-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

زمن الفرصة الضائعة

الشروق أونلاين
  • 3454
  • 0
زمن الفرصة الضائعة

الرخاء الاقتصادي الذي عرفته الخزينة الجزائرية لن يدوم طويلا بما أن الجزائر لم تتخل عن تقاليدها العريقة القائمة على اعتماد النفط والغاز الطبيعي كمصدر وحيد لجلب العملة الصعبة.

  • وهو المصدر الذي تتهاوى أسعاره في الأسواق العالمية، إيذانا بانتهاء حقبة اقتصادية دامت لسنوات، وختمت بأزمة عالمية اقتضت إعادة ترتيب أوراق المال والاستثمار وتقييم المخاطر من جديد.
  • وإننا إذ نقول إن الرخاء الاقتصادي عرفته الخزينة الجزائرية وليس المواطن الجزائري، فإننا نقصد بالحرف ما نقوله، لأن المواطن كان ولا يزال آخر المستفيدين من التغيرات الإيجابية التي يعرفها العالم، في حين أنه أول المتضررين من المتغيرات السلبية في الجزائر خصوصا أو في العالم عموما.
  • لم يعد البترول يحمل نفس ألقه السابق، رغم بقاء كثير من الأسباب التي جعلته يرتفع فوق عتبة المائة دولار للبرميل، بل وجعلت خبراء يتنبؤون ببلوغه حاجز مائتي دولار، وهاهو يتهاوى اليوم وتتهاوى معه كل السياسات الخاطئة التي تحكم الدول المنتجة للبترول، وبالخصوص الدول العربية منها بما فيها الجزائر، لأنها تعتمد بشكل أساسي على اقتصاد ريعي لا موقع له في عالم الإنتاج والصناعة، ولا يهتم ببعث آليات الإنتاج والاستفادة من الجهود العالمية لدفع وتيرة التنمية.
  • لقد كان أمام الجزائر فرصة ذهبية قد لا تتكرر مرة أخرى في ظل المستقبل المنظور.. فرصة إرساء معالم دولة اقتصادية قوية بعيدة عن عقلية الريع والاعتماد على البقرة الحلوب التي آل ضرعها إلى جفاف، لكن الآمال الكبيرة اصطدمت بواقع أكبر صادر الأحلام وحولها إلى كوابيس.
  • لدينا ـ للأسف ـ قدرة كبيرة على تحويل الانتصارات إلى هزائم، والطفرة المالية التي استفادت منها الجزائر كان يمكن أن تكون مصدر قوة كبير، إلا أنها تحولت من نعمة إلى نقمة، لأنها بدلا من أن تساهم في دعم القطاعات المنتجة والاستثمار الوطني في الموارد البشرية، ثم الطبيعية، صارت مجرد أرقام فتحت الشهية أمام السراق والمرتشين وأمام ضعاف النفوس الذين لم يصمدوا أمام هذا الإغواء الذي يجعل الناسك فاتكا، وهو ما دفع المواطن البسيط لليأس وهو يرى أفقه المسدود، لأن التجارب علمته أنه أول من سيدفع فاتورة الأخطاء، وآخر من سيستفيد من قائمة المزايا.
  •  يمكننا أن نقول إذًا إن مشكلة المواطن اليوم هي مشكلة ثقة، وإذا حدث الشرخ بين الأمة والسلطة.. فإن الوطن هو من سيدفع الثمن، مُجسدا في أبنائه.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!