-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
ساعي البريد.. الساعاجي والمصور في خبر كان

زمن “البريّة” وصور العيد ولّى!

الشروق أونلاين
  • 2773
  • 3
زمن “البريّة” وصور العيد ولّى!

أطاح التقدم التكنولوجي بعدد من المهن القديمة، فيما تراجعت مهن أخرى، بينما استغنى مواطنون عن أجهزة عديدة كانوا يستخدمونها، بعد توفر بدائل عنها.فقد وفر الهاتف النقال الذكي، بديلا عن عدد من الأجهزة التي كان لا يستغني عنها معظم الناس، خاصة ساعة اليد، الكاميرا، الآلة الحاسبة، الراديو، المذكرة الورقية وغيرها. توفر كل هذه الأجهزةتسبب في توقف مهن كثيرة وتضرر شريحة واسعة من المواطنين الذين كانوا يقتاتون من وراء بيع وتصليح الساعات وأجهزة الراديووكذلك المصورين، وهو ما جعل امتلاك الشخص لهاتف متطور يغنيه عن الكثير من الأجهزة.

 موزعو البريد المتجولون بالدراجات أو الراجلونالعاميون في المدن الكبرى أوالموظفون في الأرياف والقرى الصغيرة، غايتهم النبيلة إيصال الرسائل بكل أمانةلأصحابها، إلا أنّ التكنولوجيا والتطور التقني يأبيان إلا أن يجعلا لهذه المهنة دورا آخرا غير الذي كانت تقوم به.فالرجل الذي كان ينتظره الجميع بشغف في الحي ليأتي ومعه البشرى والخبر اليقين لم يعد لزيارته نفس الغبطة ولا نفس الوقع في النفوس، هو اليوم يأتي فقط ليقدم أرواق ضرائب على الأغلب!!، فالرسائل الورقية “البراوات” استبدلت بالإيميلات و”الأس مس” و”الأم مس” وحتى الاتصالات المرئية عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي على غرار “السكايب” و”الماسنجر” و”الفايبر”.

ويقول عمي “حسين” مصلح ساعات، في نهاية العقد السادس من عمره، إنّ مهنة بيع وتصليح الساعات تراجعت بصورة كبيرة وهذا أثر عليه وأمثاله، فبعد عقود من عمله في هذه المهنة، بات يصارع للحفاظ عليها.وأشار إلى أن شراء الساعة وارتدائها لم يعد ضروريا، فما من شاب أو فتاة يسير إلا ومعه هاتف نقال، وكل الهواتف مهما كان نوعها أو درجة حداثتها، تحوي ساعات رقمية عالية الدقة، لذلك من الطبيعي أن يتم الاستغناء عن الساعات.

بدورها نفت الحاجة “رقية” حاجة هذا الجيل الجديد لتصليح الساعات، فهم بالكاد يرتدونها، وعندما تحتاج لتغيير البطارية لا أحد يفعل، لأن كل واحد فيهم يمتلك هاتفا نقالا يغنيه عن الذهاب لمصلح الساعات.

أما “مراد”مصور فتوغرافي أكد أن الهواتف النقالة خاصة الحديثة، قضت على مهنة ظل يمارسها لأكثر من عقدين من الزمن وهي التصوير، فما من هاتف اليوم إلا ويضم كاميرا رقمية متطورة، تغني مالكه عن اللجوء للأستوديو لالتقاط صور تذكارية.

وأكد أنه كان يحمل كاميرته في كل صيف ويتوجه إلى شاطئ البحر، لالتقاط صور تذكارية للمواطنين، كما كان الناس يأتونه إلى الأستوديو لالتقاط الصور، لكن هذا لم يعد متاحا، ما دفعه لإغلاق محله والبحث عن مهنة أخرى.وأشار إلى أن الهاتف بات يحوي كاميرا تصوير فوتوغرافي، وأخرى فيديو وهو بذلك حل محل كاميرتين، ولم يعد المستخدم بحاجة إلى شراء أفلام أو أشرطة لتوثيق الصور والمقاطع، فالوسائل المتاحة حاليا تكفلت بذلك وبسهولة ودون تكاليف.

وأوضح أن العدد المحدود للاستوديوهات ومحلات التصوير التي لازالت تعملوتعاني من أجل الاستمرار ينحصر عملها حاليا، إما في تحويل الصور الرقمية إلى صور ورقية، أو تصوير المواطنين للوثائق والأوراق الرسمية، مثل بطاقة الهوية أو جواز السفر، أو للحصول على تأمين صحي، والبعض تخصص في تصوير الحفلات.

في نفس السياق تقول السيدة “مليكة” إن عادة الذهاب يوم العيد للمصور الفوتوغرافي لأخذ صورة العيد انتهت اليوم، فبالكاد تجد مصورا يفتح أبواب محله يوم العيد، بعد أن كانت هذه المناسبة في وقت مضى أكثر الأيام عملا بالنسبة لهم.الكل يمتلك جهاز تصوير بمفرده أو من خلال هاتفه النقال.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • صافي

    انا مازلت ىخذ أولادي عند المصور فهي عادة وتبقى الصور ذكرى عزيزة ومناسبة خاصة الجديد حب والقديم لاتفرط فيه صح رمضانكم وكل عام وانتم بخير

  • عبدو

    ومن العادات التي قضى عليها الهاتف النقال عادة دق الباب ومناداة الشخص فنادرا ما تجد اليوم شخص يقوم بدق الباب او الجرس

  • مرابطي

    أحياء لا يوجد بها ساعي البريد منذ سنوات ما جعل الوثائق لا تصل إلى أصحابها كحي 202 مسكن بلدية قالمة مثلا . ومنها ما هو مهم جدا مثل استدعاء المسابقات .