-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كفى كراهية!

كفى كراهية!
أرشيف

يسود هذه الأيام جدلٌ عقيم حول أبعاد الهوية الجزائرية، ما شكَّل فرصة لمرضى النُّفوس لبثِّ سموم الفرقة بين الجزائريين على أساس عرقي أو لغوي أو جهوي، وفيما يتنكر البعض للبُعد الأمازيغي بكل مكوناته كأحد أبرز عناصر الهوية الوطنية، يذهب عددٌ كبير من المتطرفين إلى إنكار عروبة الجزائر وإطلاق الأوصاف العنصرية الدنيئة على كل من يؤمن بأن الجزائر بلدٌ عربي وإسلامي!

والغريب أنّ هذا الجدل العقيم يأتي في ظروف خاصة يمر بها العالم أجمع، يتمثل في التهديد الذي يشكله وباء كورونا على مستقبل البشرية كلها، وهو ما يجعل نقاشات الهوية ضربا من التّرف الذي لا معنى له ولا أثر له غير إحياء النّعرات الضّيقة وإثارة الانقسامات والصراعات.

لذلك كله؛ فإنّ قانون الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية جاء في وقته لوقف هذا الانحراف الخطير الذي تشهده مواقعُ التواصل الاجتماعي من خلال تجريم الظاهرتين وتسليط عقوبات صارمة على المتورِّطين في هذه الممارسات والتي تصل أحيانا إلى حدود خطيرة تتجسد في التحريض على التمييز والعداء والعنف.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الآلاف من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تغذي هذا التوجُّه الخطير بعضها في الخارج وبعضها داخل الجزائر، بل إن الكثير من الناشطين لا يتورَّعون عن ازدراء عناصر الهوية الوطنية، ووصل الأمر ببعضهم إلى شن حملة شعواء على كاتبٍ فلسطيني معروف بحبِّه للجزائر وأهلها، يتحدَّث فيه عن العربية والإسلام كعناصر أساسية في الهوية والوطنية، والأسوأ أن الكثير ممن يعدُّون أنفسهم مثقفين انخرطوا في هذه الحملة ضد الكاتب الذي لم يصدر عنه ما يطعن أو يهوّن من أبعاد الهوية الجزائرية، بل إنه يعترف بالتّنوع الثّقافي والعرقي للجزائريين ويعتز بالبُعد الأمازيغي.

هذا التطرُّف والغلوّ لا يبشر بالخير، لأنه ينطوي على نيَّة خبيثة للتفرقة بين الجزائريين على أساس لغوي وعرقي، مع أن الجزائريين انصهروا منذ قرون ولم يحُل التنوُّع الثقافي واللغوي دون وحدتهم، لذلك فإنّ الوقت قد حان لتجسيد قانون الوقاية من التمييز وخطاب الكراهية، خاصة في شقه الذي ينص على أخلقة الحياة العامة ونشر ثقافة التسامح والحوار ونبذ العنف في المجتمع، وكذا اعتماد آليات لليقظة والإنذار المبكر عن أسباب الآفتين.

وأول خطوة هي رصد الحسابات المحرِّضة على الكراهية في مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تُخفي هويات أصحابها، والوصول إليهم ليس صعبا، كما يتعيَّن وضعُ حدٍّ للمعارك “الدونكيشوتية” حول الهوية، لأن الأمر مفصول فيه منذ قرون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • rihan

    الجزائر كنعانية فينيقية قبل ان ياتي الوندال بالغجر من بلغاريا و يتركوهم ورائهم في الجزائر

  • جزائري فقط

    الجدال العقيم حول الهوية الجزائرية ما هو الا عصا توضع في عجلة الجزائر كلما حاولت أن تتقدم خطوات نحو الرقي والتطور لتعيدها الى نقطة الصفر الى التخلف وضياع الجهد والوقت والمال في هذه التفاهة التي لا تقدم ولا تؤخر وما دام هناك جهل وأمية وتخلف وقلة وعي عند هذا الشعب فهو الذي يهدم ويدمر نفسه بنفسه ولا داعي أن نتهم أطراف خارجية خصوصا في هذه القضية

  • جلال

    كلمة امازيغ أوعرب لم تعد مستصاغة في الدول الحديثة فلا نقول مثلا عن الفرنسيين (les gaulois) . يجب ان ننسب الشعب الى البلد (الجزائر) الذي يجمع ربما خليط أعراق وقوميات وأمم يحكمها مصير مشترك هل يعرف صاحب فكرة انفصال بلاد القبائل عن إخوانها الذين لا يكنُون لها أي حقد وضغينة ما معنى ذلك ؟ والأهم من ذلك هل تملك بلاد (القبائل) خاصة مؤهلات الدولة الحديثة يجب وضع العاطفة جانبا فقد تؤدي الى التهلكة فكلنا أمازيغ عرب وعرب أمازيغ بل أن من دخل الشمال الإفريقي زمن الفتوحات كانوا خليطا من المسلمين(من الشام ومصر وليبيا وفارس) وقودا للحرب واطلق عليهم عرب جزافا لأن أكثر قادة الجيوش الغازية كانوا عرب

  • sami

    الجزائر بلد افريقي والعرب في اسيا واش جاب لحاب انتم راح تعادو الجغرافيا والتاريخ العرب مجرد وافدون مثلهم مثل الاوروبيين في امريكا واستراليا وكندا

  • azul fellawen

    ضربني وبكي سبقني واشتكي هذه هي عقيدة بعض الجزائريين الذين فقدوا البوصلة لسبب بسيط وهو أن جزائري اليوم يمكن له أن يقول أنا أمازيغي دون أن يزج به في السجن كما كان عليه الحال في العقود الماضية وأن جزائري اليوم يناظل علنا من أجل هويته وحقوقه التاريخية التي حرم منها لعقود دون أن يرغم عن الهروب الى بلدان الغير أو دون أن يتعرض للتعذيب وأحيانا للتصفية الجسدية كما كان الأمر عليه في سنوات الحديد والنار ولسبب أن الجزائريين الأوفياء لهويتهم الألفية تمكنوا من رد الاعتبار لهذه الهوية بعد نضالات طويلة وبعد موع ودماء .. هذه النضالات والانجازات التي حولتهم الى أهداف طبعا لأعداء هذه الهوية والأوفياء لها

  • TADAZ TABRAZ

    للمعلق 1 : بيان أول نوفمبر لم يكتب لا بالعربيةو لا بالأمازيغية ولا بالروسية ولا بالبرتغالية ........بل كتب بالفرنسية وفقط وذلك ينطبق على أرشيف الثورة التحريرية وقبلها الحركة الوطنية منذ نشأتها في 1926 الى الاستقلال 1962 وبكل اتجاهاتها : الاستقلاليين والاندماجيين والشيوعيين حررت باللغة الفرنسية والفرنسية فقط وهذه حقائق يجب أن لا نتنكر لها

  • عبد الله

    بيان اول نوفمبر كتب بالعربية و الفرنسية فقط---------------انتهى

  • ابن الجبل

    قلت أن أمر الهوية مفصول فيه منذ قرون ، ولعلمك أن بيان أول نوفمبر كتب بالعربية والأمازيغية والفرنسية . بمعنى أن الجزائر وحدة لا تتجزأ . والجزائريون بأمازيغهم وعربهم عاشوا في ود وألفة ، في عشرتهم قرونا وقرونا...لم يحدث ماحدث اليوم !. هذا لما قامت أصوات ناعقة في السنتين الاخيرتين بضرب مقومات منطقة معينة في الجزائر ، ونعتها بأقبح الأوصاف ، حتى بلغ بها النيل من قادتها التاريخيين العظماء . وهذا أمام مرأى ومسمع الجميع !!، دون أن يتحرك أحد ساكنا ... وهذا يدل على أن هناك جهة معينة ،تريد خلق الفتنة والبلبلة بين الجزائريين ، خدمة لمصالحها الضيقة ...نتمنى تطبيق القانون على تسول له نفسه لضرب وحدة الشعب .