-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

درس في السياسة وآخر في الرجولة؟!

الشروق أونلاين
  • 3444
  • 0
درس في السياسة وآخر في الرجولة؟!

قبل سنتين، وحين اختار السفاح الكبير أرييل شارون الانسحاب الشكلي من قطاع غزة، قال للرأي العام في تل أبيب مدافعا عن قراره أن الإسرائيليين سيشكرونه يوما ما على ذلك

  • خصوصا عندما يرون الفلسطينيين يقتتلون فيما بينهم على السلطة، ويدرك المجتمع الدولي أنّهم “طلاب مناصب وليسوا صانعي ثورة“..، وتحققت نبوءة شارون، فتصارع الفلسطينيون، وتقاتلوا في حرب شوارع قذرة، عاد الإسرائيليون بعدها للتفكير مرة أخرى باجتياح غزة.
  • ولكن هل كان لتلك النبوءة اللعينة التي أطلقها السفاح شارون أن تنجح لولا مساعدة بعض العرب وتواطئهم؟ الأكيد لا، ذلك أن معطيات الراهن السياسي تشير إلى وجود طابور خامس سهّل من مهمة الجيش الإسرائيلي، محاولا الحصول عسكريا اليوم على ما فشل في تحقيقه سياسيا بالأمس من خلال جولات الحوار المفخخة التي تمت في القاهرة تحديدا.
  • ما معنى ما قامت به فنزويلا حين قرر زعيمها هوغو شافيز طرد السفير الإسرائيلي، وكذا المطالبة بمحاكمة زعماء إسرائيل باعتبارهم مجرمي حرب؟ كيف شعر الحكام العرب وخصوصا منهم المتواطئون، وهم يستمعون لخطاب رجب طيب أردوغان أمام النواب الأتراك عندما قال أن ما يرتكبه باراك وأولمرت وليفني سيبقى بقعة سوداء في تاريخهم، وبأنه يتعاطف مع غزة ومستعد للقيام بأي شيء لنصرة أهلها؟! هل تكفل شافيز وأردوغان بإعطاء العرب درسا مجانيا في السياسة وفي الرجولة، أم أنهما متطرفان مخبولان، في زمن أصبح فيه التعقل والاعتدال مرادفا عند العرب للتواطؤ والخيانة؟!
  • إذا كان الاعتدال في معناه هو ما يطرحه النظام المصري رفقة شركائه في المحور الواحد من سياسيات وقرارات، فإننا نعلن صراحة تطرفنا المشروع وانحيازنا الكامل لمعسكر شافيز وأردوغان، ومن قبلهما انحيازنا للقضية وللمقاومة في غزة، أما إذا كان الاعتدال في قاموس الخطاب الرسمي العربي يبرر العيش بدون كرامة، فلا شك أن مقاومة غزة ستتكفل بشطب ذلك المفهوم سواء خرجت منتصرة من حربها الحالية أو حتى ظن البعض أنها انهزمت بعد انتهائها.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!