-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

علماء وأدباء في منطقة البليدة

علماء وأدباء في منطقة البليدة

ما يجادل أحد في شجاعة الجزائريين وبأسهم الشديد، ويشهد على ذلك حتى أعداؤهم الفرنسيون الذين أكد مؤرخوهم أن بلادهم فرنسا استنجدت بالجزائريين عدة مرات ضد كل من الإسبان، والانجليز، والعصبة المقدسة بزعامة الفاتيكان. ولا ينكر هؤلاء الأعداء دور الجزائريين في حروب فرنسا الاستعمارية في القرنين التاسع عشر والعشرين.

ولكن الحاقدين على الجزائريين والجاهلين لأمجادهم في ميدان العلم والإبداع الفكري والأدبي – بمن فيهم بعض الجزائريين- يبخسونهم نصيبهم وحظهم في هذا الميدان، ويشيعون في أحاديثهم وكتاباتهم أن الجزائريين أبعد الناس عن الفكر والقلم، كأنهم ليسوا بشرا ممن خلق الله، الذي يقول في كتابه الكريم: “كلاّ نمدّ، هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك” وعطاء ربك ليس ماديا فقط، ولكنه فكر وآداب وحكمة.

وممن تنبّه إلى هذه الحرب النفسية القذرة ضد الجزائريين الإمام عبد الحميد ابن باديس الذي كان يردد قوله: “طينة الجزائري طينة علم وذكاء إذا واتتها الظروف”. وها هم الجزائريون الآن يعلمون العلوم الشرعية لمن نزل الإسلام في أرضهم (جامعة أم القرى بمكة المكرمة، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وجامعة الإمام محمد ابن سعود بالرياض)، كما أن الجزائريين يعلمون الآن الفرنسيين لغتهم وأدبهم في جميع مراحل التعليم في فرنسا.

وقد أحسن الدكتور أبو القاسم سعد الله – رحمه الله – إذ خصص جزءا كبيرا من حياته للتأريخ لتاريخ الجزائر الثقافي منذ أكرمنا الله – عز وجل – بأن هدانا للإيمان، واعتنقنا الإسلام.. وها هم الجزائريون بعد ما واتتهم الظروف – كما قال الإمام ابن باديس – يشاركون في المسابقات الفكرية والأدبية – شعرا ونثرا – فينالون الجوائز الأولى..

وقد أسس الجزائريون كثيرا من الجمعيات الفكرية والثقافية لجمع تراثهم الفكري والأدبي، والتعريف به، ونشره، ليبرهنوا – عمليا – أن “طينتهم طينة علم وذكاء”.

من هذه الجمعيات الفكرية والثقافية الناشطة في هذا الميدان: “جمعة الذاكرة والتراث الثقافية” لولاية البليدة، التي يرأسها حاليا الأستاذ رابح خيدوسي وبعض معاونيه من الأساتذة الذين يجتهدون آناء الليل وأطراف النهار لتنشيط المشهد الثقافي في ولاية البليدة، وجمع ما استطاعوا جمعه من أخبار علماء وأدباء منطقة البليدة وما حولها، ممن ولدوا في اقليمها الجغرافي أو جاءوها من أماكن أخرى، فالمثل المحلي يقول: “متيجة يمّات اللي جا”، أي متيجة أم من جاءها، ويفسر هذا المثل بتفسيرين هما: إما أن متيجة تحتضن من جاءها كما تحتضن الأم وليدها، وإما أن متيجة تنبت – لخصوبتها.. كل ما يبذر فيها.

ومن أنشطة هذه الجمعية أنها أقامت في يومي 24-25 فبراير 2024 ملتقى وطنيا تحت عنوان: “منطقة البليدة: علماء وأدباء عبر التاريخ”، وذلك في جامعة سعد دحلب، وقد حضر الملتقى ثلة من العلماء والأدباء والشعراء والمسئولين ونتمنى للجمعية وللقائمين عليها كل توفيق، وصبرا على ما يواجهونه من عراقيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!