-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شدّ مدّ القرض مات!

جمال لعلامي
  • 1393
  • 1
شدّ مدّ القرض مات!
أرشيف

البُشرى التي زفتها وكالة القرض المصغر “أونجام” للمستفيدين من قروض وتأخروا عن تسديد ديونهم المترتبة عن القروض، التي مفادها إلغاء أو عدم وجود متابعات قضائية في حقهم، هي بالفعل تريد الروح للمئات وربما الآلاف من هؤلاء الشباب وحتى “الشيّاب” ممّن قبضوا قروضا بالملايين ثم عجزوا عن ردها حسب الأجندة المتفق عليها في العقد!
هل الحلّ في إعفاء المتهرّبين من دفع ديونهم، من الملاحقة القضائية؟ ولماذا لا يردّ هؤلاء ديونهم؟ وهل فعلا البعض منهم فشل في إنجاح مشاريعهم؟ وإلى أيّ مدى تصدق الروايات التي تقول بأن البعض قبض القروض ثم صرفها في غير وجهتها الأصلية المدوّنة في العقود والاتفاقيات والتصاريح؟
لا ينكر إلاّ جاحد أو ناكر جميل، أن مشاريع “أونساج” و”كناك” وأونجام”، أخرجت الكثير من البطالين وغير البطالين من الظلمات إلى النور، ومنهم من تحوّل إلى رجل أعمال أو مستثمر من خلال مشروع كان صغيرا ثم كبر بالتنمية والتطوير والرعاية والتوسعة والجدّ في العمل وردّ الديون!
لكن، بالمقابل، شهادات واعترافات، وقضايا في العدالة، تنقل تجاوزات بالجملة والتجزئة، تورط فيها مستفيدون، قبضوا الملايين، فمنهم من اقتنى بها التجهيزات المعلنة، ثم باعها، ومنهم من اقتسمها مع المموّنين، فتلاعبوا ولعبوا على البنوك وضحكوا عليها بالنصب والاحتيال طبعا!
دون شك، هناك من يستحقّ إعادة جدولة الديون، وربما حتى مسحها، لكن هناك نوع آخر، لا يستحق لا الإجراء الأوّل ولا الثاني، ولا حتى امتياز الإعفاء من المتابعة القضائية، بعدما تورّط في “الفساد”، حيث قبض القرض أو التجهيزات، ثم خادع شركاءه (البنك والوكالة) وباعها أو أجّرها أو أعلن أو فبرك إفلاسا احتياليا، بهدف الاستحواذ على الجمل بما حمل!
نعم، هناك مستفيدون يستحقّون كلّ العرفان والتقدير، فقد بدؤوا من لا شيء ووضعوا المليم فوق المليم إلى أن نجح مشروعهم، وشغلوا معهم بطالين، وردّوا دينهم المتأتي من القرض البنكي، ومنهم من وصل مرحلة “إغراق السوق” بالمنتج الذي يحمل يافطة “ماد إين ألجيريا”، وأصبحت محاولته نموذجا ناجحا ومشجّعا للمشاريع التي تصنع الأمل والمبادرة!
الأكيد أن مندسّين وانتهازيين ووصوليين و”غمّاسين” و”شحّامين” اخترقوا قوائم المستفيدين الشرعيين والحقيقيين، واستفادوا مثلهم باستغلال تواطؤ إداريين وبنكيين، قبل أن تكشفهم التحرّيات، فيما عرف آخرون كيف يسترون ما ستر الله، ونجوا إلى أن يثبت العكس، من الفضيحة، بعدما عرفوا جيّدا من أين تُؤكل الكتف، وكيف ينصبون ويحتالون ويبزنسون!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • عبد الرحمن

    بأي حق،وبأي منطق، تقدم أموال الشعب بالملايير لأناس لم يفكروا يوما في العمل،بل أناس همهم الوحيد النهب و السلب و الاحتيال.و السلطة تدرك ذلك تمام الإدراك، وبفضل المحسوبية صار أناس أثرياء إلى حد التخمة من خلال نهب أموال الشعب دون بذل أي جهد.إنها سرقة موصوفة بامتياز. لماذ أغلب الجزائريين يكدحون ويكدون ويعانون معاناة تعجز عن تحملها الجبال،وبعض اللصوص يستولون على أموال الخزينة بدون وجه حق.ويهم يعرفون أنهم لن يرجعوا مليما واحدا مما أخذوا.إنه الخراب يا سيادة الكاتب بلحمه وشحمه وعظمة.أين العدل بين الجزائريين ؟هذه الأموال التي توزع يمنة و يسرة،هي في الحقيقة رشوة صارخة للخلود في الكرسي.وشكرا.