-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

وزراء انتقاليون

عمار يزلي
  • 687
  • 0
وزراء انتقاليون
ح.م

كثيرٌ من أعضاء الحكومة الحالية، وفي كل الحكومات، من بقي فيهم حيا وحتى من مات.. كلما اقترب تغييرٌ حكومي مرتقب، يمسكون كروشهم، مثلهم مثل الولاة ورؤساء الدوائر كلما دارت الدائرة وتغيّر الرئيس أو جدَّد العهدة، فيحدث تغييرا حكوميا أو حتى تعديلا بسيطا، فتجد الآذان منتصبة صوب أخبار نشرات الأخبار.. لعلهم يعرفون ماذا حصل بهم بعد التعديل أو التغيير..

مع حكومة بدوي، الأمر يختلف نسبيا، ولو أنه القاعدة نفسها.. الحكومة سترحل بعد أشهر قليلة، بعد أو حتى قبل الرئاسيات، لهذا، التخندق والولاء قد بدأ..

وجدت نفسي أحلم، وأتابع آخر نشرة وأنا وزير، في مكتبي، وما إن علمت عن طريق نشرة الثامنة بأني لم أعُد وزيرا، حتى أسرعت إلى وثائقي أجمعها.. بدأت بالشهادة الجامعية التي أخشى عليها أن يُفتضح سرُّها بأنها ليست أصلية (حتى لا أقول “مزوَّرة”)، والتي جئت بها قبل يومين فقط لكي أسحب منها نسخا رقمية في مكتبي.. لن أترك أيَّ شاردة ولا واردة في المكتب.. ورحت أبحث عن أشيائي الخاصة، ألبسة داخلية وجوارب متسخة في جوانب المكتب وعلى الرفوف وفي الأدراج:

هذا حرزٌ كتبه لي ساحرٌ مغربي كبير بألف دولار للبقاء في المنصب أطول مدة، وفعلا هذا حدث! يبدو أن السحار قد مات أو يكون السحر قد دخله ماء البحر، فلقد أصر السحار على أن لا يلمس هذا العمل ماء البحر! قد أكون لمسته يوما لما كنت آخذه معي إلى البحر في الصيف.. تحديدا هذا الصيف.. الفيلا التي بنيتها على البحر قبل 12 سنة، جعلتُ فيها مكتبا يضم بعضا من حاجاتي المهنية، أنقل إليها الحرز أثناء عملي هناك.. هذا هو التفسير الوحيد، أو تكون زوجتي قد فتحته، أو الماء المحلي الذي وصل في عهدة الوزير الأول الحالي الذي رحل، ثم حلّ فارتحل، قد يكون هو السبب.. لكن لا أعتقد أن ماء البحر المحلي يزيل فاعلية السحر مادام أن الماء ليس مالحا.. لكن من يدري، فالرجل قال لي “ماء البحر” ولم يقل لي “الماء المالح”. عموما، يبدو أن الحرز لم يعُد له فائدة، انتهت صلاحياته “تبيريما بالماء”!.. وربما الجن المكلف بالسحر حتى هو مات أو عُيِّن في مهام أخرى، أو يكون قد “كره” مني، وراح لدى زبون آخر يدفع أكثر! السحار هو من أوعز له بذلك فيما أعتقد. مع ذلك، 20 سنة وزارة في خيرات ربِّي.. تمكَّنتُ من خدمة مصالحي ومستقبلي، والآن حان الوقت للتغيير، ولكي أتمكن أنا من تسيير مصالحي وتجارتي التي أوكلتها لأقارب بعيدين عن الشبهة، لكن الأقارب كالعقارب، يغدرون بك ويأكلون رزقك في وضح النهار!

السكرتيرة التي عيَّنتها شخصيا، ودَّعتها “من هنا ومن هنا”.. وتركتُ لها بعض الهدايا البسيطة التي أهدِيت لي عند كل تدخُّلٍ قمت به، وطلبت منها أن نبقى على اتصال رغم أني رايح نقرض la puce، لعلِّي أعَيَّن في منصب آخر: سفير أو مستشار، وألحِقها بالديوان!

لم أترك أي شيء، والبقية طلبتُ من السكرتيرة أن تجمع ما نسيت منه، ذلك أن تسليم المفتاح سيكون يوم غد.
إيه.. تفكرت: يخصّني سجادة.. باش نوللي نصلي من غدوة لعلّ لله يُحدِث بعد ذلك أمرا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!