-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نحن وأوروبا.. فشل منطق الضعفاء!

نحن وأوروبا.. فشل منطق الضعفاء!

لم يشفع لنا أنْ مَكَّنا الاتحاد الأوروبي سنة 2005 من اتفاقية تبادل حر رغم أنه لم يكن بإمكاننا أن نُصدِّر لهذا التكتل الاقتصادي أي شيء. أكثر من 13 سنة والاتحاد الأوروبي يستفيد من هذا الاتفاق الذي كان في صالحه بكل المقاييس. نستورد منه كل شيء ولا نستطيع أن نُصدِّر له أي شيء عدا المحروقات طبعا. وبمجرد أن شرعنا في التفكير في تقليص بعض الواردات ولفترة محدودة، حتى ثارت ثائرة هذا الاتحاد، ولم يسمح حتى بهذا الهامش من المناورة لعلنا نتنفس بعض الشيء… بل إن فرنسا احتجت على التفاح، وإسبانيا على السيراميك عندما تم توقيف استيرادهما!…
هكذا هو العالم الذي نسمّيه حرا اليوم. إذا خدمت مصالحه، وبقيت تحت حمايته، فأنت سياسيا واقتصاديا مقبولا حتى وإن كنتَ مع السياسة والاقتصاد النقيض التام كما هو شأننا. أما إذا حاولت انتهاج خط سياسي لا يخدمه ولو في بعض التفاصيل، فانتظر كل المخططات واستعد لكي توصف بكل الأوصاف.
ولعل هذا ما بتنا نلاحظه على أكثر من صعيد، حيث لم نعد فقط نواجه صعوبات اقتصادية، بل نعرف أكثر من تهديد على الصعيد الجيوسياسي والأمني خاصة ما يتعلق بحدودنا الجنوبية وما أصبحت تعرفه من نشاط إرهابي متزايد وغير بريء.
لذا، فإنه إذا كان علينا اليوم من درس نحفظه، فهو أن نعلم أن البناء الداخلي المتين هو الأهم إن كان اقتصاديا أو سياسيا، وأن وضع البلاد ضمن أفق المدى البعيد، والخروج من سياسات الترقيع، وإعادة الثقة في القدرات الذاتية، ومحاربة الفساد مهما كان نوعه ومهما كانت درجته، هي العوامل الأساسية القادرة على تمكيننا من تفادي سيناريوهات التركيع التي أصبحت اليوم أداة الأقوياء في مواجهة الأقل قوة.
إن عالم اليوم، لا يعترف إلا بمن يعامله بنِدِّية، بعيدا عن أي تنازلات مجانية، بل إنه يعتبر كل تنازل من غيره ضعفا، يُشجِّعه على مزيد من ممارسة أساليب القهر والإذلال وعدم الاعتراف بالمصالح المشتركة. وهو الذي حدث لنا بالفعل مع الاتحاد الأوربي، وبخاصة مع الدول ذات المعاملات الكثيفة معنا (فرنسا، اسبانيا، إيطاليا…) التي لا تريد أن تقتنع بأنه سيأتي يوم نضطر فيه إلى مراجعة الكثير من العلاقات الاقتصادية غير المتكافئة التي أثقلت كاهلنا لعقود من الزمن ومنعتنا من الإقلاع. ولعل هذا اليوم قريب إذا ما حكّمنا الكفاءة واحتكمنا للوطنية في تسيير شؤوننا المختلفة، وذاك ليس بالمستحيل.. إذ لسنا نحن من تنقص الكفاءة أبناءه أو يعدم وجود وطنيين بين صفوفه، لننتقل في ظرف وجيز من منطق الضعفاء إلى منطق الأقوياء…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • حسام

    يتبع.وكم بقوا في المسؤلية؟أليس هم من أشرفوا على بناء الوطن بكل أيجابياته وسلبياته ؟نجحوا في جزا وأخفقوا في جزء منه لأخفاق كان عند ما لم يشركوا الفرنسين كاساسين في الأفتصاد والتسير لأنهم هم أدرى بكل شئ ولأن ثورتنا لم تجهز نفسها لهدا الأمر مثل الفيتنام حين طردت ادارة فرنسا وعملت بادارتها الدا تيةوهنا مربط الفرس يا سليم ولا أظنك تجهل هدا فأنت أدرى مني ،فلو أشركوا الفرنسين ولوبا 51 في المئة أو 60في المئة لحافظوا على ماكانت تنتجه فرنسا من الأرض الجزائرية وتزود به أوروبا ،أما أن تتركهم يتعاونون معك من وراء البحر فانها المصيبة ؟ يجب الغاء استفتاء 1962 :نعم لاستقلال الجزائر بالتعاون مع فرنسا

  • حسام

    المن القومي لأي بلد الأخ سليم يرتكز على : أولا القوة العسكرية .ثانيا القوة الأقتصادية.ثالثا القوة السياسية.والقوات الثلاثة تعتمد على القوى البشرية مصدر القوات الثلاثة ،والحمد لله الدولة الجزائرية في بداية نشأتها عملت بكل قواها من أجل القوة البشرية حتى أصبحت تخيف مستعمر الأمس من هدا النمو السريع فعملت على أيقاف القاطرة قبل وصولها الى المحطة ؟أولا عملت على امتصاص هده القوة بالتهجير ،ثانيا منعها من الوصول الى مسؤليات القرار،ثالثا التحكم الكلي في التنمية والتسير حسب رؤيتها واستشاراتها .وبدالك خسرت الجزائر كل شئ وخاصة الوقت الثمين من سنة 1962 الى يومنا هدا ، كم يبلغ سن مسؤ لينا اليوم وكم بقوا في

  • franchise

    أحقاًّ ، نحن من لا تنقص الكفاءة أبناءه ..؟؟؟! بل الكفاءة عندنا منعدمة لدرجة أننا لا نعرف معنى الكفاءة، فنكذب على أنفسنا و نقول أننا : " نحن من لا تنقص الكفاءة أبناءه "

  • ابن الجبل

    شكرا على المقال القيم . يقول المثل :" اذا كنت ذئبا تأكل مع الذئاب ، واذا كنت معزاة تأكلك الذئاب " . فالجزائر يجب أن تكون أولا تكون .فلا بد من ثورة علمية والاستثمار في أغلى مانملك ، الا وهو ثروة الشباب ، المفعمة بالكفاءة والنشاط ،فالعلم قوام الحضارة وأساس تقدمها ، ولكن لا يمكن الارتقاء بالعلم دون الوازع الأخلاقي مثل روح التضحية وتغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة ، يقول فيختة الفيلسوف الألماني :" ينبغي على الدولة التي تفرض الخدمة العسكرية أن تفرض التربية الوطنية والأخلاقية والدينية ، فهي الاسمنت المسلح . من يطمح للرقي عليه أن يضع خططا دقيقة وبرامج محكمة ، وارادة سياسية .

  • الطيب / الجزائر

    الاقتصاد القوي هو من أهم منتجات السياسة القوية و هو الذي تصنعه كفاءاتها و هي التي تحميه و الحديث عن الاقتصاد و التبحر في تفاصيله بغير سياسة قوية هو مثل محاولة انجاز بناية بغير أسس !! ممكن أن نبنيها نعم و لكنها بناية هشة مآلها الانهيار لمجرد هزة ضعيفة أو متوسطة القوة !
    اشكالنا الكبير الذي طال عمره يا أستاذ ليس ضعف اقتصادنا بالدرجة الأولى فهذه نتيجة و ليست هي الأصل بل غياب سياسة تنبثق عن إرادة حقيقية للأمة هي عقدة العقد عندنا ، و عندما تتحقق هذه الأخيرة أولاً سيبدأ مباشرة التخطيط و التأسيس لاقتصاد تشرف عليه كفاءات عالية التكوين و تحتضنه الأمة تلك هي بداية البناء المتين الذي يصمد أمام الهزات ..