-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

عمر‮ ‬قتلاتو‮ ‬الرجلة؟‮!‬

الشروق أونلاين
  • 4403
  • 0
عمر‮ ‬قتلاتو‮ ‬الرجلة؟‮!‬

الرئيس السوداني عمر البشير عاد خالي الوفاض من الدوحة إلاّ من وعود كلامية ومساندة شفوية، برهنت مرة أخرى أنّ العرب، المعتدلين منهم وحتى القوميين، المعتلين منهم وحتى المقاومين…غيروا خطابهم السائد بالأمس القريب من “أنصر أخاك ظالما أو مظلوما” إلى التحدث بلغة “هذا‮ ‬أضعف‮ ‬الإيمان‮” ‬و‮”‬لا‮ ‬يكلف‮ ‬الله‮ ‬نفسا‮ ‬إلا‮ ‬وسعها‮” ‬و‮”‬لا‮ ‬ترموا‮ ‬بأنفسكم‮ ‬إلى‮ ‬التهلكة‮”‬؟‮!‬هناك اعتقاد جدّي عند الحكام العرب تحديدا، وفي داخل النظام العربي الرسمي، أن الرئيس السوداني عمر البشير خطا أولى خطواته نحو الهلاك المحتّم، وأن نهايته باتت وشيكة على غرار صدام حسين، وما خرجاته الأخيرة وأسفاره العديدة إلا بمثل تخبط عصفور في الأسر، وهي ليست مثلما‮ ‬يعتقد‮ ‬البعض‮ ‬تعبيرا‮ ‬عن‮ ‬جرأة‮ ‬وشجاعة،‮ ‬لأن‮ “‬عمر‮ ‬قتلاتو‮ ‬الرجلة‮” ‬كان‮ ‬مجرد‮ ‬فيلم‮ ‬جزائري‮ ‬شهير‮ ‬في‮ ‬السبعينيات‮ ‬وليس‮ ‬واقعيا‮ ‬إلى‮ ‬هذه‮ ‬الدرجة‮ ‬حتى‮ ‬نصدّقه؟‮! ‬لكن البشير قد يكون أول المدركين أن حبل الإنقاذ لن يأتيه، لا من الدوحة ولا من القاهرة أو الرياض، بل يأتيه من عمق السودان، ومن دارفور نفسها، لذلك كان واقعيا جدا حين ردّ على مذكرة أوكامبو سريعا بزيارة الإقليم المثير للجدل، وسيكون أكثر واقعية، لو قام بمطاردة عصابات‮ ‬الجنجويد،‮ ‬وقدّم‮ ‬بعض‮ ‬جنرالات‮ ‬نظامه‮ ‬المتورطين‮ ‬للمحاكمة،‮ ‬لأنه‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬المعقول‮ ‬أيضا‮ ‬أن‮ ‬يتعامل‮ ‬مع‮ ‬الجرائم‮ ‬ضد‮ ‬الإنسانية‮ ‬والتي‮ ‬تحدث‮ ‬في‮ ‬واحد‮ ‬من‮ ‬أقاليمه،‮ ‬وكأنها‮ ‬تقع‮ ‬في‮ ‬كوريا‮ ‬الشمالية‮ ‬مثلا؟‮!‬في بلاد العرب، الكثير من العِبر والقليل من الاعتبار، لا بل إن “العُبرة الكبيرة” التي تشكّلت لدى كثير من الشعوب العربية سببها الحكّام العابرين للأجيال وفوق الأجساد، والذين تغيّر العالم جميعا من حولهم وظلّوا هم الثابت الوحيد في المعادلة؟!الرئيس البشير لن يكون آخر المستهدفين في قائمة “الوانتاد” الأمريكو-اسرائيلية، ليس لأنه وزملاءه في نادي الحكام العرب يمثلون تيار المقاومة أو قالوا “لا” قاطعة للغرب، ولكن لأن تنازلاتهم المقدمة على مدار عقود طويلة لم تكن كافية للاستمرار في الحكم، كما لم تشفع لهم‮ ‬للحصول‮ ‬على‮ ‬نهاية‮ ‬طبيعية‮ ‬لفترة‮ ‬حكمهم‮ ‬بالتوريث‮ ‬أو‮ ‬التمديد،‮ ‬وإنما‮ ‬سيكون‮ ‬عليهم‮ ‬التخيير‮ ‬بين‮ ‬انقلاب‮ ‬داخلي‮ ‬أو‮ ‬اعتقال‮ ‬دولي؟‮! ‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!