-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ليس دفاعا عن بلخادم!

محمد يعقوبي
  • 4925
  • 12
ليس دفاعا عن بلخادم!

مدهشة تلك السرعة التي استطاع خلالها خصوم عبد العزيز بلخادم، قلب الطاولة وسحب الثقة و”الحجر السياسي” على الأمين العام واتهامه بترشيح موالين للتيار الإسلامي..

ومدهشة حماسة أعضاء اللجنة المركزية الذين تسارعوا لـ”ذبحالأمين العام بلائحة توقعيات جمعت في بضع سويعات، وهي السرعة التي افتقدناها في أعضاء الحزب العتيد في الكثير من المناسبات الحاسمة، غير أنهم استماتوا في الدفاع عن مصالحهم وطموحاتهم السياسية ورغباتهم الجامحة للترشح، والتي أجهضها بلخادم بحجة تشبيب الحزب وطرد الديناصورات التي عاثت فيه فسادا…

كنا نتمنى أن الثورة التي قام بها غالبية أعضاء اللجنة المركزية أمس، ضد بلخادم، لم تكن من أجل الترشح والمنافع المادية التي لم يحصلوا عليها في هذا الموعد الانتخابي، كنا نتمنى أن هذه الحميّة والعصبية كانت من أجل مبادىء الحزب وقيمه المستباحة منذ عقود، كنا نتمنى أن الذين “ذبحوا” بلخادم سياسيا أمس، أنهم ثاروا ثورتهم تلك من أجل تمرير قانون تجريم الاستعمار، ولكن العكس تماما عشناه، عندما اختفى هؤلاء جميعا أو أغلبهم ورفضوا الدفع بهذا القانون إلى منتهاه، خاصة وأنهم يملكون الأغلبية في البرلمان بل ويرأسونه.

كنا نتمنى من أعضاء اللجنة المركزية الذين تغوّلوا بالأمس، أمام مكتب بلخادم أن نرى شجاعتهم تلك في استرجاع رئاسة الحكومة من حزب الأقلية أحمد أويحيى، وأن نسمع لهم صوتا في مواجهة من يطالبون بإدخال الأفلان إلى المتحف، أو ردا على أبو جرة سلطاني” الذي أحالهم إلى “الجحيم السياسي”.. كنا نتمنى لو أن الأفلانيين ثاروا ثورتهم تلك انتصارا للشعب السوري أو الفلسطيني ومجمل القضايا العربية المتسارعة.. كنا نتمنى لو أنهم انتصروا للشعب الجزائري داخل البرلمان من خلال الوقوف مع الخيارات الشعبية، بدل تكسيرهم لمشاريع القوانين التي يقترحها نظراؤهم في باقي الأحزاب..

وعوضا عن ذلك، إنهم اليوم يثورون من أجل مصلحهم، لأنهم لم يجدوا أسماءهم في قوائم المترشحين، لأن صاحب اللحية البيضاء لم يرشحهم ولم يرشح أيضا أفرادا من عائلته، بل أنصف الجيل الجديد داخل الأفلان أو بعضا منه ممن كانوا يعتبرون “ذراري” في نظر الديناصورات المقصية، بدليل أن قوائم الأفلان في الولايات هذه المرة تلقى الكثير من الترحاب لأنها خالية من الكثير من الوجوه البالية التي أبتلي بها الحزب، عكس المرات السابقة أين كان الوزراء والمجاهدون ورجال المال والسلطة هم من يعبثون بإرادة الشعب، التي كان الجزائريون يعطونها للأفلان على اعتبارها قطعة أثرية لها قيمتها في كل بيت جزائري، ورغم سلبياته إلا أن بلخادم استطاع أن يفتح الحزب على الكثير من الطاقات الشابة، وهذا لاينفي الدور الذي لعبته الشكارة” في ترتيب القوائم، إلا أن وجود دكاترة وشبابا وإطارات يتصدرون قوائم الأفلان كان في يوم من الأيام حلما وأصبح الآن أمرا واقعا لاينكره أحد أفضل حتى من الأحزاب الإسلامية، ومن الطبيعي أن يثير هذا التوجه الجديد حفيظة الديناصورات في الحزب الذين يحاولون تحطيم المعبد على من فيه، ويغالوطوننا من خلال اتهام بلخادم بإهداء الأفلان للأحزاب الإسلامية، لمجرد أنه انفتح على الإطارات والكفاءات التي تعوّد الإسلاميون على احتكارها، وهذه تحسب لصاحب اللحية البيضاء، رغم كونه لم ينصف نفسه ولا حزبه ولا تياره الفكري في الكثير من المناسبات، أما اليوم فيبدو أكثر ديمقراطية من خصومه الذين حجروا عليه أمس أخلاقيا، كان يتعين على خصوم بلخادم أن ينتظروا إلى مابعد الانتخابات ليحاكموا الرجل على النتائج، خاص، وأنه تعهد بالاستقالة إذا لم يفز بالمرتبة الأولى لكنهم قرروا ما لايمكن فهمه، أن يحجروا عليه وينزلوا هم إلى الحملة الانتخابية وهذا ليس له إلا معنيين:

1– إما أنهم يعولون على منطق الكوطة ومتأكدون من فوز الحزب.

2– أو أنهم مقتنعون بقوائم الترشيحات التي يعارضونها ومتأكدون من نجاحها ومستعدون للترويج لها. وفي الحالتين يبدو الضياع واضحا لدى خصوم بلخادم حتى ولو جمعوا توقيعات كل أعضاء اللجنة المركزية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
12
  • ابراهيم

    "الذين يحاولون تحطيم المعبد على من فيه" لا تصلح معبد ولا تحفة تصلح كان تتحل و يحال كل اعضائها الى التقاعد السياسي .

  • الاستاذ/غضبان مبروك

    لقد اجدت واجزت يا استاذ يعقوبيفي وصفك وتحليلك المفعم بالحيوية.وانا بدوري اتساءل:من يقف وراء هؤلاء حتى يتفقوا ويتحركوا وينجزوا ما انجزوه بهذه السرعة الفائقة؟هل هناك جهات متنفذة ام ان المصالح الذاتية هي التي لها هذا المفعول الكميايئ القوي؟هل الجزائري يكون اسرع واقوى افعل عندما يتعامل مع مصالحه ويكون اهبل وابطا وابرد ولا مبالي عندما يكون امام المصلحة العامة مما يعني انه اناني بطبيعته وفوق اللزوم؟اني لاملك الكثير من المعطيات التي عرضتها ولكن ما اعرف ان معظم هؤلاء كانوا ضد قانون تجريم الاستعمار .

  • farouk

    و الرجل ىعلم اتها لو دامت لغيره لما وصلت اليه.
    ثم انه لن يتزعزع من مكانه لانه يمسك بحبال متينه وطويله.و معارضوه هم مثله في كل شيئ والفرق الوحيد هو ان بلخادم يحكم وه ينفذون .

  • tarek

    trés bonne analyse monsieur ya3koubi

  • nabila

    pas mal j.aime

  • sahra

    يا استاذنا الكبير يعقوبي هكذا تلد و تقوي و تنهار الاحياء دينصورات كانت او ماموت او فيلة كلها تفني مع احترامي لرجال الثورة و بارك الله في رسالتخم المقدسة ..اليوم شيء اخر و جيل اخر و حياة اخري و افكار اخري ..بالتوفيق لكل جديد جدي و حكيم و دمت بارعا دائما في التحلبل الصائب و السديد ..فتحياتي

  • كانون

    أنتم متحزبون ياشروق الى حد النخاع ان لم نقل كلاما آخر فيكم فما الدفاع المميت الذي تستعملونه في انتقادنا لبلخادم ولماذا لاتنشروا الى ما يعجبكم ويليق بتوجهاتكم فاهلا لمعرفتنا لكم رغم انها جاءت متأخرة .

  • boudjemaa oulmi

    انتم متحيزون ومتحزبون

  • boudjemaa oulmi

    كما تدين تدان البارح تآمر على زميل له وذبحه سياسيا واليوم جاء دوره وذبحوه وهكذا دواليك.لماذا لاتنشروا يا جريدة كل الجزائريين،أليس منكم نتعلم.

  • حكيم

    هذه نتيجة حتمية بالنظر الى مكونات الحزب العتيق...
    معظم الباقون فيه طامعون في مقعد لا غير وعندما ظهرت القائمة غضب الباقون.
    والله عيب عليك يا بالخادم امسكت الحزب لمدة طويلة ولم تستطع تطهيره وغربلته وغريب امر القوائم التي تظم اناس منحطين اخلاقيا وثقافيا
    هذه نتيجة حتمية

  • رياض الجلفاوي

    العمل الحزبي في الجزائر كله من اجل مصالح شخصية
    ولكن على الاقل بلخادم خير من الانتهازيين لي تحتو
    رانا معاه
    لازم عليه يترشح وحنا من بكري ورا الجبهة
    صوا مليحة ولا قبيحة
    ونعم لديمقراطية الحزب الواحد
    وليخرس الاغبياء

  • الراصد

    لست متحزبا لكن يؤلم مايقع لحزب نحب اسمه
    لست مع احد لكن بالخادم قاد الحزب لانتصارات(حتى لو...)
    ايعقل ان يقاد حزب للنصر فتكافأ القيادة بالانقلاب
    ايعقل ان يكون التغيير امر دبر بليل
    ايعقل ان لاننتضر النتائج حتى نحاسب الناس
    اضن انهم ذبحوا الافلان لصالح التيارات الاسلامية فهؤلاء الاقزام وليس الدينصورات سيقودون الحزب العتيد الى المتحف الانتخابي
    وسيلبسون ثوب الهزيمة والعار السياسي