-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

شقشقة‮ ‬سياسية‮!‬؟

الشروق أونلاين
  • 1560
  • 0
شقشقة‮ ‬سياسية‮!‬؟

نسيم‮ ‬لكحل: nassim219@ech-chorouk.com

عندما يدخل الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على الخط وبقوة غير منتظرة في مجال الزوبعة الإعلامية التي أثارتها تصريحات وزيره أبو جرة سلطاني، فإن ذلك يؤسس لمرحلة جديدة في مسار مكافحة الفساد بشتى أنواعه.. الفساد المالي والفساد السياسي والفساد الأخلاقي وغيرها.جميل جدا أن يؤسس الرئيس بوتفليقة لمرحلة الحساب والعقاب التي تبدأ بالمسؤولين بعد ما كان الأمر في السابق يسير بمنطق آخر يذهب فيه الضعيف ضحية للقوي، وجميل جدا كذلك أن يكسر الرئيس جدار “الحصانة” الذي كان يختبئ وراءه الكثير من المسؤولين الذين يظهرون دائما في صورة الملائكة الذين يُصلحون ولا يُفسدون.. والأجمل من هذا وذاك أن يشاهد المواطن المغبون مسؤوليه يُحاكمون على المباشر وهذه مرحلة مهمّة جدا تعطي بصيصا من الأمل في بلوغ دولة القانون وتحقيق شعار “القانون فوق الجميع” الذي تريد له بعض الجهات أن يبقى مجرّد يافطة سياسية‮ ‬لا‮ ‬تعكس‮ ‬حقيقة‮ ‬الأمور‮.‬

لكن ورغم الجرأة الكبيرة التي خاض بها الرئيس بوتفليقة في هذا الموضوع، إلا أن الوقائع التاريخية تجعلنا نتوجّس خيفة من أن يتحوّل الأمر لدى بعض السياسيين إلى مجرّد تصفية حسابات قديمة وحديثة بين هذا وذاك، والخوف كل الخوف أن يكون الوزير أبو جرة سلطاني مجرّد “كبش فداء” في عملية “نحر” سياسية ليس مقصودا منها التقرّب لوجه الدولة بوضع مسعى مكافحة الفساد في إطاره الصحيح، وإلا فما معنى أن تصريحات شبيهة صدرت من وزراء يحملون حقائب ثقيلة ولكنها مرّت بسلام.. ورغم أن الوزير بدون حقيبة أبو جرة سلطاني عليه أن يتحمّل كامل مسؤولياته فيما أدلى به من تصريحات وأن ينفي بالدليل والبرهان ما نسب إليه ما يقول أنه لم يدل بها، رغم ذلك فإن الخوف كل الخوف كذلك أن يستغل البعض تصريحات الرئيس بوتفليقة ضد سلطاني إستغلالا سياسيا ويحملونها أكثر مما تحتمل مادام أن البعض وجد فيها فرصة للتشفي والبعض الآخر‮ ‬اعتبرها‮ ‬فرصة‮ ‬لإسقاط‮ ‬خصم‮ ‬عنيد،‮ ‬دون‮ ‬أن‮ ‬نجد‮ ‬من‮ ‬يصنف‮ ‬خرجة‮ ‬الرئيس‮ ‬في‮ ‬إطار‮ ‬أنها‮ ‬خطوة‮ ‬مهمة‮ ‬لتأطير‮ ‬مكافحة‮ ‬الفساد‮ ‬وتطبيق‮ ‬القانون‮ ‬على‮ ‬الحاكم‮ ‬قبل‮ ‬المحكوم‮ (!‬؟‮).‬

الأطراف التي تعودت الصيد في المياه العكرة ستجد في خرجة الرئيس بوتفليقة من قصر الأمم، منفذا كذلك لـ”غمّ” كل ملفات الفساد، وعلى الرئيس أن يتدخل بنفس القوة لوضع “النائمين” على ملفات الفساد عند مسؤولياتهم مادام أن رئيس حكومته عبد العزيز بلخادم يقول بأن ملفات الفساد أصبحت غير مخفية بعدما كانت عكس ذلك فيما مضى من السنوات وذلك خلال إجابته على سؤال حول أسباب تفجر فضائح الفساد خلال الأشهر القليلة الماضية وبوتيرة متسارعة بلغت حدّ الأمر بإلقاء القبض على وال من الولاة، وغيرها من القضايا التي تجعل من الواجب الوطني استغلال فرصة خروج ملفات الفساد إلى السطح للقضاء على هذه الظاهرة التي نخرت ومازالت تنخر الإقتصاد الوطني.. ولهذا فالواجب يفرض كذلك التفكير في آلية لتشجيع التبليغ عن الفساد تماما كما يجب التفكير في آلية لقطع دابر المتاجرين بملفات الفساد، وهمية كانت أو حقيقية، وهذا‮ ‬بذاك،‮ ‬وإلا‮ ‬فإن‮ ‬الأمر‮ ‬كله‮ ‬سيبقى‮ ‬مجرّد‮ “‬شقشقة‮ ‬لسانية‮” ‬على‭ ‬حدّ‮ ‬تعبير‮ ‬الرئيس‮ ‬بوتفليقة‮ ‬في‮ ‬وصفه‮ ‬لخرجة‮ ‬وزيره‮ ‬أبو‮ ‬جرة‮ ‬سلطاني‮ (!‬؟‮).‬

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!