-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

لغة السياسة الجديدة.. حيّرت العلم والعالم!!

لغة السياسة الجديدة.. حيّرت العلم والعالم!!

ابتكرت الحضارة الإغريقوـ رومانية عدة مصطلحات في علم السياسة كالديمقراطية (حكم الشعب) والأرستقراطية (حكم الأقلية لصالح الأغلبية) والأوليغارشية (حكم الأقلية ضد مصالح الأغلبية) والتيموقراطية (حكم الفرد الواحد) والحكم المختلط بين الديمقراطية والأرستقراطية أو الحكم الدستوري كما سماه أرسطو… والثيوقراطية (الحكم نيابة عن الله)… الخ، ومازلنا لحد الآن نستخدم هذه المصطلحات بطريقة أو بأخرى، نتفق معها أو لا نتفق…

وابتكرت الحضارة الإسلامية من جهتها مصطلحاتها في هذا الحقل السياسي كالبيعة (مبايعة أهل الاختيار لأهل الحل والعقد)، والشورى (وشاورهم في الأمر) بالنص القرآني، والخلافة (من أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى آخر خليفة في الدولة العثمانية السلطان عبد الحميد) والإمامة (التي ارتبطت أكثر بالإمام علي كرم الله وجهه وفقه آل البيت) والإمارة (بدءا من إمارة الجند إلى إمارات ملوك الطوائف بالأندلس) والملكية الوراثية (من معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه إلى آخر ملوك الزمان في القرن الحادي والعشرين)… ومازلنا لحد اليوم نتداول هذه المصطلحات أحيانا بشيء من الحنين إلى الماضي، وأخرى بنوع من المحاولة لتجديد الفكر الإسلامي…

وبغض النظر عمّا إذا كنا من أنصار هذا المصطلح أو ذاك، هذا المنهج أو ذاك، هذه الحضارة أو تلك فإننا عندما نستخدم مصطلحاتها نعبر عن نوع من الانتماء الفكري أو الحضاري، عن مستوى معين من الإدراك للواقع الذي نعيش أو عن تطلعنا لواقع آخر نرغب فيه.. ولا مشكلة في ذلك.. 

المشكلة تبدأ عندما يصل المجتمع إلى حالة من اللإنتماء الحضاري، اللاّتوازن في الإدراك، إلى استخدام مصطلحات تعبر عن حقيقة الاضطراب الذي أصبح يعيشه، والقلق الذي يحكمه. 

ماذا يعني أن يتم تداول مصطلحات مثل “التزويروقراطية” (الحكم بواسطة التزوير) أو”الجُملُكية” (الجمهوريات التي يتم تسييرها كالملكيات) أو (الاستبداد التشاركي) كما عبّر لي عن ذلك أحد الزملاء، ناهيك عن استخدام عبارات مثل “الكلامولوجيا” أو”الهرفولوجيا” أي الحكم بواسطة التهريج بالكلام و”الهرف” الذي لا يحمل أي معنى…

 

هذا المستوى من الانحطاط في التعبير السياسي لعله يجعلنا نفكر إما  في إعادة النظر في تدريس المدخل لعلم السياسة أو الفكر السياسي في بلادنا، بل ربما في كل العلوم السياسية، أو إعادة الأمور لنصابها بأن تصبح الديمقراطية ديمقراطية والشورى شورى والحكم حكما…الخ لعلّ الأمور تستقيم، وتلك مسؤولية المجتمع وتلك هي مساحة الأمل المتبقية لدينا لعلنا ننسى ذات يوم بأننا عرفنا لغة سياسة هابطة… بلا شك حيّرت العلم ودوّخت العالم… 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
8
  • Aek dz

    في بلدنا الجزائر كل ما قلته مطبق.الديمقراطيةوالأرستقراطية والأوليغارشيةوالتيموقراطية اي اسم تطلقه على نظامنا صحيح حتى من ديمقراطيته على مقاس العصبةالحاكمة.نحن لسناكالغيركمايقولهاحكامناونظامناونخبه التي تنظرله.اننامن كوكب اخرنتصف بكل صفات انظمة الحكم في أن واحد.لهذانصنع الفارق على غيرناعن الامم والتي حيرت مع احترامي الشديدلك الاغبياء وليس العلماء.لان العلماء يعرفون جيدا باننانعيش في بلد متخلف ونظامه فاسدوفاشل سياسيا ومتخلف في جميع المجالات خصةمنهاالاستراتيجيةالاقتصادوالامن الشامل والتربيةوالتعليم

  • محمد ب

    لما استعمل فلاسفة اليونان كلمة الديمقراطية كان مجتمعهم تعرف مسبقا على أنواع من الخطوب الاجتماعية ليتعلم كيف يحل مشاكل المواطنين الأحرار الذين فهموا أن الحرية والتضامن ضرورة للعيش المشترك تفرض على الجميع أن يستمع كل واحد للآخر وتأخذ الجماعة برأي المواطن لامنا منها ولا بغيا.لقد عرف هؤلاء مدلول الكلمة ليس للتباهي باكتساب مفردة غريبة في محتوى اللغة ولكن نتيجة اتباع سلوك يضاف إلى ما يصبو إليه مجتمع الأحرار.لا تنفع في مجتمع متكاسل ترديد مفردات غريبة عنه لأنه لم يشارك في صياغتها كترديد حركة الصلاة

  • عبد الحكيم

    الوقت لا يتسع لذكر مناقب الصحابي معاوية رضي الله عنه ولكن أذكر لك نزرا منها:أ- إن لهذا الصحابي الجليل منـزلة ومكانة عند أهل السنة والحق، وله قبل ذلك منـزلة عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- منها أنه صاحبه وصهره، ومنها أنه من كتاب وحيه المأمونين.
    ب- لقد دعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- دعوة عظيمة، فعن عبد الرحمن بن أبي عميرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال لمعاوية: "اللهم اجعله هاديا مهديا وأهد به" ، أخرجه الإمام أحمد في "مسنده" (4/216)، والترمذي في "سننه" حديث (3842)، فوجب مني التنبيه.

  • صالح

    ستختلط المفاهيم والمصطلحات لأننا بكل بساطة فقدنا البوصلة، فكيف ننتظر عدالة وقد سجل التاريخ الحديث إنحدارا خطيرافي القيم منذ غزوالعراق الأول من طرف قوة عظمى كانت ترعى حقوق الإنسان العالمي،وبمرور الوقت اتضح زيف الحقوق الإنسانية المزعومة وأصبح المنطق السياسي السائد الغاية تبرر الوسيلة،وبما أن شرطي العالم أعطى لنفسه الحق في الغزو والسلب اقتدت القوى التي تقله قوة نفس الخطوات حتى عمت الفوضى جميع البلدان الحل يكمن في أن نثق في موروثنا الحضاري دون إقصاء لأي طرف ونصنع لأنفسنا نموذجا جديدا سينضم إليه الكل

  • جلال

    ليس كل من صاحب النبي صلى الله عليه وسلم هو صحابي جليل يستحق الرضى والترضي عليه يا سي قلاله إن معاوية هو سبب الكوارث التي نعيشها بسنه سنة الإستبداد والحكم الفردي الوراثي والتسلط وقتل حتى الصحابة الأجلاء المبشرون بالجنة ,إرجع الى كتب التاريخ

  • حنصالي

    وانا بعكسك يا دكتور اضن ان العقل الجحزائرى تفوق في عالم الافكار على الاقل ربما مقدمة لمزيد من التقدم فى الاقتصاد والطاقة وهذا التقدم الفكرى فى ابداع مصطلح متطور جدا فى السياسة الحديثة وهو "الفوضى المنضمة" شيئ رائع وابداعى السيارات فى الرصيف والباعة على الطرقات تتوسطهم المارة من الناس واحيان عباد o

    انا شخصيا اعجبنى ولو تفكر ستجد انه برنامج مضاد للفوضى المنضمة ونجح واعتقد ان هذه الفوضى المنضمة ستقودنا لا محالة الى تنضيم الفوضى وفى الاخير نتخلص من الفوضى

    والحديث قياس تبعنى تنجح

  • بدون اسم

    و لعل هذه " اللغة السياسية الهابطة... التي حيّرت العلم ودوّخت العالم.." ينطبق عليها وصف مالك بن نبي في كتابه بين الرشاد و التيه مصطلح "البولتيك"...

  • youssef

    الدىمقراطية ليست في حد داتها ديمقراطية.مثلا لو نجح مرشح بي 51 % :هدا يعني ان 49% ليس لهم اعتبار.حلل و ناقش يا سي سليم قلالة