-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عاد الروس فمتى نعود؟

عاد  الروس  فمتى  نعود؟

منذ سقوط الاتحاد السوفيتي وتبعثر جمهورياته في نهاية ثمانينات، القرنَ الماضي، تفردت الإدارة الامريكية بقطبية كونية لم تحصل من قبل لدولة بعينها.. وكان واضحا للامريكان أن تلك الفرصة النادرة تفتح لهم الباب نحو ترتيب الخرائط السياسية في العالم في المشرق العربي والإسلامي، وفي الكوريتين وفي دول البلقان والقرم، بل حتى في خريطة أوروبا..

  •  وكان الانطلاق سريعا، حيث نقلت الولايات المتحدة جيوشها بعد أن فبركت حرب الخليج 1990، وتواصل الهجوم الامريكي ليجد في مسرحية البرجين ضالته لتطوير أهدافه، فأصبح تفكيك المشرق الاسلامي وإعادة بنائه هدفا أمريكيا معلنا باسم (شرق أوسط جديد)، وجاء اجتياح أفغانستان والعراق خطوة كبيرة لأهداف أكبر، كان من المفترض أن تستتبع بتقسيم باكستان الى عدة دول، وكذلك الأمر بخصوص السعودية وسوريا، وإقامة كيانات قومية أو طائفية أو جهوية.
  • أدرك  الأمريكان  أن  العشرية  الأولى  من  القرن  الحالي  سنوات  حاسمة،  ولهذا  أطلقوا  لجنونهم  العنان،  يدوسون  كل  من  يقف  في طريقهم  بعنف  وإرهاب  شديدي  الوقع ..
  • كان الروس يقفون هناك بعيدا ـ ظاهريا ـ عن دائرة الصراع، يرممون دولة القياصرة ويطورون أسلحتهم وينهجون سبيلا يحقق لهم تنمية تستفيد من ثرواتهم، هذا من جهة، ويراقبون تطورات الحروب الأمريكية الخائبة من جهة أخرى، ولا يعترضونها، بل قد يعطون إشارات بالموافقة عليها،  وهم  يدركون  أنها  ستكون  السبب  في  قصم  ظهر  الإمبراطورية  الأمريكية .
  • لقد غرقت الإدارات الاأمريكية في دهاليز جبال أفغانستان، وفوجئت بمقدار التصميم الأفغاني على كسر الهجمة العسكرية الأمريكية، ولايأتي يوم جديد إلا ويسجل خسارة لجيوش الحلفاء، الذين لا يترددون في دفع أتاوات للمجاهدين الأفغان، كي لا يضربوا فواتهم المرابطة في بعض المناطق،  كما  فعلت  وتفعل  فرنسا ..  والأمر  نفسه  يمكن  مراقبته  بأشكال  متنوعة  في  العراق، حيث  عاشت  القوات  الامريكية  أسوأ  أحوالها،  وهي  تتلقى  الضربات  الأمنية  والعسكرية  على  مدار  سبع  سنوات  من  جهنم …
  • وهكذا استطاعت أفغانستان والعراق إيقاف البرنامج الأمريكي ومنعه من الاستمرار نحو أهدافه المعلنة والمرسومة.. وبذلك نجت السعودية وسورية وإلى حد ما باكستان.. هذا ليس كل ما حصل، إنما لحقت خسائر فادحة بالجيوش الأمريكية والمؤسسة الاقتتصادية الأمريكية، إلى درجة إغلاق  عشرات  البنوك  الأمريكية  أبوابها،  ومازالت  المآزق  الاقتصادية  بعيدة  عن  متناول الحل .
  • هنا بدأت روسيا تطل برأسها لتكون لاعبا قطبيا على مستوى العالم.. فاتجهت للإجابة عن بعض الامتحانات بحسم سريع كما فعلت في جورجيا، وبدأت في استعراض القوة، ولعل التصريحات الروسية الأخيرة بخصوص الدرع الصاروخية تعبر عن إحساس الروس، بأن فرصة أمريكا ولت؛ ونحن نتساءل ..  ومتى  تأتي  فرصتنا؟  أو  هل  نستفيد  من  فرصتنا؟
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!