-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

جزائريون‭ ‬إلا‭ ‬بـ‮”‬الكوارط‭…‬‮”‬؟‭!‬

‬فوزي أوصديق
  • 7878
  • 14
جزائريون‭ ‬إلا‭ ‬بـ‮”‬الكوارط‭…‬‮”‬؟‭!‬

جزائريون إلا بـ”الكوارط…”، نقولها وبدون خجل أو تردد، فالعديد ممن شعروا باليأس، واللامبالاة مؤخراً قد يشعرون بهذه المرارة، والعديد ممن اختاروا “الحرقة” قد تجرّدوا من كل شيء، حتى من “كورطهم” أو أوراقهم الرسمية؟!

  • فبداية من المطار وأنت قادم من الخارج قد تشعر بعدم انتمائك للوطن، ولو “بالكوارط” فكل مطارات العالم تخصص رواقا لمواطنيها إلا نحن، فالعزة والكرامة، والشعور بالانتماء في بلدك، قد تتبدد من هنا ونهايتها للمجالات الأخرى وذلك قد لا يعتبر بالمنجزات المستحيلة بقدر ما‭ ‬يقتضي‭ ‬المنطق‭ ‬والحوكمة‭ ‬الرشيدة‭ ‬ذلك‭. ‬وبهذه‭ ‬الإلتفاتة،‮ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬تحتاج‭ ‬إلا‭ ‬لصبغ‭ ‬خط‭ ‬في‭ ‬أرضية‭ ‬المطار‮.‬
  • فالجزائري، أصبح بإمتياز “عدواً” للعديد من إنجازاته، وذلك للعديد من الأسباب، قد ساهمت في إنجاز هذه الطبخة، أولها التميز الشائع بها، سواء في تقليد الوظائف العامة أو في الاستفادة بالعديد من المرافق العامة، والتي هي حكراً على طبقة دون الأخرى، فالحياة ببساطة أصبحت‭ ‬ركضا‭ ‬وقفزا‭ ‬على‭ ‬الحواجز،‮ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الكثير‭ ‬يختزل‭ ‬مواطنته‭ ‬في‭ ‬‮”‬الكوارط‮”‬‭ ‬أو‭ ‬جواز‭ ‬سفره‭ ‬وبطاقة‭ ‬تعريفه‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬روح‭ ‬المواطنة‭…‬
  • ومن المضحك المبكي أن أحد الوزراء، يصرح لنا أننا ليس لدينا لا أحزاب سياسية ولا مجتمع مدني، ولا جمعيات!! فقد اتفق معه، ولكن هل السبب في هؤلاء، أم يجب أن ننظر الإجابات في ميادين أخرى؟! كالغلق المضيق والحديدي للحياة العامة، بحجة “قانون الطوارئ”، والدعم المستمر‭ ‬لجمعيات‭ ‬دون‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬البرامج‭ ‬مما‭ ‬خلقا‭ ‬لدى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هؤلاء‭ ‬سلوكيات‭ ‬من‭ ‬المكارشة،‮ ‬والتغليف،‮ ‬والإنتهازية،‮ ‬والزبونية‭!!…‬
  • فالمواطن الجزائري، أمام اتساع الفجوة النفسية بينه وبين الحكام، أفقده عنصر الثقة فيهم، والضغوطات المعيشية… من البلوى حتى أصبح الجزائري يتذكر أنه جزائرياً إلا من خلال “كوارطه”.. لذلك فلنعتبر يا أولي الألباب من “تونس” الجارة، فسياسة تكذيب الواقع، والغلق إن لم‭ ‬يكن‭ ‬تنفسه‭ ‬حقيقيا‭ ‬غير‭ ‬ديماغوجي‭ ‬قائم‭ ‬وصادر‭ ‬من‭ ‬أعماق‭ ‬البلاد‮.‬‭.. ‬قد‭ ‬يؤدي‭ ‬للانفجار،‭ ‬كما‭ ‬فعل‭ ‬وخرج‭ ‬شعب‭ ‬أبي‭ ‬القاسم‭ ‬الشابي‭ ‬صاحب‭ ‬البيت‭ ‬الشهير‭:‬
  • إذا‭ ‬الشعب‭ ‬يوما‭ ‬أراد‭ ‬الحياة
  • ‮                           ‬فلابد‭ ‬أن‭ ‬يستجيب‭ ‬القدر‭ ‬
  • ليغيروا‭ ‬‮”‬اقدر‮” ‬تونس‭ ‬كلها‭!!‬
  • فلم تنفع الأرقام، ولا الإحصائيات، فقد خدع الجميع ـ بالأرقام ـ ولذا فعلى الجمهوريات الديمقراطية الشعبية أن تكون جمهوريات ديمقراطية شعبية حقاً، طالما أنها ارتضت الانتجابات، ولديها برلمانات، وتتحدث عن العمل الديمقراطي “الحقيقي” لتجنيب الأوطان الفتن، ونعصم الدماء‭!‬
  • فالجزائري يجب أن يشعر بإنتمائه لوطنه، وأرضه، وتاريخه، وحكامه من خلال “الوصفات الحقيقية”، بعيداً عن الزيت والسكر؛ “فالسكر” هو الذي رفع الضغط للخروج إلى الشارع، والزيت ـ الحمد لله ـ لم يختلط مع مواد أخرى وإلا كان الانفجار!
  • فأولاد الحومة في باب الوادي، والجلفة، وعنابة، ووهران لم يطلبوا المستحيل في مطالبهم، بقدر ما أرادوا مطالب مشروعة، كالعيش الكريم، وراحة البال، وحرية الاختيار… فالنقمة، والغضب، والعنف، والإرهاب، قد يغذيه كل ما سبق ذكره. حاليًا، ليس معرفة الأسباب هو المهم، بقدر ما الكل ينتظر الخطوات العملية لمعالجة هذه الأسباب وكيفية إبعادهم عن المهالك التي تقودهم إليها، وتفاقمها، فالتدابير الأمنية لمدة أزيد من عشرين سنة لم تنجح في تونس، وسياسة الغلق والكبت لن تصمد… لذلك هبّة الدولة والمجتمع تبدأ باسترجاع هبة “الكوراط”، أي لما تنظر للجواز أو بطاقة التعريف تشعر بالاعتزاز والافتخار، وليس بالنقمة، والسب أو الشتم.. وهذا الافتراض الأخير هو الحاصل ـ للأسف ـ لدى العديد من شباب الجزائر…، فظاهرة الحراقة، والكسر أو التخريب للمرافق العامة والرسمية، والبطالة، وأزمة السكن… كلها تجذر وتؤسس لعقلية الجزائري بالكوارط وبدونها، فالمساحيق أصبحت لا تصمد أمام وعي الشعوب المنامي، وسياسة الأرقام، إن لم يشعر بها المواطن البسيط، لن تجدي نفعًا، وتبقى مجرد رقم فقط، أسلوب التصريحات. والوعود، وما أكثرها خلال هذه العشرية، أصبحت مكشوفة، لذلك، كل في موقعه،‭ ‬عليه‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬إرجاع‭ ‬‮”‬للكوارط‮” ‬مصداقيتها،‮ ‬فحتى‭ ‬المعاملة‭ ‬بالمثل‭ ‬مع‭ ‬الآخر‭ ‬تخلّينا‭ ‬عليها،‮ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬سياستنا‭ ‬مع‮ ‬التأشيرات،‮ ‬أو‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التي‭ ‬تهم‭ ‬المواطن‭ ‬والوطن‭…‬
  • هذه‭ ‬الحيثيات‭ ‬وغيرها،‮ ‬تجعل‭ ‬معظم‭ ‬الجزائريين‭ ‬صنفين‮:‬‭ ‬صنف‭ ‬يحس‭ ‬بانتمائه‭ ‬سواء‭ ‬‮”‬بالكوارط‮”‬،‮ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬سياسة‭ ‬تخطي‭ ‬دماغي‭ ‬فقط‭ ‬ولو‭ ‬احترق‭ ‬الأخضر‭ ‬واليابس‭!!.. ‬واللامبالات،‮ ‬وعدم‭ ‬تحمل‭ ‬أدنى‭ ‬مسؤولية‭… ‬
  • والصنف الثاني، انتماءه إلا “بالكوارط” دون أدنى حقوق، أو امتيازات، فيشعر بمرارة التميّز، والإجحاف، وانسداد الأفق ومن ثم مواطنة منقوصة ومن ثم كلا الصنفين يشتركان في “اليأس”، مما يجعل منهم “براميل” بامتياز قابلة للانفجار، والحرق بالزيت ودونها، وإنني حاولت قراءة‭ ‬ما‭ ‬وقع‭ ‬في‭ ‬الجزائر‮ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬أثناء‭ ‬انتفاضة‭ ‬الخبز‭ ‬والسكر،‮ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬كل‭ ‬شحنة‭ ‬أو‭ ‬ضغينة،‮ ‬ولذلك‭ ‬ألزمت‭ ‬قلمي‭ ‬أن‭ ‬أكتب‭ ‬مقال‭ ‬الأسبوع‭ ‬بقلم‭ ‬الباحث،‮ ‬وليس‭ ‬بقلم‭ ‬المناضل‭… ‬وما‭ ‬نريد‭ ‬إلا‭ ‬الإصلاح‭.‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • mohammea

    alah ya3fo 3lihom

  • بدون اسم

    si vrais n 9.3endek hek hna fanyanine nhabou kolche sahel .ragda watmonji .hacha li maystahelche.

  • ايمان

    يا اخى العزيز بارك الله فيك الجزائر بلد الهف و الشعب مل سياسة الترقيع

  • moud

    شكرا انت باحث ممتاز هذا اعتراف مني لاني متابع لمقالاتك اريد ان اضم قلمي هذا الى اقلام كل من يريد الخير لهذا البلد العزير والله نريد الاصلاح ما استطعنا فقط وليس تخريب البلد كما يدعي هذا النظام البائد وحاشيته نريد ان نر بلدنا احسن من اليابان في التكنولوجيا وفي الرفاه الاقتصادي

  • HALLOUZ

    ان الانتماء الى الوطن هو شعور بالمسؤولية اتجاهه فبل كل شيء ...الغريب في الامر اننا ننتمي الى وطن واحد و تفرقنا اشياء كثيرة
    ان تنتمي للوطن فكن كما قال ابو فراس الحمداني :
    بلادي وإن جارت علي عزيزة **** وأهلي وإن جارو علي كرام الإجابة إ
    هدا هو الانتماء الحقيقي

  • امل

    الجزائر وين كانت ووين ولت ياأخي، علاواه تحوسو على طيارة طير بيكم ولا...لباس علينا الحمد لله،الشعب اصل فانيان يحوس راقد ويمونجي،احمدو ربي عايشين في بلد كيما هذا،الشباب ولت متطلباتو ياسر هذا ماكان....يحوس هامريسوقها،شركة حذاه..وايدو لراسو مايهزهاش..اخدمو على رواحكم تولو لباس عليكم..سوفرو ما فاها والو المهم خبزة حلال،حتى وراك عندك دبلوم،تمرمد شوي ما فاها والو..اكيد يجي النهار لي تحكم فيه بلاصتك.ماكانش حاجة تجي بساهل... تحيا دزاير منا لصباح...جزائرية قح.بلكواغط وبلعروق.

  • عادل

    شكرا لك ياأستاذ على هذه الآراء و النصائح القيمة لأنها نابعة من باحث و شخص معايش لليومية الجزائرية ،وكل ما أقوله هو انه يجب علينا كجزائريين أن نحترم قوانينا ،فلا نسمي دولتنا بدولة القانون ثم نطبق القانون على الزوالي و المسكين و الفقير و ننسى أبناء الوزير و المدير و الغني ،و لا نتكلم عن الآلهة البشر كالوزير و الوالي و المير ...الخ.فهم القانون كما هو ملاحظ في الواقع ،ربي يصلح حالنا و حال ولات أمورنا لما يرضاه رب العزة .وشكرا

  • فروق

    افظل ان اكون جزايري بالكواغط كما دكرت في مقالتك على ان اكون نكرة في بلد احر

  • بدون اسم

    يا أستاذي المبجل عن اي جزائر تتحدث وعن اي موطن لقد جزوا كل مافيها من اخضرار ونتفوا كل مافيها من زغب وزرعوا فيها الأشواك إنهم اقرب الى الحيوانات منهم الى البشر لكن العيب ليس فيهم انما في المثقفين الذين رضوا بالواقع ولم يحاولا التغيير

  • مجرد طالب علم

    نقولوا بالدارجة الجزائرية ( جزايري غير بالكواغط ....) وليس جزائري إلا ب الكواغط ) ...... يا أستاذ يا دكتور ........... لأن لفظ جزائري إلا بالكواغط معنا
    العكس مما تقصده ..... أي جزائريين في كل شيء عدا الكواغط ...

  • dadi

    kkkkkkkkkkrrrrrrrrrrrrrrrraaaaaaaaahhhhhhhhhhhhhhhhnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnnaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaaa

  • بدون اسم

    شكرا علي المقال وبالتوفيق

  • rachid

    يجب تسهيل المعاملات الادارية وتنظيم الادارة . فهي لب المشكل .وبالمناسبة القوانين الردعية مثل قانون المرور يغرم المواطن ويحجز رخسة السياقة فمن اين ياتي برزق ابناءه . وكما قال الرئس الشهيد قطع الرقاب ولا قطع الارزاق .

  • يسين

    بارك الله فيك استاذ فوزي مقال في المستوى