-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

يومُ القرآن في قسنطينة

يومُ القرآن في قسنطينة

لولا أن كلمة الله -عز وجل- سبقت لإبليس اللعين بإنظارِه إلى يوم الدين لزَهقت روحُه يوم الإثنين 4-7-2022، وذلك لما رآه في ذلك اليوم في مدينة قسنطينة المجاهدة التي كان شيخُنا أحمد حماني يردِّد على مسامعنا نحن تلامذته: “لا يفضُل قسنطينةَ إلا مكة والمدينة”.

كان المكان هو قاعة الإمام المجاهد ابن باديس في جامعة الأمير المجاهد عبد القادر بن محيي الدين، وكانت المناسبة هي “توزيع الإجازات والشهادات على 127 مجازا ومجازة بالسند المتّصل” من طلبة وطالبات مدرسة الإمام المجاهد عبد الحميد ابن باديس التي يشرف عليها الشيخ الدكتور محمد بوركاب مع ثلة من “أهل الله وخاصّته” من الأساتذة والأستاذات.. كما أن هذه الدفعة حملت اسم المقرئ “الشهيد الطاهر آيت عيسى” الذي اغتالته فرنسا الصليبية المجرمة في يوم 9 أكتوبر من سنة 1956، وهدمت – هدمها الله – زاوية الشيخ، لأنها كانت “تعِدّ الجيلَ الزاحف بالمصاحف” كما قال الإمامُ المجاهد محمد البشير الإبراهيمي.

وهذه الزاوية المجاهدة تقع في منطقة تيقزيرت بولاية تيزي وزو المجاهدة. وقد دعا الشيخ محمد بوركاب والحاضرون في ذلك اليوم إلى إعادة تأسيس هذه الزاوية القرآنية المجاهدة.. فنسأل الله الذي لا يُعجزه شيءٌ في الأرض ولا في السماء أن ييسِّر ذلك، وما يعلم جنودَه إلا هو.
وممَّا يُبهج العقل ويملأ النفس حبورا، ويشرح الصدر ويغمر القلب سرورا أن هؤلاء الخريجين والخريجات هم وهن من حاملي وحاملات الشهادات الجامعية في جميع التخصصات.
لقد تشرفتُ بتمثيل الدكتور عبد الرزاق قسوم، رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الذي تعذَّر عليه الحضور لظرف طارئ.

عندما دُعيت لإلقاء كلمة، ورأيتُ ذلك المنظر الجليل المهيب اغرورقت عيناي بالدموع فرحا وسرورا؛ إذ لم يكن هناك كرسيٌّ شاغر وكان الواقفون لا يُحصَوْن عدًّا على كِبر القاعة؛ قلتُ في نفسي ما قاله أحد الشعراء في مدينة آفلو المجاهدة: “القادمُ أحلى”.

لقد استعرضتُ تلك الحرب الشرسة التي شُنَّت على القرآن الكريم منذ عصابة أبي جهل التي كان شعارُها: “لا تسمعوا لهذا القرآن وألغوا فيه لعلكم تغلبون” و”اِئْتِ بقرآن غير هذا أو بدّله” إلى المجرم شارل لافيجري الذي كتب في رسالة له بتاريخ 16 أفريل 1868 لأحد شياطين الإنس: “إن أول ما يجب علينا فعله هو الحيلولة بينهم (الجزائريون) وبين القرآن”. (سعدي مزيان: النشاط التنصيري للكاردينال لافيجري ص 175). وهذه الحربُ التي امتدَّت منذ فجر الإسلام إلى اليوم هي التي سمَّاها الشيخ المجاهد محمد الغزالي “معركة المصحف”، وستبقى هذه الحربُ إلى يوم توضع الموازين القسط.

تحية حارة إلى الإخوة في مدرسة الإمام المجاهد ابن باديس للقراءات، ولمثيلاتها في الجزائر المجاهدة، وفي العالم الإسلامي، وليستيقن الجميع -رغم الثغرات- أن المجاهدين بالقرآن هم الغالبون، وأن إبليس وجنوده هم الخاسرون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!