-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

في التلاغمة

في التلاغمة

إكرام أهل القرآن صفة حسنة يتصف بها – قولا وفعلا- من علم الله – عز وجل- في قلوبهم خيرا فآتاهم خيرا، ويسّرهم للمسارعة في هذا الخير، زادهم الله تيسيرا لكل خير..

والحمد لله، ففي الجزائر – حاليا- إقبال عظيم على تأسيس المدارس القرآنية، والإقبال على تعليم القرآن، وما يصاحب ذلك من إنفاق.. وقد ظهر أثر ذلك في الجوائز الأولى التي ينالها أبناء الجزائر وبناتها في المسابقات الدولية لحفظ القرآن الكريم..

وفي يوم الجمعة الماضي (16/2/2024) تفضّلت لجنة مسجد الإمام مالك وإمامه بمدينة التلاغمة – من ولاية ميلة- بتكريم التلميذ النجيب مصعب بوعمرة سونة، نجل الدكتور عبد المالك بوعمرة سونة أحد الفائزين في مسابقة “مزامير داوود” التي تنظمها – مشكورة- “قناة الشروق”. وأبى على اللجنة وإمام المسجد خلقهم الإسلامي إلا أن يشرّفونا – الدكتور عبد المالك وكاتب هذه السطور- بدعوتهم لمرافقة التلميذ المكرّم، فلبينا الدعوة شاكرين لهم دعوتهم، داعين لهم بالتوفيق.

زرنا معهد تكوين الإطارات الدينية فرحّب بنا السيد مديره وبعض مساعديه، وتفضل فدعانا إلى زيارة المعهد للالتقاء بطلبته وأساتذته في مناسبة أخرى.. والحقيقة هي أنني شخصيا أدعو إلى تخصيص هذا المعهد وأمثاله إلى تكوين معلمي القرآن الكريم وقيّمي المساجد، لأنه لا يعقل أن يعهد بمهمة “الإمام” إلى من لا يحملون شهادة البكالوريا وشهادة التعليم المتوسط. خاصة بعدما أكرمنا لله بوجود كليات للعلوم الشرعية في عدة جامعات وطنية. وقد طرحت هذه الفكرة عدة مرات، فقيل إن خريجي الجامعات لا يحفظون كلهم القرآن الكريم، وهو أهم شرط في الإمام، فقلنا وقال غيرنا يوظف هؤلاء ولا يرسّمون إلا بعد حفظهم القرآن الكريم، لأنه ليس معقولا أن يكون “الإمام” أقل شهادة من كثير من المأمومين، لأن المستوى العلمي ارتفع في الجزائر بفضل الله – عز وجل- ثم بما أنجزه وطننا في هذا الميدان.

مسجد الإمام مالك بن أنس في التلاغمة تحفة فنية، أضفى عليه اللون الأخضر الخفيف سحرا يمتع النظر ويشرح الصدر، ويتميز بالنظافة، وتزينه الأشجار المعنى بها في واجهته الرئيسية، مما يدل على “الذوق الجمالي” لدى القائمين على هذا المسجد فـ “الله جميل ويحب الجمال” كما صحّ في الحديث النبوي، استمع المصلّون الذين اكتظ بهم المسجد إلى تلاوة عطرة من هذا التلميذ – الهلال- الذي سيصير – إن شاء الله- بدرا يضيء الجزائر، وينير- وأمثاله- ما حولها من أمصار.

وتشرفت فألقيت درس الجمعة وكان حول واجب حب المسلمين لبعضهم، وألححت على مامنّ الله – عز وجل- على الجزائر والجزائريين من الوحدة الدينية التي هي الركيزة الوحيدة للوحدة الوطنية، وتفضل السيد الإمام فأذن للدكتور عبد المالك بإلقاء خطبة الجمعة التي ذكر فيه بقيمة القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم، ووجوب تعلمه وتعليمه والإنفاق على مدارس..

لم يسؤنا في التلاغمة إلا سوء طرقها، حتى خلناها من “عهد عاد”، فالرجاء من إخواننا المسئولين في مدينة التلاغمة أن ينتبهوا إلى هذا الجانب، وقى الله بلدنا والمسلمين جميعا كل سوء ووفقنا لكل خير.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!