-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

خلـّيها.. إنها مأمورة!

جمال لعلامي
  • 1218
  • 0
خلـّيها.. إنها مأمورة!
ح.م
خليها تصدي

لا أدري، وإن كنت أدري، مثل ما تدرون، لماذا “تنجح” حملة “خليها تصدّي”، وتفشل أو تكاد بالمقابل محاولة “خليها تفسد”، ربما لأن الأولى مرتبطة بـ”حديدة”، والثانية تخص لغة البطون، التي يفهما الجميع، ولا يمكن لأيّ كان أن يقف ضد بطنه، حتى وإن كان الجميع يتظاهر ويتمظهر بأنه ضد “البطون المنتفخة” وما يسبقه ويليه من تسمين غير شرعي!
“خليها تصدّي” و”خليها تفسد” و”خليها ترشا” و”خليها تخسر”، هي في الواقع، ثقافة قديمة، لكنها بالنسبة للمستهلكين الجزائريين، جديدة في تطبيقها الواقعي، أمّا نظريا فهي مألوفة ومطلوبة من طرف هؤلاء وأولئك، لكن لأسباب وظروف اجتماعية واقتصادية، ظلت بعيدة عن إحداثيات أغلب المجتمع الجزائري الذي “والفت” فئاته على العيش بمنطق “اتركوها فإنها مأمورة”!
بعض جمعيات حماية المستهلكين، تنبّأت بفشل أيّة حملة تستهدف أسعار الخضر والمواد الغذائية، أو تهدف إلى مقاطعة شرائها من المتاجر والأسواق، على عكس “خليها تصدّي” التي قصدت سوق السيارات والسماسرة، وجاءت بنتيجة، ربما لأن “الحكومة” كانت واقفة هذه المرّة مع المستهلك، وهي التي بدأت الحملة أو ركبتها بعد ما تيقنت بأنها ستنجح وقررت مع ذلك تقليم أظافر بعض الوكلاء والمركبين والوسطاء وبزناسية الأسواق!
أتذكّر أن شيخا في تصريح للإذاعة الوطنية، في رمضان سابق، كان قد تمّ خلاله إطلاق حملة لمقاطعة شراء اللحوم، قال إنه يتعذر عليه الانخراط في هذه العملية، لأنه ببساطة لا يُمكنه أن يأكل “شُربة بلاش” في عز شهر الصيام(..)، وقد كان هذا الشيخ محقّا، لأن الحملة فشلت فشلا ذريعا، فلم تنزل الأسعار ولا هم يحزنون، بل أن بارونات الاستيراد والمذابح “دارو رايهم”!
صحيح أن هناك تجارا “عديمو الذمة”، وهناك سماسرة أسعار، وهناك لوبيات استيراد، وبارونات تجارة، ومستفيدون من فوضى الأسواق والأسعار، لكن الصحيح أيضا أن هناك مستهلكين تسيّرهم “اللهفة” ويحكمهم “اللهيف”، ولا يعرفون كيف ومتى ولماذا وأين يقاطعون، ومتى يشترون ولا يشترون، وهذا التشخيص يعنينا جميعا، فلا داعي لتغطية الشمس بالغربال!
نعم، القاعدة التجارية تقول بأن كلّ تخزين وراءه ندرة أو إشاعة، لكن التبذير أيضا والإسراف وسوء الاستهلاك، يتحملون كذلك جزءا من مسؤولية “الفساد” الذي يعصف بالأسواق وقانون العرض والطلب والقدرة الشرائية وجيوب المواطنين، ولنا كمستهلكين أن نفسّر تفسيرا صحيحا صعود بورصة “اللفت” و”القرعة” و”الخرشف” وأخواتهم وبنات عماتهم وخالاتهم، بطريقة لن يفهمها مخترعو الأسعار عبر مختلف البقاع!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!