-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

اللّي ادّى فرضو يشد أرضو

اللّي ادّى فرضو يشد أرضو

تشرفت وسعدت في يوم 13/02/2024 بزيارة ثلة من الأساتذة الكرام من ولاية أدرار، صحبة إخوة لهم من مدينة البليدة ينشطون في جمعية تحمل اسم عالم من علماء البليدة، هو الشيخ محمد ابن جلّول – رحمه الله –

وقد أسعدني أكثر أن كان من بين الزائرين أستاذ فاضل لم ألتق معه منذ أكثر من ثلاثين حولا..

كانت زيارة إخوتنا من أدرار للبليدة هي إحياء ذكرى إحدى جرائم أم الجرائم – فرنسا – عليها اللعائن، وهي ذكرى التفجيرات النووية التي أجرتها في منطقة رقان.. ولو لم ترتكب فرنسا إلا هذه الجريمة لكانت ألعن دولة عرفها التاريخ، فكيف إذا عرفنا أنه لم يخل يوم من أيام فرنسا في الجزائر من الجرائم.. وكل جريمة أشنع وأبشع من أختها..

تجاذبنا أطراف الحديث حول وطننا وأمتنا، وانتهينا إلى أن وطننا بدأ يتخلص من الكوارث التي عاشتها في عهد بوتفليقة وبطانته الأسوإ في تاريخ الجزائر منذ استرجاع استقلالها ثم توقفنا عند قضية القضايا العربية، والإسلامية، والإنسانية، وهي قضية فلسطين، خاصة هذا “الطوفان” الذي سيكون حدا فاصلا بين عهدين، عهد الهوان والاستخذاء، وعهد نهاية هذا الكيان المختلق من طرف الغرب، تخلصا منه ممن يسميهم “جراد أوربا”، أي اليهود، الذين ما دخلوا بلدا إلا عاثوا فيه فسادا بجميع أنواع الفساد.

ومما تحدثنا عنه واجب نصرة إخوتنا في فلسطين عموما، وفي غزة خصوصا، ومن أهم نصرتهم مدهم بالمال ليستعينوا به على الصمود في أرضهم، ومواجهة مخططات عدوهم.. وأشار بعضنا إلى ضرورة عدم تكرار الحج والعمرة لمن سبق له تأديتهما، وتخصيص تلك المبالغ للمجاهدين في أرض الرباط، على أن لا تسلم تلك الأموال للمشبوهين من الفلسطينيين الذين يحيون لياليهم للانتشاء ونهاراتهم للارتشاء.. وذكّر بعضنا بفتوى فضيلة الشيخ الفقيه الليبي الغرياني الذي ينهى عن تكرار الحج والعمرة خاصة  في الوقت الحالي.

وقد أعجبني ما ذكره أحد الإخوة من منطقة أدرار بأن الشيخ محمد بلكبير – رحمه الله – كان يذهب هذا المذهب، ويرى أن سد احتياجات المسلمين أحق بهذا المال خاصة لمواجهة المنصرين الذين يستغلون جوع كثير من المسلمين، فيفتنونهم عن دينهم، وذلك ما أوصت به “كنيسة كليفلاند” الأمريكية للمنصرين العاملين في الجزائر. (انظر مجلة البيان اللندنية ع 155 بتاريخ أكتوبر  2000، صص 66-73)، وكانت عبارة الشيخ محمد بلكبير – رحمه الله – في هذا الشأن هي: “اللي أدى فرضو يشد أرضو”، أي من أدى فرضه بحج بيت الله الحرام عليه أن يلزم أرضه، وإنفاق ذلك المال في الضروريات من أمور الحياة وما أكثرها، وهي التي يستغلها المصطادون في فتن المسلمين ليصدوهم عن سبيل الله. ومقولة الشيخ محمد بلكبير يمكن إدراجها تحت ما كان يسميه الإمام محمد البشير الإبراهيمي: “إن في الفقه فقها”، فهل يستجيب المسلمون لهذه الفتوى؟ خاصة وقد حل وقت “التهافت” على العمرة بمناسبة شهر رمضان المعظم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • رشيد لعيشي

    "أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى"