-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

متى تهبّ الجزائرُ إلى نجدة غزة؟

حسين لقرع
  • 4262
  • 19
متى تهبّ الجزائرُ إلى نجدة غزة؟

لاريب أن الجزائر قد قدّمت – وبلا منّة- الكثيرَ للفلسطينيين والقضية الفلسطينية التي تناصرها ظالمة أو مظلومة، كما قال الرئيسُ الراحل هواري بومدين، ولعلها حينما أرسلت فرقاً من جيشها إلى مصر في حروب 1967 والاستنزاف وحرب 1973، كان هدفها الحقيقي هو مساعدة الجيوش العربية على تحرير فلسطين بعد تحرير الأراضي العربية المحتلة، وقد أعلن بومدين بوضوح أن استقلال الجزائر لن يكتمل إلا باستقلال فلسطين.

لكن الجزائر التي قدّمت شتى أشكال الدعم للفلسطينيين طيلة عقود، واحتضنت مؤتمر إعلان قيام دولة فلسطين، وكانت أول دولة تعترف بها في العالم، تحجم منذ سنوات عن تقديم الدعم المادي الكافي لسكان غزة، في الوقت الذي لا تزال تحرص فيه على دفع اشتراكاتها للسلطة في الضفة عن طريق الجامعة العربية، وبديهيٌ أن هذا الدعم المادي لا يذهب إلى غزة المحاصَرة من عباس والصهاينة وانقلابيي مصر.

ليس المطلوب أن تقوم الجزائر بدعم المقاومة في غزة عسكرياً، وإن كان ذلك أحدَ واجباتها وكلِّ الدول العربية والإسلامية، فهي لا تطيق مواجهة غضب أمريكا وتحدّيها، كما تفعل إيران التي ترسل الصواريخ والذخيرة وأسلحة مختلفة إلى المقاومة في غزة ولا تكترث بغضب أحد في حين يحجم كل العرب عن إرسال بندقية صيد واحدة إليها.

المطلوب من الجزائر هو فقط دعم غزة مادِّياً والسعي إلى تخفيف الحصار عنها وفكِّ كربها في حدود الاستطاعة، وما دامت تملك من الأموال الكثير وهي مودعة في البنوك الغربية، فلن يضيرها أن تخصِّص جزءاً بسيطاً منها لاقتناء حاجيات غذائية وعلاجية ضرورية لقرابة مليوني فلسطيني مستضعَف يعانون نقصا حادا في الغذاء والدواء والوقود ومختلف الحاجيات الإنسانية، تستطيع الجزائر أن توفد إلى غزة عشرات قوافل الإغاثة البرية والبحرية التي تحمل مختلف الأغذية والأدوية الضرورية وكذا الوقود لضمان تشغيل محطة الكهرباء الوحيدة بالقطاع المحاصَر لمدة 24 ساعة على 24 عوض تشغيلها 4 ساعات فقط يومياً، كما هو حاصل الآن، دون أن يكترث عرب النفط، ومنهم الجزائر، بقضاء فلسطينيي القطاع لياليهم في البرد وعلى ضوء الشموع.

صحيحٌ أن الجزائر أرسلت، عن طريق جمعيات مختلفة، قوافل إغاثة إنسانية عديدة إلى غزة، ولكنها غيرُ كافية؛ فمأساة مليونيْ فلسطيني محاصَر هناك مستمرة ومتفاقمة ولا يمكن تخفيفُها بقوافل ظرفية تُرسل إليهم من باب تبرئة الذمة، المطلوب وضع برنامج لإرسال هذه القوافل بانتظام، وهي محمّلة بالغذاء والدواء والوقود إلى أهلنا في غزة والسعي إلى إقناع النظام المصري الجديد بتمريرها وعدم عرقلتها، كما كان نظامُ مبارك يفعل، لاسيما وأن الجزائر لم تُدِن انقلاب 3 جويلية، وهذا عاملٌ قد يجعل نظام السيسي يحجم عن عرقلة قوافلها وإن كان لا يطيق سكانَ غزة.

 

المطلوب القليل من الاهتمام بمعاناة أهلنا في غزة وبرْمجة إرسال قوافل إلى القطاع بشكل شهري أو دوري على الأقل، وهذا من أوجب واجباتنا إزاءهم، ولكن الأمر لا يقتصر على الدعم الرسمي؛ فالمجتمع المدني يجب أن يتحرك بدوره وينظم قوافل إغاثة ويقتني مستشفياتٍ ميدانية مجهَّزة لغزة، كما فعلت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فهو أيضاً معني بحديثنا عن خذلان غزة بصمته وعدم اكتراثه بمعاناة إخواننا هناك، على المجتمع المدني أن يبادر إن أحجمت السلطات، ولا شك أن ملايين الجزائريين سيسارعون إلى التبرع لفلسطينيي غزة إذا وجدوا جمعيات ومنظمات تبرهن عن انشغالها واهتمامها بأداء هذه المهمة الإنسانية والأخوية النبيلة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
19
  • محمد

    احيي صاحبةالتعليق رقم 11 انسانه عايشه في الواقع احنا العرب قاعدين نحلم ونزين في الكلام وبس ونقول احنا واحنا ونعاير بعض ونشتم في بعض ودا اصل التخلف في بلداننا العربيه

  • محمد

    اهتموا بحالكم واتحرروا من فرنسا قبل ما تحرروا فسلطين مستعجب منكم بتكدبوا وتصدقوا نفسيكم قاعدين تتكلموا وبس عاملين زي الحريم
    ارحموا اهل المغرب البلد المسلم الي زييكم قبل ما تتكلموا على تحرير فلسطين

  • مغربي

    اجيبك يا اخي المسؤولين في الجزائر اولويتهم قبل الفليسطنيين هو خلق جمهورية وهمية لمعاكسة المغرب وقدمت لهاالغالي والنفيس فكيف لها ان تتهتم بفلسطين الان

  • صلاح

    فاقد الشيء لا يعطيه والله ان هذه الحكومة لن تساعد الا بالمصلحة والا لم عفت عن ملايير ممليرة لصالح الدول الافريقية ؟ لم قدمت العطايا للصناديق الربا في العالم ؟ لم دعمت نظام الاسد؟ لم الانبطاح امام فرنسا ؟ وليس يصح في الاذهان شيء... اذا احتاج ضوء الشمس الى دليل ...والمثل يقول ما تهلا فالجديان و باغي يربي ليتامى ؟؟؟... هؤلاء الشعب يتفتت تحت اقدامهم حرقا ونهبا وتأزما وهم يبرمون الصفقات فقراء الجزائر يبيعون ابنائهم لاجل رغيف وآخرون يعيشون الحياة البدائية ووووو...والله نسأل ان يدمر عليهم كما دمرونا

  • ع بوساحة ابن مجاهد

    كل ما قدمته الجزائر لأهلنا في فلسطين ليس مزية منا بل هو واجب علينا وخاصة تجاه أهلنا في غزة الجريحة ،ولكن شتان بين رجال الأمس ورجال اليوم زمن المعتصم قد ولى فهل يعود؟

  • صالح

    عندما يهب الفلسطينيون عامة والغزاويون خاصة لنجدة أنفسهم .
    استمع إلى السيد فاروق قدومي ، أحد مؤسسي " فتح " في برنامج : " رحلة في الذاكرة " على قناة " RT Arabic " .
    الصحفي الفلسطيني اللامع عبد الباري عطوان ، في حوار مع يومية " الخبر " الجزائرية ليوم 26/ 11/ 2013 أجاب على السؤال : أين هو مستقبل حماس؟ ب : " هو مستقبل غامض، لأن مشكلة حماس أنها وضعت رهانها في سلة الإخوان وفي سلة الرئيس مرسي، وامبراطورية الإخوان سقطت رغم أنها كانت خيارا شعبيا " .
    لقد خسرت شعوب مصر ، سوريا ، إيران ، حزب الله وغيرهم

  • حمدي ولد السالك

    كم مدرسة بنت الجزائر في غزة ؟ لا شيء
    كم مستشفى بنت الجزائر في غزة ؟ لا شيء
    كم دور الايتام بنت الجزائر في غزة ؟ لا شيء
    كم دور العجزة بينت الجزائر في غزة ؟ لا شيء

  • saida

    tout le monde court derrière les danseuses et chanteuses et tout les pays arabe ces des traîtres qui sait qui va penser a ces pauvres gens de Gaza

  • بدون اسم

    اتمنى ا تجد هذه الكلمات آذان صاغية للمسؤولين

  • مشيرة

    طبعا نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة ونامل ان تكون دولة الجزائر دائما مع الدولة الشقيقة فلسطين والنطق باسمها والدفاع عن حقوقها والوقوف الى جانبها دائما وشكرا لك اخي على مقالك الاكثر من رائع وشكرا...

  • houari 46000

    جواب على سؤالك يا أستاد وهو مايلي ،عندما يتفقون كل ألعرب كما يقول ألمثل يد وحدة ما تصفق كما لا يخفى على أحد بعض ألدول تزعم
    أنها مع ألقضية ألفلسطينية وهي تطبع مع إسرائيل في كل ألمجالات .

  • DJAMEL

    C est vrai ce que vous relatez ,il faut que les aides de l algerie partent pour les nécéssaiteux de gaza puisque le peuple palestinien a elu ceux de hamas et pas de feth ,donc c est monsieur ismail henia le president légal ,et le seul president légal dans le monde arabe.

  • بدون اسم

    ....حتى أنـــور الملح..

  • yacine kamora

    بارك الله فيك استاذ على هذا المقال اي حاكم عندنا يستطيع غضب امريكا وارسال السلاح الى غزة مستحيل المستحيلات ليس لدينا رجال في الحكم الله يرحم الرئيس هواري بومدين

  • عبد القادر

    وأنا كجزائري أضم صوتي إلى صوتك أنه لزام على الحكومة الجزائرية أن تقدم الدعم المادي المباشر لإخواننا في قطاع غزة وليس عن طريق حكومة عباس التي أكلت أموال زكاة الجزائريين الموجهة لقطاع غزة

  • جزايري

    متى يهب العالم باسره لنجدة الجزائر

  • أسمهان

    بارك الله فيك.والحق يقال سيدي أن الجزائر رغم ما يعيشه احتياطها المالي من بحبوحة غير أن هناك حتى من الجزائريين من يعانون الأمرين من أجل توفير لقمة العيش،ويعيشون في أمكنة لا يمكن وصفها الا بأوكار الخفافيش،وكلكم يعلم أن معاناة الشباب الجزائري بلغت حدا لا يمكن الاستهانة به،لأنهم أصبحوا يرمون أنفسهم الى الهلاك تعبيرا عن مدى سخطهم وكرههم لمسؤوليهم.فأصبحنا في حيرة شديدة من أمرنا.
    أما غزة الشامخة فلم يعد لها الا الله والشعوب،التي حملت المسؤولية وتتكاتف لجمع ما يمكن به انقاذ الأرواح للغزاويين نبض الأمة.

  • اسحاق

    حتى تقوم القيامة

  • الهواري

    الله يبارك فيك أستاذ