-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بكالوريا بالزمياطي!

جمال لعلامي
  • 1260
  • 3
بكالوريا بالزمياطي!
أرشيف

كلما عادت البكالوريا، عاد معها القلق والرعب والهلع والخوف، وسط آلاف المترشحين والعائلات، والمؤسف أن الفايسبوك الذي من المفروض انه وسيلة اتصال ومتعة، تحوّل فجأة إلى “خطر على النظام العام” عند عودة الامتحانات الرسمية، وللأسف أيضا أن التسريبات والغشّ تحولا إلى منغص قاتل يطارد الوزارة كما يلاحق هؤلاء وأولئك في البيوت والمدارس!
الظاهر أن وزارة التربية أصبحت “تخاف من ظلها”، ولذلك فهي ترفع درجة اليقظة والحيطة والحذر، حتى لا تتكرر “فضائح” السنوات الماضية، حيث أصبح التسريب والغش جزءا من الامتحانات، ولعل الإجراءات “الحربية” التي أعلنتها ولم تعلنها الوصاية لإحباط محاولات المسرّبين والغشاشين، تعكس مدى “الرعشة” التي تسكن دواخل مسؤولي الوزارة!
لم يبق لوزارة التربية إلاّ أن “تستعير” السجون والمؤسسات العقابية ومراكز إعادة التربية، من أجل إدخال التلاميذ واجتياز البكالوريا وغيرها فيها، فالمدارس لم تعد “آمنة” وكل من دخلها من المترشحين فهو آمن من الغشّ والتسريب، ولكم أن تحللوا أسباب استنجاد وزارة التربية بمصالح الشرطة والدرك، ووزارة تكنولوجيات الاتصال لحماية البكالوريا من خطر الانترنت؟
هذه الإجراءات “غير التربوية” ولا البيداغوجية، حتى وإن كانت اضطرارية ولا بديل عنها حاليا لمحاربة الغشّ والتسريب، فإنها ضربت البكالوريا والشهادات الأخرى في الصميم، من حيث أن الوزارة الوصية أفرغتها من محتواها، وجعلت من التلاميذ فئران تجارب، وأصبحت رهينة تهديدات وألعاب “الهاكرز” الذي دوّخها وضرب مساعيها في الصميم!
مطالبة وزارة التربية من وزارة البريد، قطع الانترنت مؤقتا، وحجب الفايسبوك خلال الساعات الأولى من الامتحانات في البكالوريا، يعطي الانطباع أن الوزارة اشتمّت رائحة التسريب والغش قبل الأوان، فسارعت إلى تحضير الحلول قبل أن تقع الفأس على الرأس مرّة أخرى، فليس في كلّ مرّة تسلم الجرّة!
نعم، لقد تهاوت هيبة البكالوريا، ولم يعد “البيام” أو “السيزيام” -مع حفظ الألقاب الجديدة والقديمة- يهزّان المشاعر ويحرّكان الأفئدة والعقول، والسبب هذه الزلازل التي ضربت الامتحانات في عُمق الأعماق، ولم يعد لا الأساتذة ولا المترشحين، متمدرسين وأحرارا، ولا الأولياء، ولا المصحّحين والحرّاس، يصنعون تلك الأجواء الحماسية التي كانت في الزمن الجميل!
انهيار القيّم يقابله سقوط المستوى وتراجع القابلية في التعلم، وطبعا لن يتعلّم من لا رغبة له في التعلـّم، ولعلّ النسب العالية أو النازلة لم يعد لها معنى في شكلها ومضمونها، طالما أن الامتحانات أضحت رهينة بين “البوزهرون” وضربات “الزمياطي” و”خطّ الرمل”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • عادل 2018

    لا للغش الممنهج على وزارة التربية اعادة النظر في طرح الاسئلة واعتماد اسئلة ذكية تحليلية و الغاء نظام الموضوعين و الصرامة في التصحين و اقصاء فوري للغشلشين و الابتعاد عن تضخيم النتائج التي لا فائدة منها............ وااله 90./. من الطلبة الجامعيين لا يفرقون بين الاسم والفعل والله لايجدون حل معادلة من الدرجة الاولى.......تداركوا الوضع قبل فوات الاوان..........الغش اضر بالمجتمع

  • محمد / بسكرة

    السلام عليكم
    إذا أردت أن تستعين بالسجون لتفادي الغش .. فاعلم يا كاتب المقال بأن السجون أول من حلل و قنن الغش و إن كنت لم تلاحظ منذ سنوات عديدة نسبة النجاح لمرتادي السجون و المؤسسات العقابية و الأدهى و الأمر أن السلطات الرسمية تفتخر بهذا الإنجاز و كأن السجون أصبحت الآن في نفس مستوى نجاعة مدارس أشبال الأمة ... مهزلة بكل المعايير.

  • عبد الرحمن

    انهيار التعليم = انهيار الأمة
    أحد الأستاذة الجامعيين كتب لطلابه في مرحلة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه رسالة معبرة، وضعها على مدخل الكلية في الجامعة بجنوب أفريقيا ، هذا نصها:
    *تدمير أي أمة لا يحتاج إلى قنابل نووية أو صواريخ بعيدة المدى، ولكن يحتاج إلى تخفيض نوعية التعليم، والسماح للطلبة بالغش.!*
    *- يموت المريض على يد طبيب نجح بالغش.!*
    *- وتنهار البيوت على يد مهندس نجح بالغش.!*
    *- ونخسر الأموال على يد محاسب نجح بالغش.!*
    *- ويموت الدين على يد شيخ نجح بالغش.!*
    *- ويضيع العدل على يد قاضٍ نجح بالغش.!*
    *- وينتشر الجهل في عقول الأبناء علىعلى يد معلم نجح بالغش.!*.