مرشدة دينية رئيسية بقسنطينة منذ سنة 97 الى اليوم أقول وبالله التوفيق:
    ان إيجاد هذه الوظيفة في مساجدنا أضفى نوعية و تميز للمساجد التي بها مرشدات سواء من حيث الاقبال أو التدريس والارشاد.....أو من حيث تحفيظ القران....وانتقل هذا التغيير الى البيوت فوصل الى أن يبعث الأزواج أسئلتهم مع نسائهم الى المرشدة لتجيبه عليها ...لما رأى من تغير زوجته الى الأفضل وإلى الأحسن وأصبحت واقعية بدورها الأسري .....ضف الى أن المرشدة لا تعمل في المسجد فقط فهي تتنقل الى مراكز الشباب وإلى الأحياء الجامعية وإلى سجن النساء و دور العجزة
    وكذلك عضوة في المجالس العلمية و في لجنةالفتوى

  • adil

    المواصيع الهادفة لاتجد تعليقا
    شكرا لك دكتور على هده الايضاحات

  • مواطن

    أسأل الله العلي القدير أن يعيد إدارة شؤون الدين في وطننا إلى أهله و أسأله أن يجمع شمل المخلصين لله ثم للوطن على حفر الخندق لا على أكل القصعة .
    و الله يا أستاذ إن كتاباتك لنور من مشكاة الصدق و الحب و الإيمان الذي يملأ قلبك. اسأل لنا الله بالهداية و التوفيق كما دعوت لأخواتنا المرشدات.

  • Mohammed Arezki

    Salem
    pour moi c'est logique, ou il ya un imam il faut qui'il y est Une MOURCHIDA. 50 % de la population se sont des femmes alors on a besoin des MOURCHIDATE. En plus, c'est la femme qui passe plus du temps avec les enfants... ALORS, il qu'elle soit eduquee pour transmettre le savoir aux enfants
    Vive l'Agerie
    Saha Eidkoum
    Duaa pour tous les malades

  • محمد ب

    أشهد بفضل هؤلاء المرشدات الدينية في المساجد المنتشرة في مدينتنا معسكر حيث تمكنت بعض النسوة ومنهن ‏قريبة لي بتعلم القراءة العربية وحفظ بعض آيات من القرآن العظيم وحتى تلاوته جميعا. زيادة على ذلك تعلم ‏هؤلاء النسوة قسطا من الفقه بمصادره مما ساعدهن على فهم قواعد الإسلام على الأقل وهو ما يجهله الكثيرون ‏ممن لم يجدوا من يعلمهم أسس دينهم. لنا كل التقدير والاحترام لهؤلاء الموظفات اللائي يحتجن إلى مؤازرة ‏الجميع ولهن منا كل التقدير إذ بعضهن يقدمن خدمات تفوق ما يقوم به حتى الأئمة الرجال. فليواصلن المسيرة

  • بدون اسم

    وقدم هذا الاقتراح، ولولا ظروف تلك السنوات لرفض الاقتراح.وضعت اصبعك على الجرح يا استاذ
    انهم عبيد فرنسا و هم سبب بلائنا