-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الطائفية المصطنعة

الشروق أونلاين
  • 1275
  • 0
الطائفية المصطنعة

سالم‮ ‬زواوي

يبدو أن إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الغربية والأنظمة العربية العميلة لم ولن تنسى لحزب الله اللبناني ما فعله بإسرائيل في الحرب الأخيرة والانتصار الباهر الذي حققه وبشكل حرم هذه الأنظمة العربية من قبض المقابل المالي والسياسي والدبلوماسي للخيانة والغدر ومساعدة إسرائيل في القضاء على المقاومة اللبنانية.فاستغلت ما يجرى اليوم في لبنان من مظاهرات واعتصامات وعصيان مدني من أجل إسقاط حكومة فؤاد السنيورة التي تفتقد إلى الشرعية، لتعود من جديد إلى شن حرب مكثفة وقذرة على حزب الله وتصفه بصاحب المغامرة غير المحسوبة طمعا في الحصول‮ ‬على‭ ‬ما‮ ‬ضاع‮ ‬منها‮ ‬في‮ ‬حرب‮ ‬الصيف‮ ‬الماضي‮.‬

وعلى الرغم من أن ما يجري إنما يجري باشتراك فاعل للتيار الوطني الحر المسيحي برئاسة العماد ميشال وتتهمه بالولاء والتآمر مع إيران وسوريا للإستيلاء على لبنان بالانقلاب والقضاء على “ديمقراطية” وتغيير إتجاهه بما يخدم البلدين المذكورين كما يقولون.

يحدث هذا ويعتبره عملاء إسرائيل إنقلابا على الشرعية والديمقراطية على الرغم من أن الأغلبية الحالية في الحكومة أو “الموالاة” قد استولت على الحكم بنفس الأسلوب والوسيلة؛ أي بالنزول إلى الشارع وتنظيم المظاهرات والاعتصامات وقطع الطرق وشل الحياة الإقتصادية، للإطاحة‮ ‬بحكومة‮ ‬الرئيس‮ ‬عمر‮ ‬كرامي‮ ‬في‮ ‬أعقاب‮ ‬اغتيال‮ ‬الرئيس‮ ‬رفيق‮ ‬الحريري‮.‬

أعداء حزب الله والمقاومة والتيار اللبناني الوطني يحاولون عبر هذه المحنة تسويق ما مفاده أن حركة المعارضة الحالية تستهدف حماية عدم شرعية رئيس الجمهورية إميل لحود “عميل سوريا (!..)” وعرقلة المحكمة الدولية التي أقرها مجلس الأمن في قضية اغتيال الراحل رفيق الحريري،‮ ‬وبالتالي‮ ‬فإن‮ ‬ما‮ ‬يحدث‮ ‬حسب‮ ‬تيار‮ ‬14‮ ‬آذار‮ ‬الموالي‮ ‬لإسرائيل‮ ‬وحسب‮ ‬أمريكا‮ ‬وإسرائيل‮ ‬والأنظمة‮ ‬العربية‮ ‬إياها،‮ ‬إنما‮ ‬يحدث‮ ‬لصالح‮ ‬سوريا‮ ‬وإيران‮..!‬‭ ‬

ولكن إذا كانت مثل هذه الدسائس والخيانات لم تؤثر على حزب الله ولم تنل منه في عز معركته في مقاومة قوات الإحتلال الإسرائيلي بعددها وعتادها طيلة أكثر من شهر، فهل تنال منه اليوم وهو يخوض في قضايا سياسية داخلية لبنانية محضة وهو محاط بقوى لبنانية حية أخرى ذات وزن ثقيل مثل حركة أمل وأكبر كتلة مسيحية مؤثرة في لبنان بقيادة العماد ميشال عون بالإضافة إلى مئات الآلاف من أبناء الشعب اللبناني من مختلف الطبقات والطوائف والأديان والاتجاهات السياسية، خاصة بعد أن أثبتت مقاومة حزب الله الصيف الماضي التفاف ملايين اللبنانيين حولها أن الأمة اللبنانية ليست بالطائفية والانقسام الذي كان البعض يتصوره بقدر ما هي أمة تتوق إلى الانعتاق والتحرّر والعيش بعيد عن الهيمنة الصهيونية والإرهاب اليهودي، وما تلك الطائفية وذلك الانشقاق والانقسام إلا من اصطناع أصحاب المصالح والعملاء لإسرائيل، وعليه فإن‮ ‬ما‮ ‬يجري‮ ‬لا‮ ‬يمكن‮ ‬أن‮ ‬يشكل‮ ‬مبرّرا‮ ‬لمواصلة‮ ‬الحرب‮ ‬القذرة‮ ‬على‭ ‬حزب‮ ‬الله‮ ‬لصالح‮ ‬إسرائيل‮ ‬وأمريكا‮.‬

ومجمل القول أن ما يجري مع حزب الله في لبنان ومثله ما يجري لحماس في فلسطين من قبل الأنظمة العربية الخائنة يستهدف أساسا المقاومات العربية الشريفة والشرعية ضد الاحتلال الإسرائيلي والهيمنة الصهيونية على المنطقة وعلى مجمل العالم العربي، خاصة وأن المحكمة الدولية،‮ ‬ظاهر‮ ‬الخلاف،‮ ‬هي‮ ‬من‮ ‬فبركة‮ ‬فرنسية‮ ‬أمريكية‮ ‬لتلفيق‮ ‬التهمة‮ ‬لحزب‮ ‬الله‮ ‬وإيجاد‮ ‬المبرّرات‮ ‬لتجريده‮ ‬من‮ ‬السلاح‮.‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!