-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

تكالب

عمار يزلي
  • 3699
  • 0
تكالب

بات العالم العربي اليوم، وقبل أي وقت مضى في حالة مخاض عسير، لا نعرف كم ستدوم حملة حمل دام أكثر من 40 سنة! أربعون سنة في انتظار نزول حمل عن طريق إجهاض مبكر أو ولادة “قيصرية” “رومية” أو “فرعونية” “فارسية”، أو “عربية” بربرية، أو كل أشكال الولادات هذه مجتمعة..! لكن الحمل طال وتعسرت الولادة، وقد يولد المولود مشوها بدنيا أو عقليا أو رجلا “بشلاغمه”! وقد يولد متغولا مستأسدا، ظالما فاسدا، حانقا قاتلا..

 

ما أخذته الأمة العربية من أدوية لمنع الحمل خلال 500 سنة، وخاصة في السنوات الأخيرة، وعقاقير مع “العقارات”، “يبشر” بجيل كسيح قد يبقى مائة سنة. غير أن الأمل غير مفقود مع إمكانية إنتاج لقاح ضد الكساح. والأمة العربية والإسلامية تعج بالعقول والضمائر الحية التي تأبي أن تموت.

وجدتني أفكر في المسألة قبل أن أجد نفسي في زريبة خراف وكباش ونعاج، مع خليط من الحيوانات: كلاب، ثعالب وقردة، بغال وحمير وطاووس وبعض النعام. الكل كان يشتكي قلة 40 كلغ من العلف شهريا. ويقول: “هل من مزيد”: برلمان حيواني يرأسه حيوان ابن حيوان! كان قردا من نوع بابوان رفقة كبشين أقرعين غير أملحين! الكل كان “يبعرر” ويخور، ينبح، يثغو ويعوي كل على شاكلته: الحيوانات في واد وهؤلاء في واد! حتى الذئاب وبعض الخنازير البرية والثعالب قد تم دمجها بشكل غريب مع النسيج العام طمعا في الطمع! تقاسم التركة والغنائم والأدوار والوظائف لبقاء نظام “الأسد” الذي شاخ وعجز حتى عن الشيخوخة ورفض التقاعد إلا على جثته وجثة الليوث والضباع. 

خارج الزريبة التي كانت في شكل قبة بكراسٍ من حطب، كان الرغاء على أشده! وكانت المطالب تدخل القبة من كل الأبواب والنوافذ الموصدة، وكل من كان في الداخل كان يشدد على سد آذانهم أمام الأذان وثغاء النعاج والخرفان التي كان تشوى في العيد قبل أن تذبح في عاشوراء! رائحة الشواء كان تدخل الخياشيم داخل القاعة رغم الأقنعة المضادة للغازات. كنت حاضرا هنا لسبب لا أعرفه، إنما بدا لي أني كنت مدعوا باعتباري كلبا نابحا..! فقد كنت أجيد النبح حتى ولو كنت لا أعض! وعندما خرجت لأنبح على النعاج في الخارج، صاح كلب الصيد النقابي في النعاج: هاهو قد خرج.. الحمد لله الذي مسخك كلبا وكفاني حربا. 

وأفيق مقلوبا صباحا على فمي، “أقلب” ما تعشيته مساء.

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!