-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المنطق المفهوم

صالح عوض
  • 590
  • 2
المنطق المفهوم
ح.م

يصيبنا أحيانا نوعٌ من أنواع البُكم فيما نحن نتصدى لقضية تحتاج الكلام الواضح بلسان مبين.. ففي قضايانا الوطنية العديدة لا يكفي إحساسُنا بأنها محقة فلابد من شرحها على كل الوجوه ولابد أن نفسح المجال واسعا لمناقشتها، فالفكرة القوية هي تلك التي تتعرض للنقد والتصويب فتثبت في عالم الحقيقة.

نقول هذا الكلام ونحن على أبواب تغيرات حاسمة في طبيعة الأنظمة السياسية العربية، ليس منّة من أحد إنما هي حركة المجتمعات وتنامي الوعي والبحث عن شروط حياة أفضل في مجتمعاتنا التي ابتليت بأنصاف الساسة وأنصاف المثقفين.. ولم يعد بالإمكان إدارة هذه الأمة العظيمة بمثل تلك الطريقة البهلوانية..

إن إصلاح رأس الهرم من خلال وضع ضوابط لاختياره نزيهة وشفافة إنما هو خطوة مهما بلغت أهميتُها لن تكون كافية للإقلاع بالمجتمع نحو غاياته وأهدافه.. ومن هنا تصبح مسؤولية الجميع من قوى سياسية ونخب ثقافية ومؤسسات إعلامية الارتقاء بالخطاب والانشغال بالبحث عن نقاط الإجماع والتفاهم والبناء عليها.

إن هذا كله ليس فقط إلا البداية وبعد ذلك على الجميع التحرك لتكريس أسس حياة كريمة لبناء مجتمع منتج وإيجابي يسير نحو أهداف واضحة بما يعود على أفراده بالخير والكرامة.

بلا شك أن بلداننا العربية يمارَس عليها منذ عدة قرون حالة من التشتيت المعنوي والسياسي جعل منها بلدانا تابعة مقيدة لا تستطيع أن تنهض من أجل توفير حياة كريمة ولا تستطيع التحرُّك نحو حماية مقدساتها وثرواتها.. هذا هو المنطق المفهوم؛ إنه بوضوح يتركز على المسؤوليات على الجميع، ودون ذلك سنفقد القدرة على التمتع بثرواتنا وسنحرم من مكانة مقدَّساتنا وحرمتها.. كما هو حاصل تماما اليوم، فليس القدس فقط ومسجدها الأقصى من ضاع وإنما ضاعت أيضا ثرواتُ الأمة وخيراتها.

وهكذا يصبح واضحا أن غياب منطق مفهوم نعبر به عن آمالنا وأهدافنا يجعلنا نظل ندور في حلقات مفرغة وبحلول بهلوانية ويظل عدونا يدفعنا من زاوية إلى أخرى ككرة بين قدميه.

إن التنطع والمطالبة بالحلول كلها دفعة واحدة يقود إلى فقدان الحلول كلها ويفتح باب الشرور كلها لأنه منطق أعوج لا يستقيم به سير البشر.. ولا يمكن أن يكون مفهوما أيّ فعل بشري أو فردي إلا من خلال سنن التدافع والأخذ بالأسباب والتراكم الفعَّال.

أمام شعوبنا فرصة تاريخية وصلت إليها من خلال تضحياتها وتنامي الوعي فيها، والخشية أن يقود بعض المتنطعين الأمور إلى التعقيد والتأزيم، ولذا فالحسم أمرٌ ضروري للانتقال إلى مرحلةٍ أخرى من العمل البنَّاء لإنقاذ مجتمعاتنا من التيه.. تولانا الله برحمته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • يوغرطة

    قال تعالي *-الاعراب اشد كفرا ونفاقا واجدر الا يعلموا حدود ما انزل الله صدق الله العظيم
    اذا عربت خربت والسلام واللدليل والبرهان واضح وضوح الشمس في يوم قائض يا سادة يا كرام

  • صالح بوقدير

    الحسم في تكريس الخطإ وتثبيته لم يقل به أحدغيرك بأنه عامل أساسي في التحرر والسير نحو مستقبل مشرق
    البناء المؤسس على الخطإ ينهار ولو بعد حين لكن البناء الذي يقاوم الهزات هو البناء المؤسس على أساس صلب صحيح وهو مايطمح إليه الحراك ويسعىإليه فعلى الراغبين في التحرر من التبعية والارتقاء والسير نحو الافضل أن يخلعوا التبعية من أذهانهم أولا ويسلكون سبيل الرشاد.