-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ها‭ ‬قد‭ ‬عُدنا‭ ‬يا‭ ‬عُمر‭ ‬يا‭ ‬مُختار؟

الشروق أونلاين
  • 8913
  • 2
ها‭ ‬قد‭ ‬عُدنا‭ ‬يا‭ ‬عُمر‭ ‬يا‭ ‬مُختار؟

أجمل ما في ثورة ليبيا أن الرئيس الذي وصف شعبه أو بعض شعبه بالجرذان والقٌُمّل صار يختبئ في الفيافي وفي الجحور مثل الجرذان وسكن القُمّل أدغال شعره الغث، وأقبح ما في ثورة ليبيا أن الرئيس الذي منذ أن سكن قصر الإليزيه وهو يبتكر قوانين استفزاز العرب والمسلمين، دخل بنغازي وطرابلس مثل الفاتحين وألقى خطابا لم يختلف شكلا عن خطاب شارل ديغول في الثالث من أكتوبر 1958 بقسنطينة عندما قدّم مشروعه الشهير المزيج بين الثقة بالنفس وجهل حقيقة الآخر، خطاب “منظرة” لم نشاهده حتى مع بوش الإبن عندما دخل بلاد جمال الدين الأفغاني وبلاد أبي جعفر المنصور فاتحا، بينما فعلها ساركوزي في بلاد عمر المختار، إلى درجة أن الإعلام العربي -فما بالك بالفرنسي- غطى زيارة ساركوزي وليس كامرون أكثر من تغطيته لعودة عبد الجليل بعد سنوات من المنفى.

لا يمكن لأي عاقل وهو يعلم أن العدّ التنازلي للرئاسيات الفرنسية قد بدأ، باعتبار ما يقوم به الرئيس الفرنسي ساركوزي داخل فرنسا من منع للنقاب والصلاة في شوارع باريس، وخارج فرنسا من تدخل في شؤون المسلمين مجرّد رسالة حرية وديموقراطية بذرت فيها فرنسا مال شعبها وشغلت‭ ‬وقت‭ ‬رئيسها‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أي‭ ‬مقابل‭ ‬مالي‭ ‬كبير‭ ‬جدا‭ ‬وقد‭ ‬يكون‭ ‬أكبر‭ ‬غنيمة‭ ‬‮”‬حرب‮”‬‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬فرنسا‭.‬

  •  
  • أطرف ما قيل بعد سقوط الزعيم الديكتاتوري معمر القذافي الذي لوّن الجامعات والمساجد والمطارات والشوارع بالأخضر وبالفاتح أن صوتا ليبيا طالب بإطلاق إسم نيكولا ساركوزي على أكبر شارع في طرابلس أو على أول إنجاز كبير بعد سقوط نظام معمر القذافي، رغم أن الرئيس ساركوزي نفسه يعلم أن الذين أطلقوا على مطار باريس ومتحفها ومحطة قطاراتها وعلى حاملة الطائرات العملاقة التي رست منذ الربيع الماضي على مشارف طرابلس إسم شارل ديغول من الفرنسيين لن يطلقوا إسمه على بيت مهجور بمراعي الضاحية الباريسية حتى ولو طرد كل مسلمي فرنسا إلى الضفة‭ ‬الجنوبية‭ ‬وجعل‭ ‬من‭ ‬ليبيا‭ ‬مقاطعة‭ ‬فرنسية‭.‬
  •  
  • القذافي على مدار سنوات حكمه جعل من عمر المختار سِجلا تجاريا سياسيا مارس به جنونه ورفض أن يدخل روما إلا والنياشين المزوّرة وصورة الشهيد عمر المختار على صدره، والثوار على مدار أسابيع ثورتهم، جعلوا من عمر المختار زورق عودة قالوا أنهم لن يقبلوا من خلالها بأقل من تحرير أفكار وتعاليم المختار التي استشهد لأجلها في سبتمبر1931 قبل أن ينسفها معمر القذافي ويجرفها بواديه الأخضر الآسن، بينما كان ساركوزي واضحا عندما دخل أرض المختار فاتحا ليقول له.. ها قد عدنا يا عمر يا مختار يا من ارتضيت الموت من أجل أن تطردنا فعدنا ولم يهلك‭ ‬جندي‭ ‬فرنسي‭ ‬ولا‭ ‬غربي‭ ‬واحد‭.‬
  •  
  • يحفظ الفرنسيون ومعهم شعوب العالم مقولة “خسرنا معركة ولم نخسر الحرب” التي رددها شارل ديغول بعد سقوط باريس في أيدي النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، ويريد نيكولا ساركوزي الآن أن لا يخسر كل المعارك الداخلية والخارجية من أجل أن لا يخسر حرب الانتخابات الرئاسية‭ ‬القادمة‭.‬
  •  
  • التاريخ لم يحدث وأن أعاد نفسه وإنما المُقلدون للشخصيات الشهيرة هم من يريدون أن يستنسخوا غيرهم في شخصياتهم، فهل يستنسخ ساركوزي نهاية شارل ديغول عندما قال له الفرنسيون “لا” عام 1968، فعاد إلى بيته إلى أن رحل عن الدنيا بعد عامين بالشيخوخة… وبالحسرة أيضا.

 

 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • محمد

    رب وامعتصماه قد باشرت اسماعهم لكنها لم تباشر نخوة المعتصم

  • جزائري

    وا حسرتاه