الإفتتاحية: المتاجرة بدماء الشهداء

كمال منصاري
ـــــــ

لقد أصبحت دماء شهداء ثورة أول نوفمبر المجيدة سلعة يحاول الكثير في مواقع عدة لاسيما صناع الرداءة تسويقها عسى أن يجدوا من يغالطون بها أبناء الشعب الجزائري.فقد عاودنا هؤلاء الانتهازيون في ذكرى الاحتفال باندلاع أعظم ثورة تحريرية في القرن العشرين على الخروج كل حسب أطماعه و مناوراته لكسب و لو لفترة وجيزة شي من عقول الجزائريين خاصة إذا صادفت المناسبة موعدا انتخابيا مثلما هو الحال هذه السنة بالنسبة للمحليات . و قد كثرت الأصوات التي تحاول كل سنة توظيف نوفمبر كمطية لتصفية حسابات أو للتشهير لنفسها مع ان بعض هذه الأصوات يخالف بعضها البعض في المعتقد و الإيديولوجية.
و إن كان لسياسيين و الأحزاب فرصة لتوظيف هذه الذكرى لمكاسب انتخابية أو للتموقع في الساحة الوطنية فان العديد من التيارات و مجموعات المصالح ما فتئت تطعن طيلة العام في مبادئ أول نوفمبر و ما مات من أجله المجاهدون الأحرار من مصطفى بن بولعيد الى جيلالي بونعامة ثم تظهر بمناسبة ذكرى الثورة أو الاستقلال لتخاطب الشعب كأنها حماة نوفمبر ووصية . و كم من مرة كشفت خطاباتهم أو كتابتهم أن لا صله لهم بروح نوفمبر و لا دين و قيم نوفمبر.
و إن كانت قضية الإساءة إلى النشيد الوطني قد أثارت حفيظة وزارة التربية فان أخطر ما تواجهه الجزائر هي تلك الحرب الضروس التي تحاك ضده خلسة و علنية، و هي الحرب التي استفحلت منذ أحداث 2001 سبتمبر عندما تجلت نقمة الغرب على العالم الإسلامي.
و الجزائر واحدة من جبهات هذه الحرب التي تنفذها أيضا أياد مأجورة كتلك التي أسأت إلى نشيد كان يردده المجاهدون و شهداء الثورة. لقد ترك نوفمبر جزائر مستقلة كما ترك من يعادون مبادئه و استقلاله. وتظاهرهم بتمجيد ثورة نوفمبر واحترام قيمها هو استخفاف لن يخادعون به إلا المعتوهين.