-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مشاركة "المارينز" في معركة في جبل سمامة وتسيير طائرات دون طيار

هذه تفاصيل الوجود العسكري الأمريكي في تونس منذ فيفري 2014

الشروق
  • 3360
  • 2
هذه تفاصيل الوجود العسكري الأمريكي في تونس منذ فيفري 2014
ح.م

نشرت المجلة الأمريكية “ناشيونال انترست”، وهي دورية نصف شهرية عن الشؤون الخارجية صادرة عن مركز نيكسون، تقريرًا بعنوان “الولايات المتحدة توسع حربها في تونس” تحدث عن الوجود العسكري الأمريكي في تونس وبالخصوص عن مشاركة قوات المارينز في عملية عسكرية عام 2017 في جبل سمامة في القصرين. هذا وتُعتبر مجلة “ناشيونال انترست” من أهم الدوريات السياسية في الولايات المتحدة، وهي التي نشرت المقالة الشهيرة للمفكر فرانسيس فوكو ياما بعنوان “نهاية التاريخ” سنة 1989.

وأكدت “ناشيونال انترست”، “لقد مرت أول مشاركة عسكرية أمريكية بصفة موثقة ومباشرة في تونس منذ الحرب العالمية الثانية دون أن يلاحظها أحد، وهي مشاركة مثلت علامة على أشياء مقبلة، إذ أكد متحدث باسم القيادة الأمريكية في أفريقيا، الشهر الماضي، في تقرير مهم أن غزاة مشاة البحرية الأمريكية خاضوا معركة شرسة عام 2017 في بلد شمال إفريقي لم يكشف عن اسمه، وقال إنهم حاربوا إلى جانب قوات شريكة ضد مقاتلي تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

وحسب المصدر، شاركت قوات من مشاة البحرية الأمريكية في عملية في جبل سمامة في القصرين عام 2017 وهي أول عملية أمريكية موثقة في تونس منذ الحرب العالمية الثانية، وقد أشادت القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا (أفريكوم) بشجاعة اثنين من رجال المارينز وقد تم توسيمهما دون ذكر التفاصيل وذلك بسبب “تقديرات التصنيف وحماية القوة والحساسيات الدبلوماسية”. كما ذكرت القيادة أن وحدة العمليات الخاصة البحرية شاركت في العملية على مدى ثلاثة أيام تضمنت تقديم استشارات ومساعدات عملياتية.

ولكن الأبحاث والتحاليل تشير بقوة إلى أن مشاركة الولايات المتحدة تتماشى مع أحداث درامية عرفتها تونس التي تحارب منذ 7 سنوات “تمردًا منخفض المستوى” على حدودها الغربية. وتشير الأدلة إلى أن الحديث بالخصوص على معركة وقعت في جبل سمامة، وهو سلسلة جبال في ولاية القصرين، بالقرب من الحدود الجزائرية بتاريخ 28 فيفري2017. وقد تكبدت هناك الولايات المتحدة أول جريح لها في تونس منذ الحرب العالمية الثانية.

وتورد المجلة الأمريكية بعض التفاصيل عن العمل العسكري في تونس، وتقول “اشتبكت القوات الأمريكية مع مسلحين تابعين لقاعدة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي كتيبة عقبة بن نافع، في تبادل لإطلاق النار مما أسفر عن مقتل أحد الإرهابيين. كما استلزمت المشاركة طلبًا للدعم الجوي لمواجهة الإرهابيين الذين حاولوا تطويق القوة الأمريكية-التونسية المشتركة من الخلف وهو ما أجبر قوات المارينز على إطلاق النار”.

وتتابع “كانت القوات الأمريكية على الأرض وكذلك في الجو، إذ أُصيب جندي تونسي يطلق النار من مدفع رشاش من طراز M60 على متن طائرة هليكوبتر، بجراح بعد إطلاق النار عليه مرتين من قبل المسلحين. وقد سيطر حينها جندي أمريكي على المدفع الرشاش لإبقاء النيران مصوّبة تجاه المسلحين فيما قام بمعالجة الجندى التونسي الجريح في وقت واحد. وقد تكبدت وحدة Marine Raiders الأمريكية والقوات التونسية إصابة جندي من كل منهما، وقد تعافى كلاهما من جروحهما في وقت لاحق. وكانت قد تحدثت وسائل الإعلام التونسية عن الحادث، في ذلك الوقت، دون الإشارة إلى أي مشاركة أمريكية”.

سعت الولايات المتحدة، تقول “ناشيونال انترست”، إلى الحفاظ على الانتقال الديمقراطي المهتز في تونس بالدرجة الأولى عن طريق تعزيز قواتها العسكرية، التي حصلت على مساعدات أمنية متزايدة بشكل مطرد من 2014 إلى 2017. وتتلقى تونس الآن من الولايات المتحدة مساعدات دفاعية أكثر من أي دولة أخرى في شمال إفريقيا ومنطقة الساحل وذلك باستثناء مصر.

والوجود العسكري الأمريكي هو مستمر في تونس منذ فيفري 2014، عندما نشر البنتاجون فريقاً من عشرات من قوات العمليات الخاصة في قاعدة نائية في غرب تونس. وقد قام جنود تونسيون يرافقهم مستشارون عسكريون أمريكيون في مناسبة واحدة على الأقل باكتشاف معسكر مسلح في القصرين.

وفي السنوات التي تلت ذلك، قامت القوات الجوية في “أفريكوم”، وبصفة كثيفة، بطلعات استخباراتية للمراقبة والاستطلاع في جميع أنحاء تونس وذلك انطلاقًا من القاعدتين الجويتين “سيغونيلا” و”وبانتيليريا” في إيطاليا.

إضافة لذلك وفي أعقاب الهجوم الإرهابي الذي وقع في مارس 2015 في متحف باردو في تونس، قدمت القوات الأمريكية مساعدة لقوات مكافحة الإرهاب التونسية التي استهدفت قيادات في تنظيم القاعدة في بلدة سيدي عيش في قفصة. كما يعمل، في الأثناء، طاقم أمريكي عبر طائرات دون طيار انطلاقًا من قاعدة سيدي أحمد الجوية في بنزرت.

والشراكة بين تونس والولايات المتحدة في المجالات العسكرية والأمنية هي ذات أوجه متعددة. وهي تتألف من بناء القدرات الدفاعية، وتعزيز أمن الحدود، كما هو موضح في كثير من الأحيان، وكذلك تدريب القوى الشريكة في استراتيجيات وتكتيكات مكافحة الإرهاب.

ع. س

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • شخص

    رغم كل المساعدات التي تقدمّها الجزائر لتونس في المجالين الاقتصادي و العسكري، مازال الأخوة التوسيون يطعنونا في الظهر و يجلبون الغزاة إلى حدودنا !

  • قدور0031

    كان كل شيء سري، فما الذي جعله ينتشر بهذه الطريقة؟
    نشروا الخبر رغم قدرتهم على التكتم عليه، تقول الاستخبارات الأمريكية لأي "مسلح هائم": كوكو، نحن هنا، تعال وقم بتهديدنا، فيقوم هذا المسلح الهائم المجهول بأي تصرف غبي، وعندها تجدون بوارج انتقلت من المحيط إلى البحر المتوسط قائلة لهذا المسلح الهائم الموهوم ومن يوافقه ومن يعارضه: احنا كنا منتظرينك من زمااااان، انت أعطيتنا الآن ذريعة للتربع والتكسل هنا في شمال افريقيا، إذا وضعنا أقدامنا فلن تبرح هذا المكان.
    فما العمل؟ الامة التي لا تنتج طعاما ولا دواء ولا حتى رقاقة، أمة ضعيفة جدا، وهذا ما أفلح في إنجازه جيل الثورة المليء بالمجاهدين الموهومين.