-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جائزة التلميذ…وتصحيح سلم القيم

جائزة التلميذ…وتصحيح سلم القيم

كان المتفوقون في الدراسة في جميع المستويات وحتى سنوات قليلة خلت يحظون بكل التقدير والاحترام، من المجتمع والأسرة وطاقم التعليم والإدارة. وكان ذلك يُترجم بجوائز قيمة تُعطى للأوائل خلال حفلات يتم التحضير لها بإتقان وتفان كبيرين… حتى أن الفائز من التلاميذ والطلبة وحتى من المعلمين المكرمين يحس بأنه سيعيش في آخر كل سنة لحظات اعتراف من الجميع لا تقدر بثمن، فضلا عما سيحمله معه من كتب ثمينة يغبطه عليها الزملاء والأقارب وحتى الجيران.

كان ذلك تعبير عن كون المجتمع كان يؤمن بالكفاءة، ويقدر العلم، وينزل الناس منازلهم على أفضل أساس، بل كان يكافئ الناجح ويعاقب الفاشل معنويا قبل أن يصل إلى الماديات باعتبار ذلك أشد عقاب.

كان المجتمع بهذا الشكل يتصرف بطريقة سليمة رغم نقص الإمكانيات وقلة التجربة، وأكاد أقول انعدام حاملي الشهادات. وكان ذلك ينعكس على كافة المستويات فترى بوضوح المتفوق هو الأفضل والأكثر حظا في الفوز بمناصب العمل أو بالحظوة والتقدير حيثما حلّ وفي أي ظرف من الظروف…

أما اليوم، فتنتهي السنة الدراسية بكل أسف من غير فرحة، ويتصرف مديرون بطريقة تجعل النتائج تصل إلى أصحابها عبر البريد تفاديا لكل المفاجآت.. في حين لا يجد آخرون بندا في ميزانيتهم للتكفل بالتلاميذ النجباء وتكريم الأساتذة الأكفاء، ويلجأ آخرون دفاعا على تقليد ورِثوه منذ سنوات إلى أولياء التلاميذ لعلهم يمدون يد المساعدة للإبقاء على هذا الموروث الجميل وقليلا ما ينجحوا… وتكون النتيجة أن يعود أغلب التلاميذ إلى بيوتهم بعد آخر امتحان، المتفوق منهم كالكسول من غير أي طعم بتحقيق النجاح أو بتلقي الهزيمة..

الجميع سواسية، سيلتقون في السنة الدراسية القادمة بعد أن حصلوا على صفة الناجح، وسيجلس جميعهم جنبا إلى جنب وكأن شيئا لم يكن، ليتكرر السيناريو مرة أخرى في السنة الجديدة وهكذا دواليك…

وهنا نكون قد زرعنا أول بذرة لتفوق الرداءة على الكفاءة، ونكون قد كسرنا أولى القيم التي كان يقوم عليها المجتمع.. وأصبحنا لا نميز بين الناس على أساس العلم والكفاءة.

ومن المدرسة إلى الثانوية إلى الجامعة إلى الحياة العملية يبدأ سلم القيم في التبدل بالاتجاه غير الصحيح إلى أن ينقلب رأسا على عقب، ونصل إلى الحال التي نحن عليها الآن في كافة المستويات… ولولا فسحة الأمل في أولئك الذين مازالوا إلى اليوم يحرصون على تكريم العلم ولو بجائزة صغيرة للتلميذ والمعلم والأستاذ.. لقلنا بأن اليأس قد انتصر، ولن نعيد أبدا تصحيح سلم القيم…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • بدون اسم

    ليكن في علمك يا هذا أن أغلب المتفوقين في دراستهم و الناجحين في أعمالهم من ابناء الريف...و هم يشغلون مراكز عليا إن في الخارج أو في الوطن...عاش من عرف قدر نفسه و لم يتطاول على غيره...

  • زكريا

    إنها عملية هدم منظم، ولا يبدو لي أحد لا يرى هذا الهدم المنظم للتربية والتعليم، ففي النهاية الجميع سواء من بذل العرق ومن قضاها تسكعا، يلتقون في السنة الموالية جميعا صاحب الامتياز والذي نجح بالاستدراكي، وينتهي بهم السباق في نهاية المطاف "حيطيست" وربما غنم الكسول ما لن يغنمه المتميز بالواسطة والمحسوبية والرشـ... ثم يتخلى الرائد عن منصبه مادام الأمر سواء ثم لا تكون نخبة..

  • بدون اسم

    لا شك أن كلماتك تفوح عنصرية ممن يرون أنهم الأفضل فقط لأنهم أبناء الحضر..

  • بدون اسم

    يا لعبقرية التحليل. أكاد أجزم أنك ساخط على سياسة الثورة الزراعية و بناء القرى الفلاحية. ما أبعد قراءتك عن المنطق. كل واحد يلغى بلغاه في ذي البلاد.

  • ابن فتاح

    بالامس كان سكان المدن من الحضر .و خاصية الحضر الاقرار بالهرمية و سلم التفوق .ثم حصل النزوح الريفي و مع النزوح جاءت المساواتية الريفية ( كاع ولاد تسع شهور) و مع هذا الشعار انهارت المنظومة الهرمية و حلت محلها البنية الافقية و الافقية تنفر من التضاريس الاجتماعية فكلما جصل نتوء او تفوق تتحرك ميكانيزمات المساواتية البدوية لتجهضه . فانتهى بها الامر الى الغاء كل الرتب و كل الفواصل و الاستثناءات .لتعم قيمها الريفية التي تعتبر الاقرار بالتفوق نقيصة .

  • عبدالقادر

    من يقيم ويفرق بين الكفاءة والرداءة ان هما تشابها في الشكل كما هو الحال في جزائر اليوم على قدر اختلافهما بعد الارض عن السماء في المضمون. .الحقيقة التي تفضلت بها مؤلمةلكن لمن تقرا زابورك يا استاذ؟مؤخرا قرات رسالة في احدالجرائد الوطنية لبنت ومثلها كثيرون في الجزائرتبكي حظها انهاكانت متوفقة بجانب زميل لهافي الدراسةمن الابتدائي الى الجامعة وحتى ان تقدما معالمسابقةالتوظيف.فهو كان له الاكتاف وهي لها ما استطاعت من ما تعلتمه في الراس.وفي نهاية المطاف فازت الرداءة على الكفاءة .

  • بنت عمران

    لقد ؤضعت يدك على الجرح ؤان نقؤل للمحصن احصنت للمسيئ اسا ت