-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

كيان لقيط يتحدى العالم

كيان لقيط يتحدى العالم

اللامبالاة التي قابل بها الكيان الصهيوني، تبني قرار وقف إطلاق النار الصادر من مجلس الأمن، وقبله مخرجات محكمة العدل الدولية، يدلّ على أننا نعيش فعلا في غابة.

وكل من يتحدث مستقبلا عن ضرورة احترام المنظومة الدولية العاجزة، إنما ينقاد للاستسلام، للقوى المتحكمة إلى حد الآن في العالم، والتي تسيّره بالطريقة التي تريد.

هناك سؤالٌ صار يطرح نفسه ليس في عالم السياسة فقط، وإنما في جميع المجالات، وهو جدوى هذه البناءات الفاخرة التي تضم هيئات دولية، بمسميات فخمة، من أمم متحدة ومجلس أمن ومحكمة عدل دولية ويونيسكو وما شابهها… ولكنها جميعا، يخفت صوتُها، وأحيانا يندثر نهائيا، بمجرد أن تقول الولايات المتحدة الأمريكية كلمتها، التي هي في الغالب من الباطل.

لا نظن أن الكيان الصهيوني يمتلك كل هذه القوة التي تجعله لا يلتفت للقرارات العالمية، وآخرها قرار وقف إطلاق النار في غزة، ولا نظن حتى أمريكا تمتلك هذه القوة التي تجعلها تعلن الحروب في البلدان التي تريد، وفي الزمن الذي تختاره، وإنما هو بؤس العالم الذي يرضى بمثل هذا التعدي الصارخ على القانون الدولي وعلى الإنسانية، ويؤسِّس لكرة أرضية لا فضيلة فيها ولا أخلاق ولا عدالة.

تنفق الأمانة العامة للأمم المتحدة، ميزانية سنوية لا تقلُّ عن أربع مليارات دولار، هي من مساهمات 193 دولة عضو تشكّل الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومنذ أن بدأ العدوان على غزة، نزفت هذه الجمعية في اجتماعاتها الماراتونية، أودية من اللعاب والحبر، إلى أن عرّت الكيان الصهيوني، وقدّمته على حقيقته، وتمكنت من خطف قرار تاريخي بوقف إطلاق النار في غزة، ولم يكن رد الكيان الصهيوني أو لنقل الولايات المتحدة الأمريكية، التريث أو التفكير في الوضع، بل كان مزيدا من جنون النار، والذي لم يعُد له من حل سوى النار.

كل طواغيت التاريخ، انتهوا بالقتل والخسارة والغرق، ولم تُفد معهم أبدا القرارات، فغالبيتهم شيّدوا قصورهم على الأشلاء والرفات، وكانت مقاومتهم وتحدّيهم للحق قضية وجودية، وجميعا ربحوا الكثير من المعارك، ولكنهم خسروا الحرب في نهاية المطاف.

من يظنّ أن الكيان الصهيوني يعلم يقينا الطريق التي يسير عليها، ويعرف الأهداف التي يجب أن يحققها أو يقدر على تحقيقها، فهو مخطئ، ومن يظن أن الولايات المتحدة تربح كل الرهانات، فهو مخطئ أيضا، فالأيام غلبتهم وضجرُ الناس من تصرّفاتهم فاض وظهر للعيان، ولو تتعثر أمريكا في أي منعرج، فلن تجد أي داعم لها، بما في ذلك الكيانات والأنظمة التي أمّرت فيها هذا، وملّكت ذاك، وبنت لنفسها إمبراطورية، تظن وهما، بأنها لا تغرب عنها الشمس.

يروي كاتب سيرة هتلر الذاتية السياسي باور، كيف أن هتلر بعد أن أوصاه بحرق جثته وجثة زوجته، قال له: “سيتعيَّن عليكم إن بنيتم لي قبرا، أن تكتُبوا بأنَّني كنت ضحية للمحيطين من حولي”، ولا نظن بأن مصيرا مختلفا آخر، سيكون للّذين ساهموا في هذا العدوان الإرهابي البربري على أبناء فلسطين اليقين وغزة العزة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!