-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

صدقات الـ ccp!

جمال لعلامي
  • 2236
  • 1
صدقات الـ ccp!

الأئمة انتفضوا، أو تمرّدوا، والفعل ليس معزولا ولا هو منظم، فمنذ “الترخيص” بتأسيس نقابة أو نقابات لسلك الأمة ومستخدمي الشؤون الدينية، كان منتظرا أن تنفجر احتجاجات وغضب وانتقادات في قطاع لم يعد هادئا ولا خاملا ولا سلميا والأسباب كثيرة!

تـُرى: هل مازال الإمام قبلة يقصدها كلّ من ضاق عليه الأمر أو واجه مشكلة صغيرة كانت أم كبيرة؟ هل مازال الإمام أحد كبار الدوار؟ هل مازالت لإمام 2014  “الكلمة” التي إن نطقها فهي رصاصة خرجت ولن تعود إلى بيت النار؟ هل الإمام مظلوم؟ أم إنه تخلى عن جزء من أدواره وصلاحياته؟

أسئلة محرجة ومزعجة، أعتقد أن لا أحد بوسعه الرّد عليها غير الإمام، ولا أعتقد أن الوصاية أو “الجماعة” بمقدورها أن تفهم انشغالات الإمام وتقدّر رؤيته إلى الأشياء ومنظوره إلى المشاكل وطريقة حلّها!

كنـّا صغارا، وأتذكر كيف كنّا “نحشم” من الإمام مثلما “نحشم” من الأستاذ، مثلما “نحشم” من الكبير.. وهذه “الحشمة” كانت تدفعنا إلى حدّ تغيير الطريق، حتى لا نلتقي هذا الشخص المحترم صاحب الوقار والحكمة وقوة الشخصية وصناعة القرار والقدرة على التأثير والتغيير!

أين نحن اليوم من ذلك الزمن الجميل، وذلك الجيل الذهبي، الذي “انقرض” للأسف، أو يكاد، لعدّة أسباب ومبررات، ولذلك أصبح الأستاذ والإمام يشتكيان ويهددان بالخروج إلى الشارع، وأصبحا نموذجا حيّا للموظف المغبون و”الزوالي” الذي لا حول ولا قوّة له!

إن المشاكل التي يُواجهها الإمام، أكبر من أن يحلها وحده، ولعلّ بداية “المصيبة” تكون من أجره الزهيد، الذي حرّضه على البحث عن مصدر رزق آخر، بالحلال، فتحوّل بعض الأئمة إلى “تجار” خارج أوقات العمل، وربّما خارج القانون أيضا، فضيعوا نتيجة لذلك جزءا من الوقار والهيبة، وتحوّلوا بفعل الظروف الاجتماعية القاهرة والمهنية المقهورة إلى مجرّد “موظفين” لا يختلفون كثيرا عن بقية العمال والمستخدمين الذين ينتظرون “صدقات” الـ ccp نهاية كل شهر!   

هل يُعقل أن تنتظر الوصاية أو المجتمع جهدا مضاعفا و”فتاوى” ورغبة في العمل، من طرف “موظف” يكدّ ويشقى ويتعب ويُغامر ويُهدد في رزقه وحياته، ثم في آخر المطاف يتلقى بضعة دينارات لا تكفي سوى لضمان قوت فقير مؤلـّف من خبز وحليب؟

 

المشكلة عميقة، فلا تحمّلوا الإمام ما لا يُطيق، ولا تنتظروا منه أن يحلّ جميع مشاكل الجزائريين، وهو غارق في مشاكل تـُغرق بلدا!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • أسمهان

    تحية طيبة.إن مشكلة الإمام هي مثل مشكلة المسجد ككل.لأنهما وجهان لعملة واحدة.فلما كبل الإمام بالوظيف العمومي,وأصبح لا يتحدث إلا بما يملى عليه,أصبح بعيدا وغريبا عن مجتمعه,لا دور له ولا فاعلية ,و الويل له إن أخطأ.لهذا أفرغ المسجد من الدور الذي كان من المفروض أن يؤديه.