-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

نربح وإلاّ نفسّد!

جمال لعلامي
  • 1259
  • 6
نربح وإلاّ نفسّد!
ح.م

لأوّل مرّة منذ سنوات عديدة، تتجاوز عقدين أو ثلاثة من الزمن الحديث، لم يعد السياسيون، في الموالاة والمعارضة، يعرفون من هو “الرئيس القادم”، كما لم يعد لألعاب السحر و”الزمياطي” أن تبشّر هؤلاء أو أولئك بهوية هذا الرئيس، وقد قالتها المؤسسة العسكرية بصريح العبارة، مرارا وتكرارا: “لا مرشح للجيش”، وهو ما ورد على لسان رئيس الأركان، منذ عدة أسابيع، وجدّد نفس الموقف قبل يومين بدعوة الجزائريين إلى اختيار “الأقدر على قيادة الشعب والدولة”.

هذه المفاتيح، حافظت على نفس المسافة مع كلّ المترشحين، وقد اجتهد المجتهدون والمحللون بحثا عن بصيص يستشرفون من خلاله ويتوقعون، لكنهم خابوا وفشلوا، ودوّختهم المعطيات والواقع الجديد، الذي أنتجه حراك شعبي سلمي، قال كلمته في 22 فيفري الماضي، الأمر الذي جعل كلّ الاحتمالات مفتوحة وكل المفاجآت واردة، طالما أن كلمة الفصل محالة إلى الصندوق والإرادة الشعبية فقط وحصريا!

هذه “الضمانات” والوقائع التي لا يختلف حولها اثنان، ولا تتناطح بسببها عنزتان ولا جاموستان، أثارت شهية “الخمسة”، وأسالت لعاب مسانديهم ومناضلي أحزابهم والمتعاطفين معهم، كما استدرجت وأغرت الكثير من الانتهازيين والوصوليين والطمّاعين و”الغمّاسين” الذين يبحثون عن موقع قدم خلال المرحلة القادمة، بعضهم يُريد العودة سرّا، وبعضهم الآخر لا يريد تضييع الجمل بما حمل، وآخرون يسعون إلى تعويض ما فاتهم!

مهما كان عدد المتسابقين، لرئاسيات 12 ديسمبر 2019، ومهما كانت نسبة المشاركة في الانتخابات، ومهما كان الفائز فيها، ومهما اختلف المساندون والمعارضون لها، فإن الثابت في هذا الاستحقاق، الذي لا يجب إخفاؤه بغربال، هو اختفاء “التعيين المسبق” أو “التزكية” التي كانت تكشف ملامح الرئيس المنتخب مبكّرا خلال التجارب السابقة، وهذا هو الفرق على الأقل، بين ما كان يحدث وما هو حادث الآن!

لقد اختفى برأي ملاحظين، “التلفون” في هذه الرئاسيات، ولذلك لم يترشح البعض، ولم يعرف البعض رأسه من رجليه، وتشجّع البعض الآخر على الترشح، ولمس ناخبون وقانونيون وإداريون وسياسيون أن شعار الانتخابات هذه المرّة هو “فليتنافس المتنافسون”، المقاربة الصحيحة والديمقراطية التي أحرجت وأزعجت المتعوّدين على “الكوطة” بمجرّد الحديث عن الانتخاب كمخرج للأزمة، ووضع الخطوة الأولى نحو التغيير!

بناء “الجزائر الجديدة” لا يُمكن أن يكون بالعودة إلى نظام المحاصصة، الذي تحوّل للأسف طوال عدّة سنوات إلى مكسب لأفراد وجماعات معزولة ومكروهة شعبيا، أعلنت اليوم “ردّتها” وكفرها بالصندوق طالما أنه سيكون ضدها حتى وإن ترشحت، ولذلك هرب “الناجحون” سابقا بالتعيين والتزوير والتلاعب، وامتنعوا وقاطعوا السباق من باب “نلعب وإلاّ نخسّر” أو “نربح وإلاّ نفسّد”!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • أعمر الشاوي

    الرئيس معروف عند العام و الخاص في الداخل و الخارج , فقط أنت الذي لا تريد أن تعترف بذلك خدمة لأسيادك ,عبد المجيد تبون رئيسك المقبل بأقل من 0,05 بالمئة من الأصوات ليبيع ماتبقى من البلاد لأصحاب الشكارة البوشية و البقارة و بائعي الكوكايين و الخمور ,

  • علي بن مجمد بن علي

    هكذا كانوا يتصرفون حتى أصبحت الجزائر ملكا لهم وحدهم عاشوا فيها فسادا سنوا قوانين ترافقهم في كل ميتغياتخم لا يبالون بما يعانيه السواد الأعظم من الشعب هتكوا الأعراض افسدوا الاقتصاد نشؤا إدارة ترهب المواطن وعالة لا ثقة فيها وفوق كل هذا رشوه على جميع المستويات وحدث ولا حرج

  • Karim

    قال لي أحدهم : ما كانش الفوط لازم يعطولنا السلطة
    قلت له: و إذا أعطوا لكم السلطة كيف يكون تعيين من يحكمنا
    قال لي :بالفوط !!!!!!!!!!!!!!

  • ابن الجبل

    الواقع الذي لا يختلف فيه اثنان ، أن تناطح هؤلاء المرشحين هو تناطح العنزات كما تقول لا أكثر . انهم من طينة واحة، ومن سلطة واحدة ، ومن عصابة واحدة ،ومن حكم فاسد واحد ...لا امل في هؤلاء المترشحين الذين كانوا يأكلون مع الذيب . واليوم يتشدقون بالديمووقراطية وحب الوطن !!!!!

  • نمام

    أاولا الديمقرطية ليست غمس الابهام في الحبر وطوابير امام مراكز الاقتراع او غرور باغلبية وهي ايضاادارةتنوع المواطنين حتى لا يصبح خطرا وطنيا و ايضا نبذ كل عنف يمارس قد يتحول الى اغتصاب لهوية الانسان وشخصيته وكرامته الانسانية والعنف لا يستطيع ان يزيل الحياة لذا فمن المؤكد هناك خيار اسمىومن يريد ان يسرق منا غضب الناس الصادقين و الفاقدين اي امل سلطة فاسدة وتوظيف صراعات ولا رؤيا للتطورات فد يهبننا والحياة وقد لا يجد الا الدماء ومن يريد هذا امااعمى او متواطئ معنى ادارة خلافنا وتنوعناونناى عن التخوين والمؤامرة والمندسين لكل من خلافنا الراي وهذا حتى لا نندم ونصاب بالسكتة لعشرين سنةقادمة اللهم عونك

  • mourad

    الايام بناتنا يا جمال تبون هو الرئيس ...رئيس السلطة... المفروض على الشعب.