-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اتفاقيات غير محترمة...

وحدود المواجهة بين الشارع والشرعية!!!

‬فوزي أوصديق
  • 6094
  • 0
وحدود المواجهة بين الشارع والشرعية!!!

يستمر مسلسل الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان… أمام تجاهل غربي للمأساة… ففي غزة حاليا تعتبر العديد من القيم الإنسانية بدءاً باتفاقيات جنيف ـ- وبالخص الرابعة منها ـ الخاصة بحماية المدنيين، مجرد أوارق فأصبحت العديد من الاتفاقيات فاقدة إلزاميته وشرعيته… ولذلك قد نتساءل أين أوكامبو وغيرهم الذين نصبوا أنفسهم حافظي الأختام والضمائر للعالم المتحضر… أم أن السياسة والحسابات الجيوستراتيجية لما تختلط مع القيم قد تفسد أكثر مما تصلح؟…

  •  مند أيام وإخواننا الفلسطينيون في »رباط« وخلالها سمعنا العديد يتكلم عن القراءات السياسية… وقليل من تكلم عن القراءة القانونية… فالقانون الدولي واضح وصريح، ومن ثم لا اجتهاد في النصوص القطعية والثابتة… فالنظام الأساسي لروما أو المحكمة الجنائية عددت ولايتها القضائية من خلال جرائم الحرب والإبادة أو ضد الإنسانيةوذلك ما ذهبت إلية الشرعية الدولية.                                                                
  •  فخلال أزيد من عشرة أيام من المواجهة ما لا يقل عن خمسة عشر جرما من واحد وعشرين »جرم مقنّن دوليا« ضد الإنسانية تم اقترافها من استعمال مفرط للقوة، مما سبب خللا لفلسفة النسبة والتناسب بين الفعل وردة الفعل… وعدم التمييز بين الهدف المدني والهدف العسكري… وما لا يقل عن ثلاثين بالمائة (%30) من الشهداء هم أطفال، ناهيك عن القصف الممنهج للمساجد والمستشفيات والتي تسمى بلغة جنيف للقانون الدولي الانساني »الأعيان المدنية والثقافية والدينية«… وهذه القائمة قد أصابت المسعفين… الذين يملكون حصانة بحكم المهام النبيلة في الإغاثة ومساعدة الآخر…!!                                                           
  • فالاختلافات بين ما هو منصوص… وما هو على أرض الواقع سببت إرباكا… مما يوحي أن تردداتها ستكون كارثية من اتساع مساحة اللاثقة… ومساحة ازدواجية المعايير… ومساحة تسييس القيم والمبادئ الإنسانية!؟… فبدلا ما يتم تحريك العديد من الآليات الأممية… البعض… يناشد… والآخر يندد… وجماعة أخرى تدعو بضبط النفس مما نتج حاليا في العالم العربي والإسلامي مواجهة بين الشارع والشرعية… فمجلس الأمن بعد اليوم العاشر لم يجتمع… أو بالصيغة الدبلوماسية لم يتوصل لصياغة توفيقية في مشروع القرار… وكأن القضية الغزوية بعيدة كل البعد عن الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة ـ الخاص بالسلم والأمن الدوليين ـ… ناهيك عن الفصل السادس… فالمعركة إذن ليست معركة قانونية بقدر ما هي معركة لتصفية كل ما هو مقاومة ـ رغم أن البرتوكول الإضافى الثاني لجنيف وتوصية الجمعية العمومية للأمم المتحدة في الستينيات اعترف بهذا الحق المقدس ـ حق الأفراد في تقرير مصيرهم ومستقبلهم.                                                                        
  • فمشكلة افتقاد الشارع، لهذه الشرعيات… وافتقاد الشرعية للشارع، ستكون لها تجليات أخرى في مواقف أخرى… وإنني ممن يعارضون مقولة الشرعيات حتى لو كانت مزيفة بعيدة عن السقوط… والشوارع وإن كانت ساخنة لن تفرض كلمتها… فالثورات البرتقالية عبر العالم أثبتت عكس ذلك… لذلك ـ حسب قناعتي ـ اليوم في غزة يكتب تاريخ من جديد في العلاقات الدولية وفي بعض المفاهيم المعلبة والجاهزة إعلاميا… فمقولة الجيش اليهودي لا يقهر، أصبحت من سراديب التاريخ وهو أول شعار تم إسقاطه… وصوت الشارع العربي رغم المضايقات أصبح رقما يعول عليه... كما أن النكبة أثبتت اكتساب أصدقاء جدد في أوساط العالم الغربي.      
  • وأخيرا نقولها بكل صراحة، إن أخطاء المجتمع الدولي كثيرة وتباطؤ الفعل العربي والاسلامي واجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قبل وزرائنا العرب والتحركات الدولية المحتشمة ـ على الأقل غير المرئية لوقف العدوان ـ أدى بالطرف الآخر لتهيئة البيئة… في تعشش وتمادي العدوان، وحتى عربيا هناك صوت غائب للحقوقيين والمحامين والأساتذة الجامعيين…!! فلا نكاد نسمع لهم صوتا ولا حراكا في اتجاه تحريك الآليات وتعبئة للمنظمات الدولية… والتي طالما أدعت أنها تتألم وتتفاعل بمحرقة اليهود… هي بين أضابير التاريخ.
  • أليس ما يحدث بغزة محرقة بكل المقاييس
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!