-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

هنا يموت قاسي..

عمار يزلي
  • 5650
  • 3
هنا يموت قاسي..

من أغرب ما بدأنا نسمع عنه ـ في بلادنا التي تعيش حالة من التقلب والمخاض العسير الولادة، الذي لا نعرف في نهاية الأمر إلى ماذا سيفضي هذا”الحمل” الذي طال أمده وهذا المولود الذين سيولد “بشلاغمه” مريضا وفيه السكر و”بوصفير ولاطاصيون” وكل أمراض العصر المزمنة في هذا الزمن ـ هو دخول مسؤولين في إضرابات عن الطعام! والسبب: تنحيتهم من منصبهم! أي إضراب عن الطعام احتجاجا على تنحيته من مناصبهم! إضراب يفضي إلى الدخول في حالة متدهورة إلى المستشفى (حالة مير بلدية سعيدة مؤخرا)، لا أريد أن أدخل في أسباب وتفاصيل إقدام رئيس بلدية على هذا الفعل، لأني أجهلها، حتى ولو كنا نعرفها، بسبب ملابسات كثيرة حزبية وإدارية، لكن أريد فقط أن أنام لعلي أعيش حالة مثل هذه الحالة أفهم السبب من ورائها.

نمت لأجد نفسي رئيس الدولة، وقد دخلت في خصومات وصراعات مبطنة ومعلنة مع عناصر ترى أنها هي”الجزائر”، وأني أنا فقط خدام عند أمهم العوراء اللي ساكنة في الدورة، منذ قيام الثورة واشتغالهم بعد الاستقلال بتكديس الثروة والعودة للورا!. عملت كل ما في وسعي للتخلص منهم بعد أن قربتهم مني لفترة، لكي أتمكن من الإجهاز عليهم بالمرة! غير أن وضعي الصحي حال دون ذلك! هواتفي مراقبة، وتحركات مصورة، وتوقيعاتي مزورة، وقراراتي مدورة، ومشاريعي مبوًرة، وأموري مكوًرة، وتصريحاتي محوّرة! قلت: لا ينفع إلا الدخول في إضراب عن الطعام! حتى يعرف الشعب السبب فيبطل العجب! أريد أن أقول لهم إن محيطي الصغير، لم يعد قادرا على حمايتي والدفاع عني واقفا على الكرسي قاعدا! فقد وقفت لهم بالمرصاد يوم قعدت لهم كل مقعد، لكن اليوم، الله غالب! الصحة بنت الكلب! قلت: أدخل في إضراب عن الطعام حتى يعرف القاصي والداني أني صرت “خضرة فوق طعام” وأن اللحم قد أكله من يعرفون من أين تؤكل الكتف، وأن البقية قد سفوا المخ ورموا بالعظم للناس لكي “يكددونه تكديدا”!. بقيت مضربا عن الطعام لأسبوع! لا أحد سأل عني ولا أحد من الشعب علم بالأمر! لقد أغلقوا أرتاج الأخبار والإعلام، ولم يتسرب من خبر إضرابي عن الطعام أي شيء، إلى أن تدهورت صحتي وكدت أودع الكرسي الثابت والنقال! بعدها فقط، قرروا ترحيلي إلى فرنسا لأيام، بطلب من ملك فرنسا، هو من أمرهم أن يتركوني وشأني، وعدت لكي أكمل ما تبقى..من عهدتي وتعهدي بأني  ..هنا…”يموت قاسي …”

 

وأفيق على خبر وفاة الراحل قاسي تيزي وزو …عليه ألف رحمة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • س

    ولكن قاسي مات هذا الاسبوع رحمه الله.

  • مواطن

    لو اعتمد كل موظف على القانون واحترمه،لما قام أحد بالكيد والطغان ولا استطاع أي شيطان من هظم حقوق الآخرين لكن في وسط النفاق والخبث والظلم لا وجود لحقوق الإنسان ولا راحة من الخلق.في وسط لغة الغاب لا يعلو سوى مخالب المفترسين بالأغنام والوقوع في مكيدة الذئاب وسيطرة الأرانب حين يغيب الأسود فيكثر المداحون بالأسواق ليبتزوا من القاعدين والنائمين نهارا ما بثته الأفواه الرائجة للغرور.سيبقى قاسي يقاسي حتى يموت من سقط في الحاسي وهو ينظر إلى السماء لعلها تنزل ليلة القدر على من ينامون ويحلمون ولايعملون.انتظر

  • جمال **عين الدفلة**

    هذا هو الواقع يا استاذ عمار سيموت قاسي هنا ويندفن هنا وبعد اعوام يعود قومه ليبحثو عن هيكله غير المزعوم وتدوم الحفريات لعقود ويبدأ الحفر من القصر في التل الى البئر في الصحراء .
    رحم الله قاسي تيزي وزو