-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مسلمو إفريقيا الوسطى بلا مغيث

حسين لقرع
  • 2681
  • 4
مسلمو إفريقيا الوسطى بلا مغيث

تؤكد الأنباء الواردة من جمهورية إفريقيا الوسطى أن أعمال الإبادة الجماعية التي بدأت منذ نحو 3 أشهر بحق مسلميها، لاتزال متواصلة إلى حدّ الساعة، وقد تحولت إلى عملية تطهير عرقي واسعة تهدف إلى إخلاء البلد من كل مسلميه (1.2 مليون مسلم).

لقد فاقت المجازر الوحشية المرتكَبة بحق مسلمي إفريقيا الوسطى في فظاعتها تلك التي تعرّض لها المسلمون “الروهينغيا” في ميانمار العام الماضي، وبلغت إلى حدّ قيام البوذيين هناك بحرق مئات المسلمين أحياءً؛ ففي إفريقيا الوسطى، لم يكتفِ المسيحيون المنضوون تحت لواء ميليشيا “أنتي بلاكا” بقتل المسلمين بالسواطير والسيوف والحجارة وحرق جثثهم، بل قام بعضهم بأكلهم أيضاً، وهناك فيديوهات على الأنترنت تقشعر لها الأبدان لمجرم متوحّش يلتهم ذراع مسلم بعد أن شواه على النار.

الكثير من البيوت والمتاجر والمساجد والمصاحف أحرقت، ومئات الآلاف من السكان أجبروا على مغادرة منازلهم باتجاه مناطق أخرى أو إلى السودان وتشاد والكاميرون.. حتى أن العاصمة بانغي أخليت تماماً من المسلمين فلم يبق سوى 900 من أصل 150 ألف مسلم.

تحدث كل هذه الجرائم ضد الانسانية تحت أنظار 1600 جندي فرنسي أرسلتهم بلادُهم إلى مستعمرتها السابقة تحت غطاء “حفظ الأمن” فيها، لكنهم لم يقوموا سوى بنزع سلاح ميليشيات “سيليكا” المسلمة، في حين غضت الطرف عن ميليشيات “أنتي بلاكا” المسيحية وتركتها ترتكب مذابح وحشية ضد المسلمين، دون أي حماية.

هذه الجريمة، تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك أن فرنسا شريكة للميليشيات المسيحية في هذه الجرائم ضد الانسانية، وأنها دخلت مستعمرتها السابقة للانتقام فقط من مسلميها الذين وصلوا إلى الحكم بانقلاب قاده محمد ضحية ليصبح أول رئيس مسلم لإفريقيا الوسطى قبل أن يستقيل في نوفمبر 2013 تحت الضغوط، وليس لحفظ الأمن وفرضه على الجميع ونزع سلاح كل الميليشيات وبناء جيش وطني موحّد مفتوح لجميع أبناء البلد بغض النظر عن العرق أو الدين.

أما الأمم المتحدة، فقد تظاهرت بأن المجازر قد هالتها وأفزعتها، ودعت إلى إيقافها ووعدت بإرسال 9 آلاف جندي لـ”حفظ السلام”، ولكن لا مؤشر إلى الآن يدلّ على بداية إرسال الجنود برغم أن المهمة مستعجلة، فهل تنتظر الهيئة الأممية إبادة كل المسلمين أو تهجيرهم من بلدهم لتُرسل جنودها؟

وحينما نعلم أن الغرب هو الذي يشكل العمود الفقري لهذه الهيئة تتضح الصورة؛ فالغربُ الذي يقيم الدنيا ولا يُقعدها إذا قُتل مسيحيٌ واحد، ولو خطأ، في مصر أو العراق أو سوريا… أو هلك مستوطنٌ بصاروخ فلسطيني، لا يتعامل بنفس الطريقة حينما يتعلق الأمر بأعمال إبادة همجية ضد المسلمين.

أما العالم الإسلامي، فقد لزم صمت الأموات “كعادته” فلا أنظمة نددت، ولا منظمات إقليمية تابعة لها تحرّكت لإغاثة هؤلاء المستضعفين.. باستثناء تشاد والسودان وتركيا. والبقية خانعة وغير مبالية، أو مشغولة بتأجيج نيران الفتن والحروب بين المسلمين، أو بإصدار لوائح لتجريم الإخوان المسلمين وفصائل المقاومة، أو لها أجنداتٌ أخرى مشبوهة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
4
  • صابر لله

    السلام عليكم (ويل الضعيف نداؤه***في مسمع الدنيا صمم)
    لم أشعر ابدا بالحقد والانتقام ابدا من إنسان ورغم ماكتب وروي عن معاناة المسلمين كما شعرت هذه المرةبالمرارة وروح الانتقام تسري في عروقي من كل نجس آكلي لحوم البشر(les apaches)
    سؤالي:أين حماة الاسلام ؟ أين من أنفقوا على الموميسات ملايين الدولارات؟أين من جوعوا شعوبهم وإشتروا الطائرات لمحاربة (.)؟
    أقسم أنا مستعد للذهاب هناك فداءا للإسلام وهؤلاء الضعفاء من المسلمين..اشهد يا الله على ما أقول..أنامستعد للجهاد هناك.
    اللهم انصرهم على اعدائهم إن شاء الله

  • فاتح

    لنا الله يا مسلمون قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار لا نملك لهم سوى الدعاء لان المجازر السياسية عندنا لا تقل بشاعة(استغفر الله) والله كنت اقرء في الشروق و اتسلى بالمسرح السياسي و كل الممثلين الفكاهيين ك بوتفليقة اويحي بلخاحخام والنجم الصاعد بلعيد بطل الكوس الجامعي سابقا فاذا بي اقرء هذا المقال ففشلت و اسودت الدنيا من حولي فلا حول ولا قوة الا بالله

  • عبد الحي

    شكرا لك . مقالك هذا يوقظنا . لاسيما العبارة التالية" تحدث كل هذه الجرائم .......... تحت أنظار 1600 جندي فرنسي أرسلتهم بلادهم .......... لكنهم لم يقوموا سوى بنزع سلاح .......... المسلمة في حين غضت الطرف عن ........... المسيحية . إنّ المسلم ليتحسر ألما .لقد قلت مرارا أنّ العيب : أنّ القوة هي لدى من لا يعدلون . هي لدى الدول العظمى التي تقيم الدنيا على إسرائيل رغم عدوانيتها وظلمها . وتغض الطرف على مسلمي إفرقيا الوسطى من الابادة وشتى صنوف التعذيب .

  • ابراهيم

    احس بالغثيان و اكاد احس نفسي ليس بشري من كثرة الاحداث ،
    سؤال : هل نحن مسلمون حقا ، هل ندعو لهم على الاقل في صلاتنا ...