-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تواصل سقوط ضحايا القاتل الصامت

حذار.. أعراض خطيرة تلازم الناجين من اختناقات الغاز

نادية سليماني
  • 1775
  • 0
حذار.. أعراض خطيرة تلازم الناجين من اختناقات الغاز

تتواصل تحذيرات المختصين، ومصالح الحماية المدنية، بشأن تزايد ضحايا غاز أحادي أكسيد الكربون، الذي أباد عائلات بأكملها. والمؤسف، أنّ كل تلك الحوادث كان من الممكن تفاديها بقليل من الوقاية والحذر، لو أنّ العائلات أبقت على منافذ تهوية للغاز، أو تركيب المدافئ وسخّانات المياه في أماكن مناسبة.

لم تكبح جميع الحملات التحسيسية وخرجات الحماية المدنية التوعوية، وحتى سقوط الضحايا يوميا، تزايد ظاهرة اختناقات الغاز، إذ لا يزال كثير من المواطنين يستهترون ويتهاونون في طرق الوقاية من تسربات الغاز، التي تعد كفيلة على بساطتها بتجنب حوادث مأساوية قاتلة، حتى لو كانت أجهزة التدفئة أوسخّانات المياه مغشوشة الصنع.

وفي هذا الصّدد، أكد المختص في الصحة العمومية، أمحمد كواش لـ “الشروق”، أن كثيرا من الجزائرييّن يجهلون خطورة الغازات السامة، ما يجعلهم يستهترون بإجراءات الوقاية.

وأشار المختص إلى أنّ استنشاق غاز أحادي أكسيد الكربون يتسبب في وفاة الشخص سريعا، في حال لم تكن الغرفة مهواة جيدا مع غياب الأكسجين، فإذا غاب الأكسجين تتناثر جزيئات الفحم في الهواء، وتزداد كثافة غاز أحادي أكسيد الكربون.

وبحسب مُحدثنا، فإنّ هذا الغاز له جاذبية، حيث يتشبث بخضاب الدم الموجود في كريات الدم الحمراء الناقلة للأوكسجين، فيفقد الإنسان السيطرة على جسمه وينهار.

وقال كواش: “غاز أحادي أكسيد الكربون يلتصق 220 مرة أكثر من الأوكسجين، وإذا كان تركيزه في الجو وفي غرفة غير مهواة، يتواجد بها مدفأة فرن أو سخان يعادل 0.1 بالمائة، فإنه يقتل في ساعة واحدة، أمّا إذا كان تركيزه 1 بالمائة، فإنه يقتل في ربع ساعة، أما إذا كان تركيزه 10 بالمائة فيموت الشخص فورا”.

وكشف المختص أن استنشاق غاز أحادي أكسدي الكربون يصيب الشخص بتسمم، فيشعر بالغثيان ورغبة في التقيؤ، وضعف بدني كبير جدا، ولا يستطيع حتى النهوض، وهو ما يجعل غالبية الضحايا، يموتون أثناء النوم.

والخطير في الموضوع، بحسب تأكيد كواش، أنّه حتى الناجون من تسمم غاز أحادي الكربون وغاز ثاني أكسيد الكربون، تبقى لديهم مضاعفات على المدى الطويل، ومنها مشاكل في الذاكرة واضطرابات في الحركة، ولهذا يدخل المتسممون بالغاز في غيبوبة لمدة أسابيع أو أشهر، ثم يتوفون غالبا نتيجة التسمم الدماغي، وأكثر المتوفين هم من الأطفال وكبار السن، والمدخنين.

وعليه، يناشد المتحدث المواطنين المراقبة الدورية للمدافئ وسخّانات المياه، سواء من حيث سلامة أنابيبها وترك منافذ تهوية جيدة، ووضعها في أماكن مفتوحة.

كما نصح المختص المواطنين المتدخلين، لإنقاذ ضحايا الغاز، بضرورة فتح النوافذ قبل إسعاف الضحايا “إذ بالإمكان أن يتأثر الشخص المسعف بالغاز المنبعث ويتسمم بدوره، كما عليه تجنب إشعال الأضواء”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!