-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

أنا …. وبعدي الطوفان

الشروق أونلاين
  • 1125
  • 0
أنا …. وبعدي الطوفان

عبد الناصر

النكتة الجزائرية تقول أن مواطنا ذهب إلى صندوق الإقتراع وأعطى صوته لذات المسؤول السابق ورفض التغيير، وعندما سئل عن سبب إقترافه هذ التصويت المشين، قال بأن المسؤول السابق سرق الأموال وأصبح ثريا هو وعائلته.وفي العهدة الحالية قد يلتفت إلى العمل بعد أن حقق مبتغاه، أما إذا أعطيت صوتي لمسؤول جديد فسيمضي عهدته في الإغتناء، وتضيع بذلك فرصة مدينتي في التطور..
النكتة هي في كل الأحوال تنهيدة مواطن جزائري برغم القنوط الذي أصابه، إلا أنه مازال يتشبث بحلم التغيير لتنتهي مأساته مع المعادلة الغريبة المتناقضة بالخزائن المليئة بالعملة الصعبة والأبواب الموصدة بالأقفال الحديدية في وجهه..
الآن وقد وقع الفأس على الرأس، وسلم الناخبون وغير الناخبين رؤوسهم لمن في البلدية وفي المجلس الشعبي الولائي لا هم له سوى قطاف (رؤوس) الأموال وليس رؤوس الناس التي أينعت وجب البحث عن ميكانيزمات جديدة تجعل المال العام لعامة الناس يجري من تحتهم ومن حواليهم عبر مشاريع ترد لسكان آلاف البلديات شهية الحياة التي افتقدوها مع أميار كان بعضهم أشد فتكا من أمراء الجبال وأصبح بعضهم أشد ثراء من أمراء البترول.
فالعهدة الحالية ستطوي نصف قرن من الإستقلال وحرام أن يزور ساركوزي مدينة قسنطينة فيجد صورتها أسوأ من صورتها في زيارة ديغول منذ خمسين سنة، وحرام أن تبقى عاصمتنا الجزائر تغرق في شبر(مية) وتدخل الحداد في شبه هزة أرضية، وحرام أن تبقى وهران باهية فقط بملاهيها وهي‮ ‬التي‮ ‬كانت‮ ‬باريس‮ ‬الجنوب،‮ ‬وحرام‮ ‬أن‮ ‬تدخل‮ ‬البلديات‮ ‬الصغيرة‮ ‬والجنوبية‮ ‬نصف‮ ‬قرن‮ ‬من‮ ‬الإستقلال‮ ‬وهي‮ ‬لم‮ ‬تنعم‮ ‬بالإستقلال‮ ‬بعد‮.‬
أميار جدد ورؤساء مجالس ولائية جدد ومواطن (قديم) مغبون يريد أن يتجدد هو أيضا وينال ولو صورة فوتوغرافية أمام الكعكة.. من غرائب الصدف أن طوفان باب الواد وقع في آخر عهدة بلدية وولائية، ومن غرائب الصدف أن الطوفان الجديد وقع أيضا في آخر عهدة بلدية.. فمر بذلك الأميار‮ ‬وبعدهم‮ ‬الطوفان،‮ ‬لكن‮ ‬ليس‮ ‬من‮ ‬الصدفة‮ ‬أن‮ ‬يكون‮ ‬لسان‮ ‬حال‮ ‬الأميار‮ ‬عندنا‮ ‬والمسؤولين‮ ‬عموما‮ “‬أنا‮ ‬وبعدي‮ ‬الطوفان‮”.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!