-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

ماذا يحدث داخل الكيان الإسرائيلي؟

ماذا يحدث داخل الكيان الإسرائيلي؟

ماذا يعني أن تُعيِّن الحكومة الصهيونية وزيرين بها اعتبرهما الكيان ذاته قبل سنوات إرهابيين وداعمين للإرهاب، بل اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي التنظيمَ الذي كان ينتمي إليه أحدُهما منظمة إرهابية مُدرَجة ضمن القائمة الرسمية المُعَدَّة لذلك؟ ماذا يعني أن يَصف رئيس الكيان الصهيوني ذاتُه أحدَ وزرائه بأنه “يُقلق العالم أجمع”. هل انقسم الكيان الإسرائيلي من الداخل إلى هذا الحدّ؟

من ناحية أخرى: ماذا يعني هذا الصراع بين السلطة التنفيذية والمحكمة العليا؟ لماذا يريد رئيس الوزراء تغيير تركيبة هذه المحكمة ويستفيد من 4 مناصب لصالحه؟ هل يريد الإفلات من القانون وهو المُدان في قضايا فساد سابقة؟ أم يريد استخدام القانون لإرهاب خصومه والفلسطينيين؟ وأي مصير لهذه التناقضات الحادة التي طفت على السطح اليوم؟

تتأكد يوما بعد يوم التناقضات الجوهرية القائمة داخل الكيان الإسرائيلي، ويعلم الجميع تدريجيا أنه كيانٌ مليء بالصراعات على خلاف تلك الصورة المُصطَنَعة عن انسجامه وديمقراطيته النموذجية التي يوهم العالم بها، وبأنه عنوانُها في المنطقة!

ـ وزير الأمن القومي المُعيَّن من قِبل حكومة “نتنياهو”  “إيتمار بن غفير” (من مواليد 1976)، أُدين من قِبَل المحاكم الصهيونية ذاتها بالعنصرية ودعم الجماعات الإرهابية سنة 2007، وقبلها كان عضوَ حزبِ “كاش” الصهيوني الذي أسسه “مائير كاهان” سنة 1971 واعتبرته السلطات الإسرائيلية ذاتها أيضا حزبا إرهابيا ووضعته الولايات المتحدة  وكندا والاتحاد الأوروبي ضمن قائمة الكيانات الإرهابية… يرفض هذا الوزير الديمقراطية ويقول بأولوية القانون اليهودي الذي لا يعترف سوى باليهود على أرض فلسطين، نادى بالموت للعرب ودعا الشرطة إلى قتل سكان حي الشيخ جراح شاهرا مسدَّسه، ولم يتردد في وضع صورة الإرهابي الأمريكي الإسرائيلي “باروخ جولدشتاين” رمزا له وهو الذي ارتكب مجزرة الحرم الإبراهيمي بالخليل سنة 1994 التي استُشهد على إثرها 29 فلسطينيًّا وجُرح 150 آخرين كانوا يصلون الفجر في شهر رمضان المعظم… لماذا يعيَّن وزيرا اليوم؟

ـ أما وزير المالية الإسرائيلي “بتسلئيل سموتريتش” (من مواليد 1980) فهو أيضا معتقَلٌ من قبل السلطات الصهيونية ذاتها في قضية إرهابية، وينتمي إلى حزب “تكوماه”  المتطرِّف (الحزب الصهيوني الديني حاليا)، ولم يتردد في إصدار تصريحات لاقت استهجان العالم أجمع بما في ذلك الولايات المتحدة مثل دعوته إلى محو بلدة حوارة من الوجود، وتصريحه قبل أيام في باريس بأن لا وجود للشعب الفلسطيني، مستعرضا خارطة تجعل الأردن جزءا من “إسرائيل الكبرى” المزعومة… لماذا يُعيَّن وزيرا اليوم؟

ألا يعني هذا أمرا واحدا: أنه لم يعد بإمكان الكيان الإسرائيلي إخفاء تناقضاته الداخلية وانهياره من الداخل:

ـ رئيس وزراء يضع مثل هذين الوزيرين (المُعترَف بإرهابهما) بحكومته، إنما يدلُّ على تنامي الصراع ليس بين الصهاينة والفلسطينيين فحسب، بل بين الإسرائيليين أنفسهم.

ـ رئيس وزراء يسعى بكل الوسائل إلى تغيير القوانين، من خلال جعل الكنيست قادرا بالأغلبية البسيطة على رفض قرارات المحكمة العليا التي أدانته (61 عضوا من أصل 120 عضوا)، وتمكين حكومته من تعيين غالبية أعضاء هذه المحكمة، لإلغاء الإدانات المُسَلَّطة عليه في قضايا فساد سابقة وينفذ بجلده.. يدل على نهاية وهم الديمقراطية بهذا البلد

ـ وزير دفاع حكومة قائمة يُفصل من منصبه، وطيارو جيشه يعلنون العصيان العسكري، وقوات الاحتياط ترفض التدريب، وكبرى النقابات تُعلن الإضراب في كافة القطاعات… دليلٌ على نهاية وهم الجيش الإسرائيلي ذي العقيدة المتماسكة الذي لا يُقهَر.

ـ حلفاء الكيان الإسرائيلي في العالم لا يجدون ما يدافعون به عنه وعلى رأسهم الولايات المتحدة والغرب… بل ويدينون ما يجري، دليلٌ آخر على ضعف آخر حلقات قوته الخارجية.

النتيجة: إن ما يحدث داخل الكيان الإسرائيلي إنما هو إشارة واضحة عن كون التناقضات الداخلية به ستقوم بتخريبه، إن عاجلا أو آجلا، وما على المراهنين على التحالف معه من عرب التطبيع وغيره سوى مراجعة حساباتهم من الآن. إنها بداية نهاية العهد الإسرائيلي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!