-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لا توحيد ولا وحدة!

لا توحيد ولا وحدة!

إن أعظم ما جاء به الدين الإسلامي الحنيف أمران هما:

*) توحيد الله -عز وجل- إذ كانت البشرية كلُّها عَاكِفَةً على آلهة متعددة، بشرية وجمادية. وقد عَجِبَ كفار قريش ومُشْرِكُوها الذين أحاطوا أول بيت وُضِعَ للناس وطهَّرَه “آدم النبوة”، إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام؛ أحاطوا هذا البيت بثلاثمائة صنم، يخرّون عليها بكرة وعشيا، وأمْثَلُهُم من يزعم أنها تُقَرِّبُهُم إلى الله زُلْفَى، وما كانت إِلاَّ إبْعادًا لهم عن صراط الله العزيز الحميد؛ عَجِب هؤلاء الكفار والمُشركون من دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- إلى توحيد الله -عز وجل – فقالوا -كما جاء في القرآن الكريم-: “أجَعَلَ الآلهة إِلَهًا واحدًا، إن هذا لشيء عُجَابٌ، ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة”.

لقد بقي الصراع قائما بين التوحيد وجميع مظاهر الشرك وسَيَبْقَى إلى يوم الناس، وإن لُبِسَتْ هذه المظاهر الشركية لَبُوسَ الإسلام.. وقد زاد الطينَ بلة، والداءَ علة ما يعتقده أناسٌ -وبعضهم من أهل العلم- ولكنهم فضَّلُوا العاجِلَةَ وَذَرُوا الآجِلَة، فاشتروا بآيات الله ثمنًا قليلا، واتّبَعوا الشهوات عند من يزعمون أنهم من أهل الكرامات، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول ما معناه: والله ما أدري -وأنا رسول الله- ما يُفْعَلُ بي إلاَّ أن يَتَغَمَّدَنِيَ الله برحمته. ويقول أحَدُ أنْجَبِ مدرسة النبوة، وهو الفاروق عمر بن الخطاب: لو نَادَى منادٍ يوم القيامة بأن جميع الناس يدخلون الجنة إلاّ واحدًا، خشيتُ أن أكون ذلك الواحد.

لقد لقي العلماء المصلحون عَنَتًا كبيرًا وهم يدعون الأمة إلى توحيد الله، وإلى “الدين الخالص”، واعتُدِيَ على بعضهم قديما وحديثا.. وقد سمعوا من هذه “الأصنام البشرية” وأتباعها أذًى كثيرا.. وما يزال الأمر كذلك إلى ما شاء الله، وصدق الشاعر في قوله:

أمتي كم صنمٍ مجَّدته       لم يكن يحملُ طهرَ الصنم

*) وأما الأمر الثاني الذي جاء به الإسلام فهو “وحدة الأمة”، وجاء ذلك في صريح الآيات الكريمة “وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقوني”، وقوله تعالى أيضا: “وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدوني”، وجاء ذلك في صحيح مَن أمَرَنا الله -عز وجل- بطاعته وهو محمد – صلى الله عليه وسلم – القائل: “المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا”، والقائل: “المسلم أخ المسلم…” .. والقائل: “مثَلُ المسلمين في توادِّهم وتراحمهم وتَعَاطُفِهِم كمثل الجسد الواحد…”.

إن الأوقات التي تتجلَّى فيها وحدةُ المسلمين هي أوقاتُ الأتراح والأفراح، ووالله ما وحَّدَتْنا لا أتْراحُنَا ولا أفراحنا.. فأمتنا – الآن ومنذ بضعة قرون – كَثَوْبٍ ضَمَّ سبعين رقعة، وكلنا نردّد بألْسِنَتِنَا آيات القرآن وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، ونفعل بأيدينا عكس منطوق تلك الآيات والأحاديث. “فاللهم لا تَكِلْنَا إلى أنفسنا طَرْفَةَ عَيْن ولا أقل من ذلك”، ولذلك لا أقول: عيدًا سعيدًا ولا مُبَارَكًا، حتى تُصَدِّقَ أَفْعَالُنَا أَقْوَالَنَا.

مأ

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!