كرنشال في دفلة!

الحملة الرئاسية بدأت حتى قبل أن تبدأ! بدأت بتسخين دف السلطة البارد، بنار انخفاض قيمة الدينار ولهيب الأسعار في عقر الدار. بدأت مع حملة سلال في كل الولايات لتخفيف ضغط الأغلال، وتصبير الشعب الباكي على الأطلال، وتعليبه بالقول والأفعال لكي ينتخب مرشح الدولة الذي لن يكون إلا الموجود على هرم السلطة الهرمة على مر الأجيال.

نمت لأجد نفسي أعيش حالة شبيهة بفيلم “كرنشال في دفلة”: ماسكا الدف “أدفدق” لمرشح دولة لا أنا في عيرها ولا نفيرها: دف دق دف دق. انتخبوا الرئيس الجديد القديم. دف دق. يقلع عليكم البواسير والروماتيزم. دف دق. السكنى في كل مكان، والخلصة في أمان دف دق. دمج مستخدمي الإضارة ما فيه خسارة، نزيدولكم في الشكارة ونكبروا لكم الدوارة. دف دق! مطارات في كل ولاية، للكوارث والفيضانات السيالة، دف دق دف دق! رئيسنا كبير الرؤساء، ما فيه عيب غير يكره البؤساء، دف دق. فيكتور هيغو والخماسة، وتجار العبيد والنخاسة، دف دق، رايحين نكثروا منهم باش نتهنّاو من النجاسة، دف دق، ننقص من الشعب اللي هبل من الفقر والتعاسة، دف دق، انتخبوا على مرشح الحزب والدولة، والجيش وفريق “البولة”، والإضارة والشعب والوزراء، والأحزاب الكيدارة، دف دق، كريم يونس كبير الموشارة، باغي يخسر علينا عرس الفقراء، دف دق، قال لك الرئيس ما يفوتش عمره 55 سنة دوارة، هذا تمسخير هذا كلام الحڤارة، هذا حتى الدفال فيه خسارة، دف دق، أحنا رئيسنا يكون كبير الدوار والدوارة، مريض وإلا صحيح ما فيه خسارة، طويل وإلا قصير واش دخلنا فيه، يا حاقدين يا الوجوه المصفارة..دف دق دق دف! أحزاب الشكارة، وحدة ضد أصحاب المصالح من الشعب النكارة، والسياسيين وكالين الكبدة بالمرارة، دف دق. الحباس رايحة تنبى وتكثر، والمستشفيات تصغر وتخسر، والجامعات تنتجر وتنحفر، دف دق والتعليم ينحسر وينقبر، التعريب ينشطر ويتبعر، دفدق. هيا عاونوا خوكم يربح، باش الفساد يندبح، والإصلاح ينفضح، والمعارضة تنشلح، والتمر ينبلح، والقط يرجع ينبح. دف دق.

بقيت لأشهر، أدفدق هنا وهناك، لوحدي، دون أن يقول لي أحد أفعل أو لا تفعل! لا أحد أمرني ولا أحد نهاني! الجمهور كان كبيرا، وكانوا يأتون ليرقصوا دون أن يفهموا ما كنت أقول سوى أنهم كانوا يضحكون ضحكا يقتل بالضحك. لم أفهم: هل فهموا أم أنا اللي مزال ما فهمتش؟

ما فهمتش، مازال ما فقتش!