-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

بدل يوم النكبة.. يوم الأمل

بدل يوم النكبة.. يوم الأمل

قامت فرنسا بتغيير أسماء مئات المدن والبلدات الجزائرية أثناء الحقبة الاستعمارية ظنا منها أنها باقية إلى الأبد في هذا البلد، فأصبحت جانت Fort Charlet وذراع بن خدة Mirabeau والمرسى Jean-Bart وأم البواقي Canrobert وراس الواد Tocqueville وقايس Edgar Quinet والحمّادية Victor-Hugo وخميس الخشنة Fondouk وأزفونPort-Gueydon … وهكذا بالنسبة لكل مكان ظنت أنها استعادت أمجاد روما به… ومرّ أكثر من قرن وربع قرن، وتم ترسيخ هذه الأسماء الجديدة في الكتب قبل الأذهان، وساد اعتقاد أن التاريخ قد سجل هذا إلى غير رجعة… فإذا برياح التغيير تهب ذات يوم.. ويبدأ كل مكان يعود إلى أصله وإن بقيت بعض الأسماء لم تمحها الأيام بعد…

وبنفس المنهجية الاستعمارية قام الكيان الاسرائيلي بتهويد أكثر من مدينة ومكان في فلسطين، فأصبحت بئر صوفة “كيبوتس حتسريم”، وأبو سلام “جفعات سيليد”، وبيرالشقوم “بني يهودا”، ونابلس “شخيم”، والخليل “هبرون”، والقدس “أورشليم“…الخ، وتم تحويل أبواب القدس إلى العبرية فأصبح باب المغاربة “شاغر هأشفا”، وباب النبي داوود “باب صهيون”، وباب الرحمة “شاغر هرحميم”، وباب الخليل “شاغر يافو”، وهكذا إلى كل الأبواب الأخرى وكل المدن والبلدات التي تم تهجير سكانها منها قسرا منذ 66 سنة خلت…

ولعلّ الكثير من العرب والمسلمين اليوم قد يئسوا بأن تستعيد هذه الأماكن أصالتها، بل أكدوا جازمين أن كل فلسطين قد ضاعت وأن لا أمل في استعادتها أو عودة أهلها أو فك أسرها وأسر أبنائها… فما بالك بعودة أسماء مدن أو أبواب هنا وهناك..

لقد يئسوا لأن 66 سنة مرّت على النكبة أول أمس، واعتقدوا بأنه قد قُضي الأمر وفات الأوان وتقطعت السبل بكل لاجئ وأسير ولم يعد هناك بد من الاستسلام والنسيان …

فهلاّ تذكروا أن الاستعمار الفرنسي بعد 66 سنة من أول يوم غزا فيه بلادنا كان قد احتل كل الأرض وشرد كل الشعب، وقضى على كل الثورات والزعامات… ومع ذلك لم ييأس الشعب الجزائري؟

هلاّ تذكروا بأن الاستعمار الاستيطاني الذي يستهدف الأرض والشعب والحضارة اليوم في فلسطين قد استهدفها جميعا قبل أكثر من قرن في الجزائر بنفس الأدوات والأساليب وفشل…؟

هلاّ تذكّرت عائلات الشهداء والأسرى واللاجئين والمشردين والصامدين في الداخل كم ضحت الجزائر وكم قاومت وكم صمدت وكم ضحت لتستعيد الحرية والكرامة وتستعيد أسماءها من جديد؟ هلاّ حوّلت يوم النكبة من يوم حزن على ما فات إلى يوم آمل في ما هو آت… 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
5
  • مراة

    نعم ان الحق سياتي في يوم ما وكذا الامل بالنسبة لفلسطين الحبيبة وشكرا لك ياسليم على هذ المقال الشيق .

  • نورالدين الجزائري

    إنه من الصعب بمكان أن نغير من مفاهيم مسؤولينا و العامة من الناس إلا من فتح الله عليه لنبيّن طيات و حقائق التغيير و نكشف زيف الباطل و نفضح المستور بين منهج الصواب و الكيفية و منهج السحرة و الخرافيين لأن هناك منهج تزوير الواقع و إلباسه لبوس الخداع و التمويه، فالساحر هو الذي يقلب ـ في نظرنا ـ العصا حية و الحق الذي يبين لنا ما هي إلا حبال الأماني هشة لا تربط و لا تحل ، فلابد من أمر ما يهز أنفسنا و تكون صفته الوقوع { فوقع الحق} ! هناك مفاهيم في الطريق لا يجب أن تتغير بل أن تمحمى و تبدل بمفاهيم غائبة

  • نورالدين الجزائري

    لمدة 132 سنة ؟! أنظروا أحبتي !قبل دخول اليهود لفلسطين جاء الإنجليز ببعض المسلمين الهنود بأسلحتهم يقاتلوا تحت راية الإنجليز على أرض القدس، فبعض الجماعات الإسلامية المهترية صدرت بيانا لا يجوز للمسلم أن يقاتل مسلم أبدا ؟! نحن الآن لا نتكلم عن الحكم الفقهي و لكن ودت فقط لأبين إلى أين وصلنا و مازلنا نواصل الغرق في بئر سحيق مظلم لا نور نراه و لا شمعة تضيئ لنا لنفطن من هذا التنويم الإيحائي. حين هزم المسلمون في أحد قال بعض الصحابة كيف نهزم و نحن جند الله ؟! فجائهم الخطاب السماوي {...قل هو من عند أنفسكم}

  • نورالدين الجزائري

    الثابت أن البشر يخافون / يعجزون / و يظلمون أنفسهم من التغيير ، كما أن من المعروف أن الخطوة الأولى في أي عمل هي أشق الخطوات و لهذا نحتاج إلى الجرأة و الشجاعة و تغيير سلوكيات الفكر من الخمول و التقاعس و حب الدنيا ببهرجها... فالمسؤولية أمام الله تعالى فردية قبل أن تكون جماعية . و لنعد شيئا ما إلى الوراء و قبل أن نلوم الإستدمار الفرنسي أو الكيان الصهيوني فلنلم أنفسنا حين وجد هذا المستدمر في بلادنا مناطق هشة ضعيفة فعملوا على غزونا و نهبنا دون أن يتكبدوا خسائر تذكر ! أيعقل بعض السفن من سيدي فرج دمرتنا

  • نورالدين الجزائري

    يوم النكبة ! ألا ترى أننا مازلنا فيه ؟!
    نعم لابد للأمل أن يكون و لكنه يحتاج لمقومات و إلا فهو ألـم ، فساعة ندرك و نعي و نقر في أنفسنا ماهية حقيقة الصراع بين الحق و الباطل ، فإن الأمل لا نتكلم عنه بل سيأتينا و لو حبوا ! نحن نعيـش حالة إنهزام كبرى عندما ننظر بأعيننا إلى الإصلاح من الخارج و نتعمـد عدم رؤية الإصلاح الواجب بالبصيرة من الداخل ، ففقدان قوة الإدراك كيف يجب أن نكون و كيف يجب أن نصارع الباطل و الظلم و التخلف... لأن الأمل هو نظرة لنتيجة سوف تتحقق بإذنه تعالى لا عمل في حد ذاته . و من