-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

المجازر لن تنسينا الانتصار

المجازر لن تنسينا الانتصار

أول هدف ترجوه إسرائيل، من خلال المجازر المتواصلة التي ترتكبها في غزة، هو إلهاء العالم بعدِّ الضحايا الفلسطينيين، ونسيان ما حدث في السابع من أكتوبر، خلال غزوة لا تقل أهمية عن غزوات المسلمين المظفرة عبر التاريخ، وواضح بأن الصهاينة غير مهتمين بالصور والفيديوهات التي تبثّ مجازرهم، ولم يقدِّموا حتى احتجاجا للقنوات التي تقوم بإحصاء وتصوير القتلى بمن فيهم الأطفال، النساء والمرضى، في شبه مخدّر يُنسي الصهاينة تلك الضربة القاضية التي أسقطتهم أرضا، وكشفت هوانهم وضعفهم، ويحاولون أن يصبغوا فرح أحرار العالم بـ”طوفان الأقصى”، بلون دماء أبناء غزة.

همّ إسرائيل الأول والاستعجالي هو نسيان، وبسرعة، ما حدث في السابع من أكتوبر ودفع العالم على نسيانه، ولأن النيل من أبطال المقاومة بدا صعبا، إن لم نقل مستحيلا، فقد لجأ الصهاينة إلى الإبادة، لأن وصفهم بـ”النازيين والمتوحشين”، أهون عليهم من وصفهم بـ”الخاسرين”؛ فالصورة التي رسموها لأنفسهم منذ احتلالهم فلسطين سنة 1948، هو أنهم منتصرون في كل حروبهم، فقد كانوا يغلبون جيوشا من كذا بلد عربي، لكنهم الآن عاجزون، برغم دعم أمريكا، عن تحقيق أدنى انتصار أمام المقاومة.

في حرب تموز 2006، رسم الصهاينة أهدافا لحربهم على لبنان، كان على رأسها تحرير أسيرين من جنودهم، والقضاء على المقاومة اللبنانية وتصفية قائدها، وأعلنوها حربا مدمِّرة دامت ثلاثا وثلاثين يوما، لم يحققوا فيها غير مجازر قانة وأخواتها، وأنهوا حربهم من دون أن ينالوا من مقاومة صارت أقوى من السابق، وهم حاليا إلى غاية اليوم السابع عشر من الحرب، لم حققوا أيًّا من أهدافهم في حربهم على غزة ولا حتى أهداف حليفتهم الولايات المتحدة الأمريكية، فلا أسير تم تحريره ولا شوكة المقاومة أصابها الوهن، ولا الصحوُ عمّ تل أبيب التي تمطر صواريخ، ما عدا هذه المجازر الرهيبة التي يلجئون إليها مثل المسكّنات للانتقام الوحشي من الأطفال والنساء والشيوخ والمدنيين العزّل، كلما تذكّروا بأنهم أصيبوا بالهوان والذل في فجر السابع من أكتوبر.

فقد المسلمون في غزوة “بدر” مصعب بن عمير، وفي “أحد” حمزة بن عبد المطلب، وفي غزوة “الخندق” سعد بن معاذ وأنس بن أوس، وفي “حنين” سراقة بن الحارث، وفي “مؤتة” زيد بن حارثة وجعفر بن عبد المطلب، وفي “اليرموك” عكرمة بن عمرو، وفي “حطين وأنطاكيا” وثورات الجزائر والعراق وليبيا وفلسطين، الملايين من الشهداء، ولكنها جميعا غزوات وثورات العزة والفخر، فشعار المسلمين دائما في حروب الحق، إما النصر أو الشهادة، وفي “طوفان الأقصى” تحققت الشهادة والانتصار أيضا.

يحاول الظالمون أن يغيّروا حتى اسم المعركة، فلم يكن الفرنسيون يسمّون ثورة الجزائر بالثورة، ولم يُسمِّ الصهاينة “طوفان الأقصى” بـ”الطوفان”، وهم يفضّلون أن تبقى تسمية الحرب على غزة، حتى نعدّ موتانا ولا نعدّ موتاهم ويبقى في ذاكرتنا ما اقترفوه من الجرائم -وهو أمر فظيع يجب أن لا ينسى أبدا- وننسى وينسون ما حدث في السابع من أكتوبر من انتصار سيبقى، برغم مجازرهم النازية والإرهابية، انتصارا خالدا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!