-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

مطاردة الأشباح

الشروق أونلاين
  • 1594
  • 0
مطاردة الأشباح

سالم زواوي

بمجرّد الإعلان عن قرار الرئيس بوش، إنشاء غرفة عمليات وقوة عسكرية إقليمية خاصة بالتدخل في القارة الإفريقية بدعوى مواجهة خطر تنظيم القاعدة في المنطقة، سارع البنتاغون إلى الشروع في عملية تجنيد قوة من “السيبليتيف” المحلي من دول المنطقة ومن بينها الجزائر، من أجل مطاردة الأشباح الجديدة التي اختلقتها أمريكا في إطار سياسة وجود العدو الدائم ممثلة في ما أسمته “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي” لتكون بمثابة سلاح الدمار الشامل الذي يهدّد المصالح الأمريكية والبشرية ويجب القضاء عليه أو تحييده كما وقع للعراق ونظام صدام حسين.لهذا الغرض، احتضنت العاصمة السينغالية يوم الأربعاء الأخير، إجتماعا لتسعة بلدان إفريقية متاخمة للصحراء الكبرى من أجل وضع الرتوشات الأخيرة على هذا البرنامج الجديد القاضي في ظاهره بمطاردة شبح التحالف الإرهابي الجديد بين بقايا القاعدة وبقايا الجماعات السلفية للدعوة والقتال الجزائرية الذي استطاعت الترسانة الإرهابية الإعلامية الأمريكية تسويقه للرأي العام العالمي وفرضه كواقع على الصحافة والقنوات التلفزيونية بعد فترة طويلة من جس النبض وتحضير الأنظمة للتأقلم مع هذا المشروع عبر سياسة الترهيب والترغيب. والهادف في باطنه إلى بسط النفوذ الأمريكي المطلق على هذه المنطقة الاستراتيجية.

وعلى الرغم من أنه أصبح معروفا لدى العام والخاص أن القاعدة ليست بهذا التنظيم وهذا الانتشار أو هذه القدرة التي تحاول أمريكا أن تصورها بها وعلى الرغم من أن الجماعات السلفية للدعوة والقتال في الجزائر لم تعد إلا بقايا يعد أفرادها على أصابع اليدين أو اليد الواحدة حسب تصريحات المسؤولين الجزائريين أنفسهم ولا يمكن أن تشكل خطرا تحتاج مواجهته إلى الترسانة الأمريكية والانتشار الأمريكي، إلا أن هذه الأنظمة تريد أن تستفيد من هذه الكذبة الأمريكية للحصول على حماية هذه القوة العاتية من التغييرات والضغوطات السياسية والاقتصادية والأمنية الداخلية والخارجية في سياق التحوّلات التي يشهدها العالم، وهي تدرك في قرارة نفسها أن المشروع الأمريكي يهدف في حقيقته إلى الاستحواذ على ثروات المنطقة الطبيعية ومنها خاصة المحروقات التي تشكل الهاجس الأكبر لأمريكا وعليها يتوقف مصير بقائها واستمرار قوتها وتطورها بعد الهزات الكبرى التي أصبحت تتعرّض لها مصادر هذه الثروات في الشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية، خاصة وأن الدراسات قد أثبتت أن الصحراء الإفريقية الكبرى هي البديل الوحيد لهذه المناطق الساخنة بالنسبة لأمريكا وقد برمجت لكي تزود أمريكا بأكثر من ربع استهلاكها من النفط مع حلول سنة 2020.

ويمكن أن يصل إنتاجها إلى خمس الإنتاج العالمي لنفس الفترة ولذلك فإن المفزع في هذه العملية هو المصير الذي تخبئه للأجيال القادمة في هذه البقعة التي تتجاوز مساحتها 4 ملايين كلم مربع ويعيش عليها أكثر من مائة مليون نسمة ستجد نفسها بلا مقومات اقتصادية قبل منتصف هذا القرن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!